رياضة

مدرسة «السلمان» للمواهب الكروية خطوة على المسار الصحيح … إمكانات علمية بسيطة لصناعة الموهبة الكروية الحقيقية

| الحسكة - دحام السلطان

الكابتن عبد الوكيل فهد السلمان أحد أهم أضلاع الأسرة الكروية الجزراوية المعروفة بالحسكة «آل السلمان»، ويعتبر واحداً من أهم المواهب الكروية التي لعبت للفئات العمرية الصغيرة بنادي الجزيرة الرياضي في عقد التسعينيات من القرن الماضي، قبل أن تسحبه إليها علوم الحاسوب والبرمجيات ومتابعة تحصيله العلمي الجامعي في هذا العلم، ومغادرة كرة القدم كلاعب، قبل العودة إليها اليوم كمدرب، بعد أن اتبع العديد من الدورات التدريبية الكروية، إضافة إلى اعتماده على التدريب المنهجي والتثقيف الذاتي، ليجد ضالته فيها، إنما من باب استقطاب وصناعة وإنتاج المواهب الكروية من مختلف الأعمار ودون سن محددة في مدرسة المواهب للفئات العمرية الصغيرة.

«الوطن» زارت ميدان العمل التدريبي للكابتن السلمان في مدرسة المواهب التي أشرف على تأسيسها بملعب «عبد اللـه السلمان» التدريبي للسداسيات وأجرت له الحوار التالي:

• العمل في مدرسة المواهب وبداياتها الأولى وأبجديات تفاصيلها؟

يعود عمر المدرسة التدريبي إلى العام 2011، أي منذ فترة بدء الحرب على البلاد، وكانت بدايات العمل تسير بشكل تقليدي وعلى غرار كل المدارس الكروية التي تقوم على استقطاب وتجميع الأطفال وتعليمهم أبجديات وأساسيات كرة القدم، وهذا كان في البداية، وخلال السنتين الأخيرتين اقتصر عملنا على استقطاب المواهب الكروية فقط، حيث لمسنا فيه مفهوماً جديداً لتطور وتطوير لعبة كرة القدم من خلال صقل إمكانات ومهارات اللاعب في زمن قصير جداً، من حيث التعامل معه على أساس التعريف بأساسيات كرة القدم واعتماد التكنيك الخاص المرتبط بسنوات عمره التدريبي على غرار ما هو معتمد لدى الفكر الكروي الأوروبي والفكر العالمي كذلك المتبع لديهم، والذي لم يعد بمنأى عن أحد في عالم هذا اليوم، إذا أراد المدرب الحصول عليه والاستفادة منه وإمكانية تطبيقه، بعد الحصول عليه عبر وسائل التقنيات الحديثة المتبعة في العالم الافتراضي اليوم.

• للتوضيح أكثر.. كيف تتم آلية العمل لديكم؟

نحن نعمل وفق منهج تدريبي أساسي، يقوم في جوهره على عدم الخلط بين الأعمار وتفاوتها، أي بمعنى آخر، من هم بأعمار تسع سنوات بعضهم مع بعضٍ في التدريب وأعمار عشرة السنوات كذلك، وهكذا…إلا في حالات اضطرارية ونادرة جداً يتم الخلط أو التطعيم بينها، ويستمر ذلك لغاية عمر الثمانية عشر عاماً وهو العمر المتعارف عليه الذي هو عمر لاعب فئة الرجال، وهناك حالات استثنائية ترتبط بعمر اللاعب نفسه الذي نجده أحياناً في عمر الستة عشر أو السبعة عشر عاماً الذي يجد نفسه من وصل إليه ليلعب في صفوف فئة الرجال، وحتى من هم في هذا العمر يتم تطوير أدائهم إن كانت موجودة لديهم بذرة الموهبة أو أولياتها، لكن المردود الفني والمهاراتي بالنسبة إليه لن يكون بحجم المردود بالنسبة لمن هم في سن الأعمار الصغيرة، التي يبدأ العمل فيها من عمر ست سنوات فما فوق، ومن الممكن جداً الوصول منهم إلى العالمية، إن حَسُن استثماره بأيدي مدربيه لاحقاً وفيما بعد في الأندية التي سيختارها اللاعب بنفسه، أو بعد تقديم النصيحة إليه من قبلنا في المدرسة باختيار النادي الذي سيكون نافذة له للوصول وللشهرة التي يريدها.

• المدرسة التي أنتم على رأس العمل فيها كيف يتم تمويلها، وهل لنادي الجزيرة واللجنة التنفيذية دور في ذلك؟

نحن تمويلنا ذاتي وبموارد بسيطة جداً، ويقوم ذلك كله على عاتق مستثمر الملعب وصاحب المدرسة الكابتن عبد اللـه السلمان، وقد استطعنا تأمين كامل التجهيزات الفنية العالية الجودة، ولا تعاون ولا دعم من قبل نادي الجزيرة أو اللجنة التنفيذية في العمل منذ أن تأسست المدرسة وإلى اليوم، على الرغم من أن المدرسة تحتاج إلى كل شيء، ولاسيما الدعم المالي، ولو توافر ذلك لتحوّلت المدرسة إلى أكاديمية بدل من بقائها اليوم بمنزلة مركز تدريبي! ومع ذلك، فإن ثمار إنتاجنا أوصلت العديد من اللاعبين إلى منتخباتنا الوطنية لفئتي الأشبال والناشئين من أمثال المواهب، محمد شيخو وبشار معمو محمود وعمر الصالح ويوسف عنز وآخرين… على الرغم من الظروف القاهرة والعصيبة، وضعف الإمكانات اللوجيستية المرتبطة بالدعم النفسي للاعب الموهوب الذي نقوم باستقطابه.

• على ذكر الدعم النفسي، هل تلحظون هذه الناحية في العمل؟

لاشك إننا نقوم بتقديم حالتي الدعم النفسي والاجتماعي لدى اللاعب على حد سواء، من خلال نشاط مواز ترفيهي وترويحي، لترميم ما فقده هذا اللاعب خلال سنوات الحرب وإفرازاتها، وتحقيق نوعية جيدة للعامل الاجتماعي لديه، لأن هذا يعتبر أحد أهم الشروط المهمة لدى اللاعب، التي تعمل على تنمية وصقل إمكاناته ومهاراته وموهبته، ولأن الإدارة الصحيحة ستنتج لاعبين أصحاء مثلها، وعلى مستوى جميع المواقع الإدارية والفنية، وعلى صعيد الأندية ومن يعمل فيها، وهي في الوقت ذاته رسالة محبة موجهة من قبلي نحو مدربي الأندية التي تعمل بالفئات العمرية من أجل العمل بمحبة ومن أجل كرة القدم ومستقبلها، وليس بالعمل بعضهم ببعضٍ؟ لأنهم سيتعاملون مع مواهب وليس لاعبين عاديين؟

• هل من كلمة أخيرة؟

العمل في المدارس الكروية هو عالم بحد ذاته وينبغي استثمار هذا العمل فيها بالشكل الصحيح، لأنها هي من سيكون عماد دوري المحترفين الحقيقي، هذا إذا تحدثنا عن المستوى من خلال إعطاء اللاعب حقه الحقيقي بعيداً عن التسويق والترويج الذي لا طائل منه، ووضع حد لمقدمات العقود التي أصبحت مثار سخرية وجدل للاعبين لا يستحقون ربع رقمها المالي الذي تعطيهم إياه أنديتنا المحلية! وذلك لأن إنتاج هذه المدارس هو المعني بإعطاء اللاعب استحقاقه الحقيقي حتى على مستوى عقود الاحتراف في أن يأخذ اللاعب حقه الطبيعي وليس الذي لا يستحقه مثل ما نراه ونلمسه في دورينا الكروي اليوم! هذا إذا أردنا أن تكون لدينا معايير حقيقية تعتمد على العلم والاستنتاج الفهمي والموضوعي في الاختيار حتى على مستوى منتخباتنا الوطنية مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن