القوات الروسية حررت كوديما بالكامل في دونيتسك وقتلت عشرات النازيين والمسلحين.. وبولندا أعلنت التأهب لحرب محتملة مع روسيا! … بوتين: عزلنا أمر مستحيل وسنوقف شحنات الغاز والنفط إذا حُدّد سقف للأسعار
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أن بلاده ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا جرى تحديد سقف للأسعار، وأن الولايات المتحدة قوضت أسس النظام الاقتصادي العالمي، والأوروبيون يواصلون العمل كمستعمرين ويواصلون خداع الدول الفقيرة، موضحاً أن الغرب لم يكن نزيها بما فيه الكفاية فيما يتعلق بصفقة شحن الحبوب من أوكرانيا لكون معظم الشحنات لم تتوجه إلى الدول الأشد فقراً كما تم إعلانه، وأنه يثق بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبتقريرهم رغم الضغط الذي يتعرضون له من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله في الجلسة الكاملة للمنتدى الاقتصادي الشرقي السابع، أمس الأربعاء: «نحن كحكومة والإدارة الرئاسية، نؤمن بأن خبراءنا يعتقدون أن ذروة الموقف الأكثر صعوبة، قد مررنا به، والوضع أصبح طبيعياً، ويتجلى هذا أيضاً من خلال مؤشرات الاقتصاد الكلي».
وأكد بوتين أن لدى روسيا قدرات تمكّنها من إفشال خطط مَن يريد فرض عزلة عليها، مضيفاً: «مَن يريد فرض عزلة على روسيا يكفيه أن ينظر إلى الخريطة ليجد أن هذا مستحيل».
وحسب قناة «الميادين» أكد بوتين، أن بلاده ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا جرى تحديد سقف للأسعار.
وقال: «نصرّ دائماً على تنظيم الأسعار، على أساس العقود طويلة الأجل، وأن يجري ربطها بفئة السوق، مثل أسعار النفط والمنتجات البترولية».
وأوضح بوتين أن الوضع مع الغاز في الأسواق الأوروبية، هو نتيجة لتصرفات المتخصصين الأوروبيين والمفوضية الأوروبية، لافتاً إلى أن روسيا من جانبها عرضت عقوداً طويلة الأجل.
وأعلن بوتين أن خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي-2» لم يشيّد سدى، مؤكداً أنه إذا لزم الأمر سيجري تشغيله، مشيراً إلى أن «هناك عدداً من الدول العالمية مستعدة للتعاون مع روسيا، في حال عدم حاجة أوروبا إلى مزايا الغاز الروسي الرخيص».
وشدد بوتين على أن الغرب لم يكن نزيهاً بما فيه الكفاية فيما يتعلق بصفقة شحن الحبوب من أوكرانيا كون معظم الشحنات لم تتوجه إلى الدول الأشد فقراً كما تم إعلانه.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين قوله: «وفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يتضمن مساعدة البلدان المحتاجة، تم تحميل سفينتين فقط من أصل 87، حيث تم تصدير 60 ألف طن فقط من المواد الغذائية من أوكرانيا إلى الدول المحتاجة من أصل 2 مليون طن. وهذا يمثل 3 بالمئة فقط».
وأشار بوتين إلى أنه سيبحث مسألة الحد من تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى أوروبا، وقال: إنه سيناقش هذه المسألة مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح أن 345 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي في العالم، وهو عدد أعلى بنحو 2.5 مرة من المستوى الذي كان في العام 2019.
إلى ذلك أعرب بوتين، عن ثقته بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبتقريرهم رغم الضغط الذي يتعرضون له من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا تخلق تهديدات للأمن النووي، متسائلاً: «لماذا يفعلون هذا؟ لا أفهم، للفت الانتباه إلى وضعهم؟ لخلق أزمة إضافية»؟ ونوه إلى أن التهديد الرئيس ليس لمفاعل زابوروجيه نفسه، ولكن لأماكن تخزين الوقود المستنفد.
وأكّد بوتين أن «الخطوات المتهورة للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، المهووسين بالأفكار السياسية الوهمية، ستؤدي حتماً بالدول الغربية إلى طريق مسدود وإلى أزمة اقتصادية واجتماعية».
وأشار إلى أن أميركا والغرب قوضا الاقتصاد العالمي بمحاولة شرسة لفرض هيمنتهم على العالم، والأوروبيون يواصلون العمل كمستعمرين ويواصلون خداع الدول الفقيرة.
وفي شأن اتّهام روسيا بانتهاك القانون الدولي، أكد بوتين، أن «القانون الدولي ينتهك باستمرار، كما حدث في العراق ويوغسلافيا وغيرهما، ومن دون فرض عقوبات من الأمم المتحدة، مشدداً على أن اتهام روسيا بانتهاك القانون الدولي، «ليس صحيحاً البتة».
وأضاف متسائلاً: «من بدأ الحرب في العراق، من دون أي عقوبات من الأمم المتحدة؟ ومن الذي دمر يوغوسلافيا تحت ذرائع في ظاهرها معقولة؟ ومن أطلق العنان لحرب في وسط أوروبا بقصف بلغراد؟ لم يتذكر أحد حينها مبادئ القانون الدولي».
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن إجراءات مضادة للإجراءات التقييدية الأخيرة للاتحاد الأوروبي ضد الأفراد والكيانات الروسية، وسعت بموجبها قائمة حظر دخول ممثلي مؤسسات الاتحاد إلى روسيا.
وقال بيان للخارجية: «رداً على الإجراءات المتوالية التقييدية ضد الأفراد والكيانات القانونية الروسية، تم اتخاذ قرار بتوسيع قائمة ممثلي مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، المحظور عليهم الدخول إلى أراضي بلدنا، تم تسليم مذكرة بهذا الخصوص من وزارة الخارجية الروسية إلى وفد الاتحاد الأوروبي في روسيا».
وأوضح البيان أن القيود تسري بشكل خاص على القيادة العسكرية العليا للاتحاد الأوروبي، والمسؤولين رفيعي المستوى في وكالات إنفاذ القانون في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وممثلي المنظمات التجارية الأوروبية في إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية المشاركة في توريد المنتجات العسكرية لأوكرانيا.
وحذّرت الخارجية الروسية المبادرين بالإجراءات المعادية لروسيا، من أن أي أعمال غير ودية ضد روسيا، سيجري باستمرار مواجهتها بردٍّ قاسٍ من جانب روسيا.
ميدانياً قالت وزارة الدفاع الروسية: إنه تم تحرير مدينة كوديما بالكامل في دونيتسك، إضافة إلى تصفية عشرات النازيين والمسلحين في نيكولاييف وخاركوف وتدمير مستودعات ذخيرة ومواقع عسكرية أوكرانية.
ونقلت «روسيا اليوم» عن البيان اليومي للوزارة بخصوص سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا: سيطرت قواتنا على مدينة كوديما في دونيتسك وتم تحريرها بالكامل من المتطرفين والمسلحين، واستهدفت القوات بضربات عالية الدقة موقع قيادة اللواء الميكانيكي الرابع والعشرين في أولينوفكا بمنطقة نيكولاييف، وقامت بتصفية أكثر من 46 جندياً أوكرانياً في بيلوغوركا وسوخوي ستافوك وأندريفكا في منطقة خيرسون، فضلاً عن استهداف لواء المشاة 61 الأوكراني في فيسونسك ويافكينو بمنطقة نيكولاييف».
وأوضح البيان أن القوات الروسية دمرت مستودع ذخيرة للواء المدفعية 406 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية بمنطقة نيكولاييف، وأسقطت مقاتلة أوكرانية من طراز ميغ 29 في منطقة توكاريفو بمنطقة خيرسون، كما تم إسقاط طائرة Su-25 في منطقة كومسومولسكوي بمنطقة نيكولاييف.
وقال البيان: نتيجة للهزائم في صفوف القوات الأوكرانية، رفض عناصر لواء المشاة الآلي 57 الأوكراني القيام بمهام قتالية وتركوا مواقعهم وفروا. وذلك في مناطق بيلايا كرينيتسا ومنطقة خيرسون وفي فيليكوي أرتاكوفو بمنطقة نيكولاييف».
وبينت الدفاع أنه في اتجاه نيكولاييف-كريفوي روج، تم تدمير عدد من أسلحة ومعدات تابعة للقوات الأوكرانية وتصفية أكثر من 150 جندياً.
وفي السياق أفادت وكالة «نوفوستي» بأن أكثر من 10 انفجارات سمعت في مدينة خيرسون.
وأشارت إلى أن صواريخ الدفاع الجوي وآثارها غير مرئية في السماء، لكن أصوات الانفجارات سمعت، كما سمع دوي عدة انفجارات على مسافة قريبة في محيط المدينة.
وتأتي عمليات القصف هذه بعد إعلان نائب رئيس إدارة مقاطعة خيرسون كيريل ستريموسوف أن المقاطعة تستعد لإجراء تصويت للانضمام إلى روسيا في 4 تشرين الثاني.
وعلى خطٍّ موازٍ صرح نائب وزير الدفاع البولندي مارسين أوسيبا، بأن وزارة الدفاع تعكف على إصلاح القوات المسلحة تأهباً لاشتباك محتمل مع روسيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن أوسيبا قوله: «هناك خطر جدي من اندلاع حرب مع روسيا في الفترة من 3 إلى 10 سنوات.. يجب أن نستغل هذا الوقت لإعادة تجهيز الجيش البولندي قدر الإمكان».
ووفقاً لأوسيبا، فإن الإدارة العسكرية البولندية «تنفذ أكثر برامج التسلح طموحاً في التاريخ»، ومن المخطط شراء الدبابات ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع وراجمات الصواريخ والطائرات المسيرة، كما ستعمل وارسو على زيادة حجم الجيش إلى 300 ألف جندي في غضون عقد من الزمن.
وأشار أوسيبا إلى أنه على الرغم من ميزانية الدفاع المتضخمة بشكل قياسي للعام المقبل، لن تكون هناك أموال حكومية كافية لتنفيذ جميع الخطط.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات البولندية عزمها رفع العدد الإجمالي للجيش إلى 400 ألف شخص، وقامت بشراء الطائرات القتالية وطائرات النقل والدبابات ومدافع وراجمات صواريخ، ومضادات طائرات، والأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ.