سورية

قيّدت تصريحات مسؤوليها حول المصالحة مع سورية … مصادر تركية لـ«الوطن»: أنقرة تبعد التقارب مع دمشق عن «التجاذبات» الإعلامية

| حلب- خالد زنكلو

كشفت مصادر مقربة من الحكومة التركية، أن أوامر صدرت من رئاسة الحكومة لمسؤوليها بالامتناع عن التصريحات حول مجريات وتطورات المصالحة مع سورية، سوى للضرورة القصوى وبالرجوع إليها، بهدف إبعاد ملف تقارب أنقرة مع دمشق عن «التجاذبات الإعلامية».

وفي تصريحات لـ«الوطن»، بينت المصادر، أن سبب إيعاز الحكومة التركية بمجافاة التصريحات ووسائل الإعلام بما يخص استدارة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للانفتاح على القيادة السورية، مرده إلى حساسية الموضوع بالنسبة للرأي العام، ما لم يتم إحراز تقدم حقيقي فيه يصب في مصلحة البلدين ويخدم أجندة أردوغان الداخلية على صعيد كسب أصوات انتخابية على حساب المعارضة التي تستخدم تردي الأوضاع الاقتصادية ومشكلة اللاجئين السوريين كورقة انتخابية ضده في انتخابات حزيران 2023.

المصادر أشارت إلى حرص الحكومة التركية ومن خلفها نظام أردوغان على ضبط التصريحات الخاصة بمستقبل الحوار مع دمشق، والتي جاء بعضها رداً على تصريحات الأحزاب المعارضة، بعيداً من المزاودات والتكهنات غير المنطقية لوسائل الإعلام، بالإضافة إلى حصر التصريحات الخاصة بالعملية العسكرية التركية، المقيدة راهناً بـ«فيتوهات» إقليمية ودولية، بمسؤولين عسكريين من الصف الأول، على أن يجري التذكير بضرورة إطلاقها بين الحين والآخر.

ورأت أن الحكومة والقيادة العسكرية والأمنية في تركيا، تولي أهمية وعناية خاصة باجتماعات أجهزة الاستخبارات السورية – التركية السرية، وبما يمنع التشويش عليها لضمان توصلها إلى مخرجات ناجحة تمهد للدخول في حوار سياسي بناء بين البلدين يساعد في التغلب على مناخ عدم الثقة الذي أفرزته ١٠ سنوات من الحرب على سورية.

ولفتت المصادر إلى امتثال المسؤولين الأتراك في الآونة الأخيرة للتعليمات الصادرة عن رئاسة الحكومة، والذين امتنعوا عن الإدلاء بدلوهم عن مستقبل العلاقات السورية التركية ونأوا بأنفسهم عن المنابر الإعلانية والإعلامية، وهو حال وسائل الإعلام المقربة من الحكومة التركية، والتي طُلب منها تناول التقارب مع دمشق بتقارير رصينة ونقلاً عن مصادر حكومية «ذات اطلاع واسع» في هذا المجال.

وختمت المصادر حديثها بالقول: «أوصلت تصريحات المسؤولين الأتراك، على اختلاف مستوياتهم، في الفترة الماضية ما يكفي من رسائل «طمأنة» حول التغيير الحاصل داخل المؤسستين السياسية والأمنية التركية لجهة الرجوع بالعلاقة مع القيادة السورية إلى مستويات ما قبل الحرب».

مصادر مراقبة لتطور العلاقات السورية – التركية، ذكرت لـ«الوطن»، أنه في حال صح توجه الحكومة التركية لتقييد تصريحات المسؤولين الأتراك عن تحسين العلاقة مع دمشق، فإن سبب ذلك يعود إلى مراجعة نظام أردوغان حساباته ومواقفه المعلنة من تلك العلاقة لحين تبلور موقف نهائي للإدارة الأميركية إزاءها، للاستناد إليه وإيجاد الطرق المناسبة للتعامل معه من دون الوقوع في مزالق غير محسوبة النتائج.

يذكر أن آخر تصريحين يخصان علاقة تركيا بسورية، ورداً على لسان وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون في ٢٨ الشهر الماضي، واللذين جددا تهديدات النظام التركي بشن عدوان على الأراضي السورية لإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» بعمق ٣٠ كيلو متراً داخلها، وذلك بعد معاودة أردوغان إطلاق وعيده بخصوص ذلك في الـ٢٣ من الشهر ذاته، بعد سلسلة تصريحات واسعة خلال الشهرين الأخيرين تناولت هذا الملف الإستراتيجي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن