رياضة

لجنة الانضباط.. مهامها وأبرز تعديلات لوائحها في حديث خاص.. الدكتور فراس المصطفى نائب رئيس لجنة الانضباط لـ«الوطن»: التعديلات تماشي القوانين العالمية ولا أحد يتدخل بعملنا وقراراتنا نافذة وهيئتنا مستقلة

الوطن-شادي علوش

لا حديث في الشارع الكروي السوري يعلو على حديث لجنة الانضباط الجديدة في اتحاد كرة القدم، والتي قامت بتعديلات جعلت الأمور ربما «أكثر حدة وصرامة» من السنوات السابقة وخاصة أنها حصلت في تعديلاتها تلك على موافقة المرجعيات الكروية العالمية المتمثلة بالفيفا والاتحاد الآسيوي.

حالة الشطط والشغب المتنامي الذي حدث في المواسم السابقة دون وجود الضوابط الرادعة جعلت هواة الشغب ينتشرون في كل الملاعب وبات الدوري ومعه مسابقة الكأس يفقدان مصداقيتهما لكثرة حالات الاستهتار بالنشاطات الرسمية وقد حدثت (على سبيل المثال) انسحابات عديدة سواء بمسابقة الدوري أو بكأس الجمهورية وتبع ذلك انسحاب مماثل بباقي الدوريات والفئات العمرية وقد أفقد هذه النشاطات هيبتها وقدسيتها، فضلاً عن أمور أخرى لم تواجه بالحزم المطلوب.

ولذلك جاءت لجنة الانضباط باستقلاليتها عن اتحاد كرة القدم في محاولة جادة لإعادة الأمور إلى نصابها عبر تطبيق نصوص مواد القانون بحذافيرها مع تعديل اللائحة بما يتناسب مع تطور كل الحالات التي تشهدها ملاعب كرة القدم.

«الوطن» طلبت حواراً صريحاً توضيحياً لمجمل أعمال اللجنة وأبرز تعديلاتها، فكانت الاستجابة حاضرة من الدكتور فراس المصطفى نائب رئيس اللجنة الذي قام بإدخال التعديلات الجديدة على لوائح اللجنة.

مع ملاحظة أن هذا اللقاء أجري صباح يوم الخميس الماضي، أي قبل الحادث المروع الذي تعرض له رئيس نادي تشرين المرحوم طارق زيني، والذي استدعى فيما بعد إصدار عفو عام كحالة إنسانية عن جميع العقوبات المتخذة.

مهام لجنة الانضباط

يتحدث الدكتور المصطفى في البداية عن مهام لجنة الانضباط بالقول: هي لجنة حيادية تابعة للهيئة القضائية للاتحاد، ومناط بها تنفيذ لائحة الانضباط، وتنفيذ القواعد والأحكام التي وردت فيها، ولا بد من الإشارة إلى أن لجنة الانضباط لم تنبثق عن الاتحاد كباقي اللجان، ولا يشغل أي عضو فيها دوراً أو منصباً داخل الاتحاد أو في الأندية وهي تضم مزيجاً من القانونيين وخبراء كرة القدم.

أهم تعديلات اللائحة الجديدة

وفي الحديث عن تعديلات اللائحة الجديدة يقول: أشكر لجنة الانضباط بكامل قوامها التي وضعت الثقة بي بخصوص تعديل لائحة الانضباط والأخلاق للاتحاد العربي السوري لكرة القدم، وكذلك لجنة الاستئناف واللجنة القانونية في الاتحاد ولجنة الحكام ومجلس إدارة الاتحاد التي أقرت هذه التعديلات.

وهذا تشريف يجعلني أحمل على عاتقي أمرين: الأول محبة الناس وثقتهم بي، والثاني جسامة المهمة من حيث الوصول للعدالة والانضباط وعلى مسافة واحدة من أنديتنا كافة.

ويتابع المصطفى: كان الهدف هو إيجاد لائحة كاملة جديدة، ولكن نظراً لضيق الوقت واقتراب موعد افتتاح الموسم الكروي قمنا بالاكتفاء بالتعديلات التي سنتحدث عنها لاحقاً، وهذه التعديلات مستندة إلى قوانين الاتحادين الدولي والآسيوي، وتم عرضها على لجان الاتحاد القانونية ومجلس إدارة الاتحاد وإقرارها في النهاية.

وعن أبرز التعديلات يتحدث المصطفى التالي:

– التعديل الأول كان من حيث الشكل، حيث تم تعديل اسم اللائحة التي أصبحت تحمل اسم «لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية» وهذا ما نريد الوصول إليه بتكريس الأخلاق الرياضية وثقافة القانون في ملاعبنا.

– هناك أيضاً تعديل مهم يتعلق بتصديق اتحاد الكرة على قرارات لجنة الانضباط، هذا الأمر لم يعد موجوداً حالياً وهذا تماشياً مع القوانين العالمية.

– هناك أيضاً تعديل يتعلق بالاستئناف الذي كان سابقاً مدته خمسة أيام وأصبح حالياً على نوعين استئناف مستعجل ومدته ٢٤ ساعة، واستئناف عادي مدته ٧٢ ساعة.

– كذلك هناك تعديل يتضمن تشميل العقوبة الانضباطية لمختلف مسابقات الاتحاد العربي السوري، بعد أن كانت سابقاً تشمل فقط المسابقة الصادر بشأنها العقوبة.

– كذلك فإن قرارات لجنة الانضباط حالياً قابلة للاستئناف عدا القرارات التي تقرر لجنة الانضباط عدم استئنافها.

– أيضاً ستقوم لجنة الانضباط وفق التعديلات الجديدة بالاستعانة بتسجيلات الفيديو وغيرها من العوامل المساعدة على اتخاذ القرار الصائب.

– كذلك فإن قرارات لجنة الانضباط غير مشمولة بأي عفو بالنسبة للعقوبات الانضباطية حصراً، أما العقوبات الإدارية فقد تُشّمل بأي عفو يصدر عن اللجنة الأولمبية السورية.

– كذلك إيجاد مادة جديدة ذات (25-1-40) والتي تعاقب على استخدام الألعاب النارية والقنابل الدخانية وما شابه وكل ما يعرض الجماهير والملعب للخطر، فسلامة الجماهير والملاعب أمر غاية في الأهمية مع التأكيد أن سلامة البشر تسبق سلامة الحجر.

وتم إدخال عقوبة خصم النقاط في حالات عديدة منها الشتم الجماعي للمرة الثانية وإصابة الحكام أو الإداريين أو اللاعبين نتيجة قذف أرض الملعب بالحجارة أو غيرها، وكذلك قيام الجمهور أو المنتسبين للنادي بالاعتداء على هيئة التحكيم أو اللاعبين أو المنشآت الرياضية.

وأخيراً هناك تعديل مهم يتعلق بمن يقدم ثبوتيات مزورة للترشح أو للترخيص لأكاديميات وما إلى هنالك، أصبحت لجنة الانضباط هي المسؤولة عن اتخاذ العقوبة المناسبة بحق هذه المخالفة.

بالمحصلة العامة صارت الأمور واضحة أكثر من ذي قبل، وتم توزيع اللائحة الجديدة على كل الأندية وعبر المنبر الإعلامي لاتحاد كرة القدم ليتم الإطلاع عليها ومعرفة كل بنودها وما قد تجره المخالفة للقوانين من أذى على الصعيد الفردي أو الجماعي.

اللجنة واتحاد الكرة

وفي السؤال عن دور أعضاء اتحاد الكرة وهل يتدخل أحد منهم بعمل اللجنة؟ قال المصطفى:

اتحاد الكرة لا يتدخل إطلاقاً بعملنا، ولا يحضر أحد من أعضاء الاتحاد اجتماعاتنا، وللأمانة أقول إن هناك تعاوناً ودعماً لوجستياً نلقاه من الاتحاد السوري لكرة القدم لتأدية مهامنا وعملنا.

وعن عمل اللجنة قال:

اللجنة تعمل بروح الجماعة والقرارات تصدر بموافقة الجميع، ولا اجتهاد بنص المواد، فالحالات الواضحة تؤخذ عقوبتها حسب المادة المناسبة لها، ويمكن التواصل مع الحكام والمراقبين للتأكد من بعض الغموض في التقارير إن وجد وصولاً للعدالة، مع العلم أن للجنة رأي في الحكم والمراقب إن قصرا في مهامهما.

العقوبات وأثرها

وعن العقوبات التي أصدرتها لجنة الانضباط بمباريات كأس الجمهورية وقد وصفها البعض بالقاسية والشديدة، قال نائب رئيس لجنة الانضباط: ليس هناك عقوبة قاسية أو لينة، هناك عقوبات تنسجم مع حالة المخالفة، نحن على بعد مسافة واحدة من الجميع والقرارات الانضباطية التي صدرت كانت مطابقة ومتوافقة مع كل الحالات التي تم فيها اختراق القانون الرياضي وأدب الملاعب وأخلاق كرة القدم واستندت بشكل رئيس إلى تقارير الحكام والمراقبين، والمشكلة أننا ندفع ضريبة من كان يتهاون بتطبيق القانون، لذلك عندما واجهت اللجنة حالات الشغب بالضبط والحزم لكبح جماح الشغب أفرز ذلك امتعاضاً من البعض لأنهم لم يعتادوا على الحزم فتعرضت اللجنة لهجوم غير مبرر، ودوما فإن المعاقب يلبس ثوب الضحية، وأي عقوبة باتت في الثقافة الكروية الهشة غير مقبولة وتستند إلى نظرية المؤامرة وبدلاً من ردع المسيء يتم الهجوم على الاتحاد واللجنة.

وماذا عن تعليق مشاركة فريق الجزيرة مشاركته بالدوري؟

لا شيء اسمه تعليق مشاركة بنظام اتحاد كرة القدم، إما مشاركة أو انسحاب أو اعتذار عن المشاركة، نحن لا نستبق الأحداث، وعند بدء الدوري يتم دراسة كل الحالات وفق مقتضياتها وحسب بنود اللائحة الجديدة.

حماية الكرة السورية

وفي رسالته الموجهة لجمهور الكرة السورية يقول المصطفى:

أهم رسائلي هي أن تعي الجماهير أهمية تطبيق القانون واللوائح ففيها حماية لكرة القدم السورية من بيئة الفوضى التي طغت للأسف على المشهد في الفترات القريبة الماضية، لا نقبل أي مبرر فيه تَعدٍ على القانون وتكريس للمزيد من المخالفات والفوضى وأرجو اللـه- بكل تأكيد- موسماً جديداً خالياً من جميع العوامل السلبية التي كانت مؤثرة في رونقه وجماليته فيما مضى.

تعقيب (الوطن)

العقوبات الحازمة تحد من الشغب، لكنها لا تقضي عليه، ولاجتثاث الشغب من ملاعبنا لا بد من تعاون الجميع على ذلك كل في موقعه وحسب مهامه وخصوصاً إدارات الأندية التي نعول عليها الكثير في هذا الأمر من خلال ضبط كوادرها ولاعبيها وجمهورها.

أما قرار العفو فإنه يشكل فرصة جيدة لمراجعة ذاتية تقوم بها الأندية حتى لا تقع بالخطأ نفسه فتعرض فرقها لعقوبات قد تكون أشد حسب اللائحة الجديدة، والعفو يجب أن ينظر له من باب الرحمة وليس من باب انتصار من خرق القانون على القانون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن