60 بالمئة من اللاجئين يخشون إرسال أطفالهم إلى المدارس .. أتراك يهجمون على «سكن شبابي» لسوريين ويطعنون أحدهم
| وكالات
تعرّضت مجموعة من الشبّان السوريين اللاجئين في تركيا لاعتداء جديد من مجموعة من العنصريين الأتراك الذين انتحلوا صفة الشرطة وقاموا بسرقة منزلهم في إسطنبول، في حين يخشى 60 بالمئة من العائلات السورية في تركيا إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفاً على حياتهم، وذلك مع تنامي مشاعر العنصرية والعداء ضد اللاجئين السوريين بفعل تحريض بعض قوى المعارضة.
وفي التفاصيل، فقد نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن أيهم الحسن أحد الشباب الذين تعرضوا للاعتداء على يد مجموعة من الشبان الأتراك الذين هاجموا منزلهم الواقع بحي باغجيلار بإسطنبول، أن 10 أشخاص قاموا بقرع جرس منزلهم «سكن شبابي» في ساعة متأخرة من الليل، وادّعوا أنهم أفراد من الشرطة التركية، ما أثار خوف الشباب السوريين المقيمين في المنزل ودفعهم لفتح الباب على الفور.
وأشار الحسن إلى أن أحد أصدقائه فوجئ بأن الشبّان ليسوا من أفراد الشرطة، وعندما طلب منهم المغادرة وأراد إخراجهم اقتحموا المنزل وهددوهم بالقتل بينما قام أحد المهاجمين بطعن شاب سوري بسكين كان يحملها بيده.
وحسب الحسن، فإن السوريين في السكن والبالغ عددهم 5 أشخاص عندما رأوا منظر الدماء بعد طعن صديقهم وتهديدهم بالقتل من الشبّان الأتراك إذا ما قاوموهم، بقوا صامتين خاصة أن أحد أفراد العصابة كان يحمل مسدساً.
وأوضح أنه بعد ذلك قامت العصابة بتفتيش المنزل وتفتيشهم وسرقوا جميع ما كان بحوزتهم من جوالات ونقود، مقدّراً مجموع السرقات بنحو 2500 دولار.
ورجّح الحسن أن تكون دوافع الحادثة عنصرية، حيث تم استهداف منزلهم بشكل خاص من بين باقي المنازل في الحي، مبدياً صدمته من ثقة أفراد العصابة حيث بقوا داخل المنزل لفترة من الزمن وتناولوا بعضاً من الأطعمة والمشروبات الغازية كانت داخل ثلاجة المنزل.
وأشار إلى أنه بعد ذلك توجّه صديقه المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين ذهب بعضهم إلى المخفر وقاموا بتقديم شكوى ضد منفّذي الاعتداء، لافتاً إلى أن هناك شباناً رفضوا التقدم بشكوى ضد المعتدين خوفاً من ترحيلهم لأنهم يملكون وثائق تتبع لولايات أخرى خارج إسطنبول.
وفي الفترة الأخيرة، سعى العديد من الأحزاب المعارضة ووسائل الإعلام إلى بث أخبار ومعلومات كاذبة عن السوريين، ولاسيما من المعارض العنصري رئيس حزب «ظفر» أوميت أوزداغ الأمر الذي تسبب بحوادث مأساوية وتعرّض بعض اللاجئين للضرب والطعن كما حدث مع الشاب السوري فارس العلي الذي قتل طعناً على يد شبّانٍ أتراك في الثالث من الشهر الحالي.
وفي السياق، ذكرت «منصة حقوق اللاجئين» في تركيا في موقعها، أن 60 بالمئة من العائلات السورية تخشى إرسال أطفالها إلى المدارس في تركيا، وذلك خوفاً على حياتهم مع تنامي مشاعر العنصرية والعداء ضد اللاجئين السوريين بفعل تحريض بعض قوى المعارضة.
وأوضح عضو المنصة طه الغازي، أن السوريين يتعرضون للتمييز وخطاب الكراهية في تركيا بشكل متزايد، مشيراً إلى أن هذا الوضع أصبح شائعاً في المجتمع التركي، وأن الأطفال السوريين يتأثرون أيضاً به.
ولفت إلى ازدياد مستوى العنصرية في المدارس لسوء الحظ، مشيراً إلى أنه في بعض المدارس يتأثر كل من الطلاب والمعلمين بهذا الخطاب.
وأكد، أنه في هذا العام، 60 بالمئة من العائلات السورية تفكر في عدم إرسال أطفالها إلى المدارس خوفاً على حياتهم.
ولفت الغازي إلى أن مزاعم أوميت أوزداغ بأن السوريين دعوا إلى الإضراب بين 12 و17 أيلول الجاري غير صحيحة، معرباً عن انزعاج السوريين من خطاب الكراهية المنتشر في المجتمع.
وتحول ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة سياسية يتجاذبها النظام والمعارضة، حيث واصلت الأحزاب التركية المعارضة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عملية الاستثمار بهذا الملف، بالتزامن مع مواصلة رئيس النظام رجب طيب أردوغان الاستثمار فيه، بعدما حوله إلى ورقة ضغط وابتزاز في وجه الدول الأوروبية للحصول على مساعدات مالية، وذلك عقب قيامه بدفع أولئك اللاجئين إلى مغادرة منازلهم وقراهم من المناطق التي احتلتها قواته الغازية لبعض المناطق السورية، جراء الأعمال العدوانية التي قامت بها قواته ومرتزقته.