رياضة

في افتتاح النسخة الـ52 من الدوري الكروي الممتاز … لقاء قوي في الجلاء ومثير في حمص.. الوثبة يبدأ من حماة وديربي ساخن في اللاذقية

| ناصر النجار

بعد توقف اضطراري لمدة أسبوع بعد الحادث الأليم الذي تعرض له رئيس نادي تشرين طارق زيني رحمه الله، ينطلق الدوري الكروي الجديد في موسمه الـ52 حسب الجدول المعدّ سابقاً دون أي تأجيل لأي مباراة.

والجديد في هذا الأسبوع أن اتحاد كرة القدم أصدر عفواً عن العقوبات الانضباطية وغيرها التي أصدرها أو التي صدرت عن لجنة الانضباط بعد التشاور مع اللجنة المذكورة.

ترحيل المرحلة الأولى من الدوري جاء مناسباً للأندية التي طالبت بتأجيل الدوري لمدة أسبوع لكونها لم تنه استعدادها ولم تصل إلى الجاهزية المفترضة، وقد لعب بعض الفرق عدة لقاءات أبرزها المباراة التي جمعت الفتوة مع الجيش، وفاز بها الفتوة بهدف باسل مصطفى.

على العموم فإن المفترض أن تكون فرق الدوري دخلت مرحلة جيدة من الجاهزية وأن تبدأ الدوري بأفضل صورة، وقد تكون درجات الحرارة التي انخفضت قليلاً عن الأسبوع الماضي عاملاً مهماً في الأداء وعدم صرف الجهد في مواجهة الحرارة العالية غير المحتملة.

خارج العفو

العفو الذي أصدره اتحاد كرة القدم جاء كقرار مناسب استدعت له حالة إنسانية وهي مخرج من لوم الكرويين الذين يرون أن في العفو عن العقوبات حالة من الضعف أمام ضغط الأندية، ولسان حالهم يقول: ما فائدة العقوبات إن كان سيلغيها العفو؟ وخصوصاً أنه في هذه الحالة لا يمكن مكافحة الشغب وتقليل آثاره السلبية ما دام العفو حاضراً وهذا الكلام مبني على المواسم السابقة وقد صدرت قرارات العفو بمناسبة وغير مناسبة من اتحاد كرة القدم.

المخرج الثاني أن اتحاد كرة القدم سيبدأ بلائحة جديدة اسمها لجنة الانضباط والأخلاق بلائحة الإجراءات الانضباطية والأخلاق، وهذه اللائحة تنسف ما سبقها من لوائح، ولذلك يجب أن تنسف ما بها من عقوبات، وخصوصاً أن العقوبات التي صدرت في الأدوار النهائية من مسابقة كأس الجمهورية كانت بمنزلة جرس إنذار وأن لجنة الانضباط والأخلاق لن تهمل أو تغفل عن أي حالة يتم فيها خرق القانون والاعتداء على قدسية الرياضة وأهدافها النبيلة.

وبالمحصلة العامة فإن أنديتنا وكوادرها ولاعبيها ستدخل الدوري بصفحة بيضاء نظيفة، وستدخل المنافسة بصفوف متكاملة دون أي نقص مؤثر وغير مؤثر، ما تفسح المباريات أما التكافؤ ليكون عادلاً بين كل الفرق، وهذا العفو يجب أن تعتبره الأندية من باب الرحمة والتسامح لا أن تعتبره من باب الفرض والهيمنة على قرارات اتحاد كرة القدم، فحالة العفو كانت استثنائية للمخارج التي وجدها اتحاد كرة القدم مناسبة وتبرر ما أقدم عليه، وهذا الأمر يجب أن تعيه كل أنديتنا وأن تناصر القانون وأن تعمل على نبذ المشاغبين من صفوفها مهما كان موقعهم في الملعب أو على المدرجات، لأن كرة القدم لعبة جمال وفن وملاعبنا ليست مخصصة لحفلات الشغب والشتم، ولابد من البحث عن كرة قدم تجمع ولا تفرّق، تبني ولا تهدم، فالمصلحة العامة أهم بكثير من مصالح شخصية ضيقة يريد البعض تمريرها على حساب الكرة الوطنية.

أما بخصوص مشاركة الجزيرة بالدوري فما زالت الأمور معلقة، رغم أن البعض من أبناء النادي وكوادره ولاعبيه يريدون المشاركة وقد تنازلوا عن كل حقوقهم المالية، والوضع ما زال ضمن المداولات.

وفي حال تخلف فريق الجزيرة عن المشاركة ولو لمباراة واحدة دون عذر مسبق مقبول من اتحاد كرة القدم فإن مصير الفريق الهبوط إلى الدرجة الأولى مع غرامة مالية كبيرة تصل إلى عشرة ملايين ليرة سورية حسب بنود لائحة الإجراءات الانضباطية والأخلاق الجديدة، مع العلم أن تعليق المشاركة ليس مدرجاً في نظام اتحاد كرة القدم فإما مشاركة أو انسحاب أو اعتذار مبرر مقبول.

البطل حزين

يخوض بطل الدوري تشرين أول مباراة له متشحاً بالسواد حزناً على وفاة رئيس النادي رحمه الله، ولاشك أن الفريق متأثر بما حدث وقد ينعكس هذا الحزن الكبير على أرض الملعب من ناحية الأداء، وعلى العكس تماماً، فالمفترض أن يقدم الفريق أفضل لما لديه تكريماً لروح الفقيد الذي لم يكن يتمنى إلا رفعة فريقه وتفوقه وتحقيقه الانتصار الذي يلبي طموح كل عشاق البحارة.

تشرين بمواجهة صعبة مع الفتوة المرشح للمنافسة على لقب الدوري، وقد أعد العدة الكاملة لخوض غمار منافسات الدوري بقوة وقد تعاقد مع فريق كامل من خيرة لاعبي المنتخبات الوطنية والدوري.

الفريقان من أبرز الفرق المرشحة للقب هذا الموسم ونأمل أن يقدما مباراة جميلة ورائعة وكبيرة تليق باسم الفريقين وتاريخهما وإنجازاتهما وخصوصاً أن الفريقين يدخلان المباراة بصفوف كاملة دون أي نقص.

التفوق بلقاءات الفريقين يصب بمصلحة تشرين، فهل يلغي الفتوة هذه المعادلة، أم إن تشرين سيسطر تفوقه ويبقى على عهده مع جمهوره بالانتصار المنتظر.

في الموسم الماضي فاز تشرين على الفتوة بلقاءي الذهاب والإياب، ذهاباً فاز تشرين بهدف مصطفى بيلونة، وإياباً فاز بهدفي علي بشماني وباسل مصطفى من ركلة جزاء.

مواجهة ثقيلة

في حمص مواجهة من العيار الثقيل بين الكرامة وضيفه أهلي حلب المدجج بالنجوم والسمعة والتاريخ، المواجهة صعبة على الفريقين ونلحظ هنا التفوق النظري لمصلحة أهلي حلب لما يضم هذا الموسم من أسماء كبيرة لمعت على صعيد المنتخب الوطني والدوري، الكرامة أيضاً ضم العديد من النجوم وعمل خيراً عندما استعاد العديد من لاعبيه المؤثرين.

الخطوط الخلفية في الفريقين تدعو إلى الاطمئنان وهذا تبين للجميع من خلال المباريات التحضيرية التي خاضها الفريقان، لكن المشكلة تكمن في الخطوط الأمامية التي لم تعرف الحل ولا ندري إن كان الحل سيكون في الدوري، فالعقم الهجومي بادٍ بشكل واضح على الفريقين ويكفينا القول إن أهلي حلب نال كأس الجمهورية بالتعادل في مبارياته الثلاث وما رجح كفته بالوصول إلى النهائي هدف بأرض منافسه الجيش رغم التعادل في المباراتين، ثم كانت ركلات الترجيح هي الفيصل بإهدائه لقب الكأس، ولم تحل عقدة التسجيل بدورة كأس الصحفيين الذي خرج منها من الدور الأول مكتفياً بهدف واحد مقابل هدفين دخلا مرماه، وما أبشع من الخسارة أمام جمهوره وبأرضه أمام فريق المجد الوافد الجديد من الدرجة الأولى.

الكرامة لعب العديد من المباريات التي انتهت سلبية وتجرع المرارة من الكأس ذاتها التي ذاقها أهلي حلب فخسر نهائي دورة الصحفيين أمام المجد ولم يستطع الكرامة الفوز بأي مباراة من مبارياته التجريبية وأغلبها انتهى إلى التعادل السلبي وخسر مرتين مع الطليعة والمجد.

بكل الأحوال من المفترض أن تكون جميلة فالمطلوب من اللاعبين أن يقدموا أنفسهم بشكل جيد، من جهة أخرى التعويل في المباريات الافتتاحية على المدربين كثير، فبعد أن كُشفت أوراق الفريقين بما سبق من مباريات تحضيرية وخصوصاً الكرامة الذي لعب أربع مباريات في حلب فإن المدرب الذي يملك عامل المباغتة سيكون الأكثر امتلاكاً للمباراة والسيطرة على مجرياتها.

في بطولة كأس الصحفيين تعادل الفريقان بلا أهداف وكان أهلي حلب الأميز، وفي الموسم الماضي تعادل الفريقان في الذهاب سلباً وفاز أهلي حلب بمباراة الإياب بهدف مصطفى تتان.

مباراة الجيرة

الوثبة وصيف الدوري والكأس يبدأ مشواره الجديد بأرض جاره الطليعة في حماة، المباراة لاهبة تذوب فيها الفوارق إن حصلت، أصحاب الأرض اعتمدوا على الذات وفهموا الاحتراف أنه ولاء للنادي أكثر منه ولاء للمال، لذلك كان الاعتماد بالدرجة الأولى على أبناء النادي والمحافظة مع تدعيم الفريق ببعض اللاعبين، وتوجه الوثبة هذا الموسم كان بالاعتماد على أغلب تشكيلة الموسم الماضي مع تعويض الغائبين المنتقلين إلى الأندية الأخرى بلاعبين يماثلونهم مستوى مباريات الوثبة التجريبية كانت تحاكي مباريات الطليعة من خلال النتائج، وخبرة المدربين باتت معروفة في تحديد الهدف من المباراة فهما يملكان العزيمة والإصرار على بداية طيبة لدخول الدوري من أوسع الأبواب.

حسب الأوراق التي يملكها الفريقان فإن الهوامش التي في (دكة) الوثبة أفضل، وهذا لا يمنع من القول إن الطليعة يكسب في المباراة عاملي الأرض والجمهور، وبكل الأحوال فإن المباراة تحتاج إلى التوفيق لتمنح صاحب الحظ نقاطها.

في الموسم الماضي كانت الغلبة في المباراتين للوثبة، ففاز بلقاء الذهاب 2/1 سجل للوثبة وائل الرفاعي وصبحي شوفان وسجل للطليعة أمين حداد، وفي الإياب فاز الوثبة أيضاً بهدفي ماهر دعبول وعبد الرزاق البستاني.

ديربي ساحلي

تنطلق مباريات الموسم باللاذقية من لقاء الجارين حطين وجبلة على ملعب الباسل والمباراة مقررة في الثامنة مساء تحت الأضواء الكاشفة، المباراة أحد ثلاثة ديربيات تشهدها المحافظة.

لا يمكن الحديث في هذه المباريات عن حالة التفوق لأن مثل هذه المباريات تذوب فيها كل الفوارق من باب إثبات الذات والتفوق على مستوى المحافظة.

بالنسبة للمعاناة فالفريقان معاناتهما واحدة من الأزمات التي بدأت تأكل الأخضر واليابس.

من جهة العقود فإن ما أبرمه جبلة أفضل وأكثر تأثيراً، وكل أبناء الفريق وعشاقه ينتظرون من هدافهم العائد محمود البحر أن يزور شباك حطين ويعلي راية النوارس لبداية مبشرة في موسم يتأمل منه جبلة الكثير.

الحوت بالمقابل ليس هيناً وقد أعاد ترتيب صفوفه بالتعاقد مع ابن النادي عبد الناصر مكيس لعله يضبط إيقاع الفريق، ما يملكه صاحب الضيافة يؤهله ليكون الشريك الأفضل في المباراة.

المباراة لن تنتهي بالتعادل وصاحب الحظ من يستثمر فرصه المتاحة.

في الموسم الماضي تبادل الفريقان الفوز، ففاز جبلة ذهاباً بهدف مصطفى الشيخ يوسف، وفاز حطين في الإياب 3/1، سجل لحطين مصطفى جنيد وحسين جويد هدفين، وسجل لجبلة علي محمد، وشهدت المباراة خروج علي سليمان من جبلة وإسماعيل الحافظ من حطين بالبطاقة الحمراء.

لغز السبت

حسب جدول المباريات من المقرر أن يلعب الوحدة مع الجزيرة يوم السبت على ملعب الجلاء ولا ندري إن كان فريق الجزيرة سيشارك أم سيعتذر.

على العموم في موسم 2019- 2020 فاز الوحدة على الجزيرة في الذهاب 5/2، سجل للوحدة عبد الرحمن بركات هدفين، وهدفاً لكل من مؤيد عجان وأنس عاجي وعبد الهادي شلحة، وسجل للجزيرة كوران خلو ومحمود عنز.

وفي الإياب تعادلا 2/2 سجل للجزيرة سليمان رشو ومحمود عنز، وسجل للوحدة عبد الهادي شلحة وأدرك عبد الرحمن بركات التعادل من ركلة جزاء آخر الوقت.

تختتم مباريات المرحلة الأولى يوم الأحد بلقاء الجيش مع المجد على ملعب الجلاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن