سورية

بحثت مع وفد جمعية البندقية للصداقة الإيطالية – العربية تعزيز التعاون والتبادل الثقافي … شعبان: تضافر الجهود للوصول إلى نظام عالمي تؤخذ فيه الإنسانية بعين الاعتبار

| وكالات

أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، أمس، أن سورية جديرة بأن تصبح أيقونة للعالم في النضال ضد النظام الرأسمالي الذي يقوم بتدمير هوية الشعوب، داعية إلى ضرورة أن تتضافر جهود شعوب العالم للوصول إلى نظام عالمي تؤخذ فيه الإنسانية التي تستهدفها الرأسمالية الغربية، بعين الاعتبار.
وجاء ذلك خلال لقاء شعبان وفد جمعية البندقية للصداقة الإيطالية – العربية، حيث بحثت معه سبل تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وقدم أعضاء الوفد الذي يترأسه رئيس الجمعية باولو كاسيلو مجموعة من المشاريع الثقافية التي تهدف إلى مد جسور المعرفة وإعادة نسج العلاقات بين البلدين من خلال الثقافة منها مشروع ثقافي مشترك للأطفال يعتمد على تنشيط القراءة من خلال إصدار كتاب مصور لهم باللغتين العربية والإيطالية، إضافة إلى أنشطة تهدف إلى إيصال رسالة للعالم عن قدرة الشعب السوري في الحفاظ على هويته الوطنية.
وأكدت شعبان، أن سورية هي خير مثال للعيش المشترك وأن مشروع هدم الحضارات والثقافات الذي يعمل عليه الغرب لا يستهدف سورية وحدها، بل يستهدف كل دول العالم حتى تبقى الثقافة الرأسمالية الغربية وثقافة الاستهلاك هي الثقافة الوحيدة السائدة والحاكمة.
وقالت: إن «الرأسمالية الغربية استهدفت إنسانية الإنسان واليوم بات من الضروري أن تتضافر كل الجهود لدى شعوب العالم للوصول إلى نظام عالمي تؤخذ فيه الإنسانية بعين الاعتبار».
وأوضحت شعبان في تصريح نقلته «سانا»، أنه في هذه المرحلة من تاريخ سورية والمنطقة والجرائم التي يرتكبها كل من الاحتلال الإسرائيلي والأميركي والتركي تعتبر الثقافة نافذة في غاية الأهمية للتواصل مع دول العالم، مشيرة إلى أن الغرب يعاني من آثار النظام الرأسمالي الذي يفرض سياسات لا تمثل آراء شعوبهم.
وأكدت، أهمية الدخول للعالم عبر الأفلام والدراما والفكر والكتب لشرح ما قدمته سورية من تضحيات في مقاومة الإرهاب والصمود خلال الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، وقالت: «سورية جديرة بأن تصبح أيقونة للعالم في النضال ضد النظام الرأسمالي الذي يقوم بتدمير هوية الشعوب».
وأشارت شعبان، إلى أن الهوية السورية جاءت من العيش المشترك التاريخي بين كل الأطياف والأعراق والألوان وهي نقيض للصهيونية وما تحاول أن تفرضه على المنطقة من كيانات عرقية وطائفية لا تمثل حضارة المنطقة وتاريخها، مؤكدة أهمية التركيز على موضوع الهوية السورية لأن الهدف الأساسي من الحرب الكونية على سورية تدمير هويتها، حيث قام الإرهابيون بتدمير قائمة من المواقع التراثية الأثرية والتاريخية واستهدافها بشكل مباشر.
ولفتت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس بشار الأسد من خلال وقوفه مع شعبه مثل القرار المستقل وهذا ما لا يريده الغرب.
من جانبه، أوضح كاسيلو أن عمل الجمعية يركز على تعزيز التواصل بين الشعوب، مؤكداً أهمية إقامة جسر بين الشعبين الإيطالي والسوري في ظل غياب دور الحكومة الإيطالية في هذا الجانب.
وأشار إلى أن الخطة المستقبلية للجمعية تتضمن خمسة مشاريع ثقافية من المقرر تنفيذها بالتعاون مع المنظمات المدنية والجهات الحكومية السورية المعنية في هذا المجال.
بدورها، بينت ممثلة أكاديمية إنجيليكو كوستانتيانا للآداب والفن والعلوم فالانتينا بيشيتيللي، أن أحد المشاريع التي ستعمل الجمعية على تنفيذها مشروع «صنوبر حلب» وهو رحلة سورية إلى المتاحف الموجودة في مدن البحر الأبيض المتوسط عبر إقامة فعاليات ثقافية تعكس سورية وواقعها وإظهار الوجه الحقيقي لها والإضاءة على الهوية الثقافية للشعب السوري.
الكاتبة والصحفية إيلينورا بيليتي من جانبها لفتت إلى أن أهداف المشاريع التي تقوم بها الجمعية هي ثقافية روحية تعمل على تغذية روح الطفل الثقافية باستمرار عن طريق مجموعة من القصص المصورة تسهم في تنمية وعيه، في حين أشار الكاتب الصحفي زينو بيانكي إلى أنه يسعى لصناعة لعبة فيديو تتحدث عن سورية، بحيث يمكن للأطفال في دول الغرب الاطلاع عليها، معرباً عن أمله بأن يسهم ذلك في تجاوز العقوبات المفروضة على سورية.
وقدم خلال اللقاء الكاتب البلجيكي باتريك ديسارت لمحة عن كتابه «الاقتصاد التعاوني.. مجتمع من دون رأس مال»، حيث تقوم فكرة الكتاب على كيفية الخروج من النظام الرأسمالي وأن المال ليس نظاماً فعلياً للاقتصاد ويمكن تأسيس اقتصاد من دونه، مبيناً أنه استلهم فكرة الكتاب من الاقتصاد البلجيكي الذي يقوم على الاقتصاد التعاوني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن