سورية

«الإدارة الذاتية» الكردية تجبر الموظفات لديها على الخضوع لـ«دورات مغلقة»!

| وكالات

سلط تقرير نشر أمس الضوء على ممارسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في مناطق انتشارها شمال وشمال شرق سورية، وتحدث عن فرضها إجراءات ولاسيما على النساء بعيدة عن أعراف وتقاليد المجتمعات التي يعشن فيها وتتعارض مع العقيدة الإسلامية، من خلال طرح بعض «المفاهيم الفلسفية الريبية».
ووفق التقرير الذي نشرته مواقع الكترونية معارضة، فإن «الإدارة الذاتية» تفرض على النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» «دورات مغلقة» بالإكراه وتحت طائلة الفصل من المؤسسات التي يعملن بها في حال رفض الالتحاق بهذه الدورات التي تركز على أفكار بعيدة عن المناهج الوطنية التي تعتمدها وزارة التربية السورية.
وبهذا الصدد، أورد التقرير قصة المعلمة سناء الدرويش (30 عاماً)، وهي معلمة في مدرسة بلدية محيميدة، بريف دير الزور الغربي، والتي رفضت حضور «دورة فكرية مغلقة» تقيمها «الإدارة الذاتية» للنساء والرجال العاملين في جهات تابعة لها.
وقالت سناء: إن مدة الدورة 30 يوماً، يجب أن انقطع خلالها كلياً عن محيطي الاجتماعي، وحتى عن وسائل الاتصال، وهو أمر صعب على النساء السوريات في «مجتمع محافظ»، لذلك قررت رفض الذهاب.
وأشارت إلى أن معظم العاملات من الإناث في منطقتها رفضن حضور الدورة، وعلى إثرها هددن بالفصل، وبعضهن فصلن بالفعل، وتعددت الأسباب بين تربية الأطفال وصعوبة الابتعاد عنهم، أو طبيعة العائلات المحافظة التي ترفض تقبل فكرة بقاء النساء أو الفتيات فترة طويلة خارج منازلهن.
وتفرض «الإدارة الذاتية» على العاملين لديها حضور الدورات «الفكرية المغلقة» فيما تسميه «أكاديميات ومؤسسات تعليمية» تابعة لها.
وتختلف مدة الدورة بين مكان وآخر، لكن مدتها على الأغلب تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، حيث تختار «الإدارة الذاتية» خلالها عدداً من العاملين لديها من كلا الجنسين، لتخضعهم لهذه الدورة.
ووفقاً لأحد العاملين في «الإدارة الذاتية»، الذين حضروا إحدى تلك الدورات، فإن معظم دروس الدورات تتمحور حول أفكار فلسفية بعيدة عن المجتمع السوري وعن المناهج الوطنية التي تدرس في مدارس الجمهورية العربية السورية، مشيراً إلى أن معظم من خضعوا للدورة، أجبروا على الابتعاد عن عائلاتهم، إلا في أوقات الزيارة التي تحدد مدتها وموعدها من «إدارة» الدورة نفسها.
وتتعارض بعض ما تسميه «الإدارة الذاتية» «دروساً فكرية» وفق أشخاص حضروا هذه الدورات مع العقيدة الإسلامية، وذلك من خلال طرح بعض «المفاهيم الفلسفية الريبية»، إذ يصعب على معظم الحاضرين فهمها ومناقشتها.
وعلى الرغم من كل ما سبق، اعتبر مسؤول فيما يسمى «مجلس الرقة المدني» التابع لـ«قسد»، أن من حق «الإدارة الذاتية» إجبار العاملين لديها على حضور «الدورات المغلقة» حتى النساء، لدفع الموظفين نحو تبني ما سماه «مشروعها الديمقراطي»، و«التخلي عن الأفكار المتشددة» التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار المسؤول الذي تحفظ على اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام إلى أن معظم الرافضين لحضور «الدورات الفكرية المغلقة» هم من النساء، بزعم أن ذلك يعود لـ«العقلية المحافظة» لسكان المنطقة».
ومطلع أيلول الجاري، قررت ما تسمى «لجنة الصحة» في ما يسمى «مجلس دير الزور المدني» التابع لـ«قسد»، توقيف راتب إحدى العاملات لديها بسبب رفضها التوجه للدورة المغلقة وفصلها بشكل نهائي في حال استمرت بالرفض، وذلك وفق حسابات إخبارية محلية على مواقع التواصل.
وتشهد مناطق وجود «الإدارة الذاتية» وانتشار ميليشيات «قسد» بين الفينة والأخرى احتجاجات شعبية رفضا لسياساتها ولاسيما تلك المتعلقة بالخدمات والتعليم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن