سورية

وفد «لجنة متابعة الحوار الوطني» التقى نائب وزير الخارجية الروسي … الملحم لـ«الوطن»: بوغدانوف أكد حق الحكومة السورية في حماية حدودها مع تركيا

| موفق محمد

كشف رئيس «حزب الشعب» المرخص، نواف الملحم، عضو وفد «لجنة متابعة الحوار الوطني» الذي يزور موسكو حالياً، أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أوضح أن بلاده ترى أن هناك تغيراً في الموقف التركي تجاه سورية، وأن الأمور تحولت إلى مسار آخر وروسيا تحاول استثمارها، وأكد حق الحكومة السورية في أن تحمي هي حدودها على الشريط الحدودي مع تركيا كما تحمي الأخيرة حدودها على الشريط.

ويقوم وفد من «لجنة متابعة الحوار الوطني» يضم شخصيات من أحزاب مرخصة وعضوين في مجلس الشعب منذ الأحد الماضي بزيارة عمل إلى موسكو للتباحث مع القيادة الروسية وكبار المسؤولين فيها في مسألة إعادة إطلاق الحوار الوطني السوري.

وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح الملحم أن الوفد له عدة لقاءات ومواعيد محددة في موسكو، وكان أول هذه اللقاءات أول من أمس مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، حيث كان هناك الكثير من الطروحات وكذلك أسئلة طرحها الوفد خلال اللقاء.

ولفت الملحم إلى أنه وفيما يتعلق بسورية والتسوية السياسية، «فقد أردنا أن نعرف ما هو مستقبل هذه التسوية لإنهاء الأزمة في سورية، خاصة في ظل اللقاءات التي حصلت والمنوي عقدها بين روسيا وتركيا وإيران، وكذلك مسألة التقارب السوري التركي، وهل هناك مصداقية لدى الجانب التركي بأن يعزف عما كان عليه خلال سنوات الحرب التي تشن على سورية، وما ستقدمه روسيا للشعب السوري من مساعدة في التخفيف من الوضع الاقتصادي الجائر الذي يتسبب فيه الحصار الغربي الجائر المفروض عليه».

ورداً على سؤال حول جواب الجانب الروسي إن كان لدى الجانب التركي مصداقية فيما يتعلق ورغبته بالتقارب مع سورية، نقل الملحم عن بوغدانوف قوله: «نحن نرى أن هناك تغيراً في الموقف التركي تجاه سورية بعدة أشكال».

وإن كان الجانب الروسي تحدث خلال اللقاء عن وعد قطعي أخذه من الجانب التركي بالانسحاب من الأراضي التي يحتلها في شمال سورية، قال الملحم: «سألناه هذا السؤال وكنا دقيقين في الاستماع إلى الإجابة التي تضمنت أن «التركي لا يعتبر نفسه محتلاً ويقول إنه يستند إلى «اتفاق أضنة» لعام 1998 الموقع بين الحكومة السورية والحكومة التركية».

وذكر الملحم أن الوفد قال خلال اللقاء: إن «الحكومة السورية هي المسؤولة بأن يكون الشريط الحدودي البالغ طوله 990 كم آمناً لمصلحة السيادة التركية وآمناً لمصلحة السيادة السورية ونحن لا نقبل المساومة على السيادة السورية».

وأوضح الملحم أن بوغدانوف أكد أن من حق الحكومة السورية أن تحمي هي حدودها على الشريط الحدودي كما يحمي الجانب التركي حدوده على الشريط.

ورداً على سؤال للوفد إن كان لدى الجانب الروسي ثقة تامة بأن يتم تنفيذ هذا الأمر، نقل الملحم عن بوغدانوف قوله: «نحن جربنا الصديق التركي منذ سنين، ولا نستطيع أن نعطي ضمانات كاملة ولكن نحن نجد أن الأمور تحولت إلى مسار آخر ونحاول أن نستثمرها».

وذكر الملحم أن بوغدانوف أوضح أنه في البيانات الختامية التي كانت تصدر عقب اللقاءات الروسية الإيرانية التركية رفضت روسيا وإيران ذكر أي نوع من الإرهاب، حيث كان الجانب التركي يريد وضع «قسد» في قائمة الإرهاب وأنه يحق له محاربتها وكل القوى الكردية الموجودة في الشمال، وقد انتهى الأمر بذكر محاربة الإرهاب من دون تسميات».

وحول مسألة مكان انعقاد اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور السوري ومتابعة انعقادها في جنيف، ذكر الملحم أن بوغدانوف أوضح أنه خلال اللقاءات التي حصلت كان هناك موقف روسي بأننا لن نحضر في جنيف وطلبنا نقل اللقاءات إلى مكان آخر لموقفنا من سويسرا بعدما صرحت به إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وقد طلبنا مكاناً ثانياً».

وأشار الملحم إلى أن بوغدانوف وفي هذا السياق ذكر أن تركيا عرضت أن تكون اجتماعات اللجنة في إسطنبول ولكن الجانب الروسي رفض لأن هناك الكثير من الخلافات والوفد الوطني السوري لن يأتي إلى إسطنبول في ظل هذه الخلافات والمواقف التركية.

ولفت بوغدانوف إلى أنه كان هناك عدة خيارات فروسيا طرحت عقد الاجتماعات في دمشق لطالما أن الحوار سوري سوري لأن السوريين هم المعنيون بشكل مباشر بالأمر، حسب الملحم الذي ذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي تحدث هناك عدة طروحات، فقد تم الطلب بأن تكون الاجتماعات في مقر للأمم المتحدة وقد وافق الجانب الروسي وقال لتكن في بيروت، ولكن هذا الأمر مازال يبحث ولم يتم تحديد مكان آخر لعقد اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور.

ونقل الملحم عن بوغدانوف قوله: «نحن نسعى لأن تكون هناك إرادة حقيقية من السوريين في إنجازات أعمال اللجنة بكل اختصاصاتها لتعرض سريعاً للاستفتاء الشعبي وإنهاء هذه الأزمة من خلال القرار الأممي 2254 الذي لا يستطيع أحد تجاهله».

وأشار الملحم إلى أن مما تم طرحه خلال اللقاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حيث تمنينا بأن تنتهي كما يتمنى الأصدقاء الروس، وكذلك انتهاء الهيمنة الغربية على بلادنا وعلى الصديقة روسيا.

وأكد بوغدانوف، وفق الملحم، أن الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن خيارنا ولم تكن رغبتنا ولكن فرضت علينا ونحن لهم بالمرصاد مهما كانت النتائج التي ستحصل، ونحن حتى الآن لا نعتبرها حرباً ولكن تصدينا لمؤامرة ضد روسيا والنتيجة ستكون لمصلحتنا لأننا أصحاب حق وندافع عنه.

ويضم وفد «لجنة متابعة الحوار الوطني» إضافة إلى الملحم رئيس «حزب الإصلاح الوطني» حسين راغب وعضوي مجلس الشعب مجيب الرحمن الدندن وفيصل عزوز وعضو المكتب السياسي في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» طارق الأحمد وعضو المكتب السياسي في «حزب الإصلاح الوطني» أحمد عبد اللـه ناطور والأمين العام لـ«حزب الشباب للبناء والتغيير» بروين إبراهيم.

وأشار الملحم إلى أن برنامج لقاءات الوفد في موسكو يشمل إضافة إلى اللقاء الذي حصل مع بوغدانوف لقاءات مع الحزب الشيوعي وحزب روسيا الموحد ومدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين وأعضاء من مجلس الدوما، موضحاً أن برنامج لقاءات الوفد سينتهي يوم الجمعة المقبل وسيعود إلى دمشق الأحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن