مفوض أوروبي حذر من تعزيز مخاطر الركود نتيجة أزمة الطاقة والأسعار تتهاوى … بوتين: سنوقف شحنات الغاز والنفط إذا حدّد سقف للأسعار
| وكالات
أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التحذير من أن بلاده ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا جرى تحديد سقف للأسعار، معتبراً أن الولايات المتحدة قوضت أسس النظام الاقتصادي العالمي، والأوروبيون يواصلون العمل كمستعمرين ويواصلون خداع الدول الفقيرة.
وأكد بوتين في الجلسة الكاملة للمنتدى الاقتصادي الشرقي السابع، أن بلاده ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا جرى تحديد سقف للأسعار، وقال: «نصرّ دائماً على تنظيم الأسعار، على أساس العقود طويلة الأجل، وأن يجري ربطها بفئة السوق، مثل أسعار النفط والمنتجات البترولية».
وأوضح بوتين أن الوضع مع الغاز في الأسواق الأوروبية، هو نتيجة لتصرفات المتخصصين الأوروبيين والمفوضية الأوروبية، لافتاً إلى أن روسيا من جانبها عرضت عقوداً طويلة الأجل.
وأعلن بوتين أن خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي 2» لم يشيّد سدى، مؤكداً أنه إذا لزم الأمر سيجري تشغيله، مشيراً إلى أن «هناك عدداً من الدول العالمية مستعدة للتعاون مع روسيا، في حال عدم حاجة أوروبا إلى مزايا الغاز الروسي الرخيص».
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اعتبرت من جهتها أن دول الاتحاد الأوروبي لديها القدرة على تعويض نقص إمدادات الغاز الروسي من مصادر أخرى مثل النرويج والجزائر والولايات المتحدة، واقترحت تحديد سقف لأسعار واردات الغاز الروسي كجزء من الإجراءات العقابية لموسكو.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن فون دير لاين، قولها في مؤتمر صحفي: إن «الاتحاد الأوروبي يحشد جهوده لاستيراد الغاز من النرويج والولايات المتحدة وغيرهما، كما أن النرويج قررت زيادة الغاز إلى أوروبا».
وأشارت، إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة يرجع إلى نقص البدائل المتاحة للغاز الروسي، وأن الأسعار تتطلب وضع خطط مدروسة للبدائل مثل المفاعلات النووية.
وذكرت وكالة «أ ف ب» أن فون دير لاين اقترحت أمس على الدول الأعضاء في الكتلة الموافقة على تحديد سقف لأسعار واردات الغاز الروسي كجزء من الإجراءات العقابية لموسكو، وقالت: «الهدف هنا واضح جداً، علينا قطع مداخيل روسيا التي يستخدمها الرئيس بوتين لتمويل حربه على أوكرانيا».
بالمقابل حذر المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلوني، من أن مخاطر حصول ركود في أوروبا تتزايد مع الارتفاع في أسعار الطاقة الناجم عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو ما ينعكس سلباً على الاقتصاد.
وقال جنتيلوني خلال مؤتمر في بروكسل: «عدم اليقين يبقى كبيراً على نحو استثنائي، كما أن خطر تسجيل ركود يتصاعد، وقد يكون الشتاء المقبل الأكثر صعوبةً»، لافتاً إلى أن إنذارات عدة تلوح في الأفق في وقت لا تزال الحرب الروسية مستمرة في أوكرانيا.
وأضاف: «أسعار الطاقة حطَّمت مستويات قياسية جديدة، والتضخم يواصل نزعته التصاعدية، والمؤشرات الاقتصادية تتفاقم».
ولمواجهة هذه التحديات، حثّ جنتيلوني دول الاتحاد الأوروبي على «التدخل حسب الحاجة بروح تضامن»، في إشارة مبطَّنة إلى المعارك القديمة بين الدول الأكثر ثراءً والدول الأكثر فقراً.
من جهتها، أكدت مصادر غربية أن نقص الغاز في أوروبا سيستمر إلى عام 2025 على الأقل، معتبرةً أنه في الوقت الذي يركز السياسيون الأوروبيون على نجاة المنطقة هذا الشتاء، إلا أن العام المقبل قد يكون أسوأ.
وحسب وكالة «بلومبرغ» الأميركية، سيؤدي فقدان إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى استنفاد الاحتياطيات الأوروبية بشكلٍ أسرع عندما تنخفض درجات الحرارة في الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيجعل عملية الاستعداد لموسم التدفئة التالي، أي العام المقبل، أكثر صعوبة.
وسجلت يوم أمس أسعار النفط تراجعاً كبيراً ما دون الـ90 دولاراً للبرميل الواحد وهو السعر الذي كان متداولاً قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.