موسكو أكدت أن لا مشكلة في مشاركته في قمة العشرين ولا يخطط لمحادثات مع ملك بريطانيا … بوتين لماكرون: التأثير على سلطات كييف ضروري لوقف قصفها محطة زابوروجيه
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد، أن قصف محطة زابوروجيه النووية أمر محفوف بالعواقب الوخيمة، ومن الضروري التأثير على سلطات كييف لوقف هجماتها، على حين أعلنت موسكو أن بوتين سيجري مكالمات دولية الأسبوع المقبل جدولها لن يشمل أي محادثات مع الملك البريطاني تشارلز الثالث، وأنها لا ترى أي مشكلة في حضور الرئيس قمة مجموعة العشرين.
ونقلت وكالة «تاس» عن الكرملين قوله أمس إنه، بمبادرة من الجانب الفرنسي، أجرى بوتين محادثة هاتفية مع ماكرون، تبادلا خلالها بشكل مفصل وصريح وجهات النظر حول الأمن في أوكرانيا، مشددين على ضمان أمن وسلامة محطة زابوروجيه النووية، وأعرب الرئيسان، عن استعدادهما للتفاعل غير المسيس بشأن الوضع حول محطة زابوروجيه، بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتطرق بوتين للهجمات الأوكرانية المنتظمة على المحطة النووية، مؤكداً اتخاذ روسيا الإجراءات اللازمة لحمايتها، وقال: قصف محطة زابوروجيه أمر محفوف بالعواقب الوخيمة، ومن الضروري التأثير على سلطات كييف لوقف هجماتها.
وأكد بوتين، أن نظام كييف، يواصل استخدام الأسلحة التي قدمتها الدول الغربية، لقصف البنية التحتية المدنية لمدن دونباس، ما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.
وشدد على وجوب إرسال الحبوب الأوكرانية في المقام الأول إلى البلدان النامية، رافضاً تدخل المفوضية الأوروبية في توريد المنتجات والأسمدة الروسية إلى البلدان النامية.
وفي السياق نقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله في تصريح للصحفيين: سيجري الرئيس بوتين مكالمات هاتفية دولية الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن أجندة بوتين لا تشمل محادثات هاتفية مع الملك البريطاني.
في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه لا يرى أي مشكلة في حضور الرئيس فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين.
وأضاف لافروف، في حديث تلفزيوني: نحن لا نتهرب أبدا من التواصل، وكل من يرغب بمواصلة الحوار معنا، يمكنه القيام بذلك دوماً (…) وتحظى جميع مناشدات الزعماء الغربيين بشأن الاتصالات مع بوتين دائماً بالتفهم والموافقة».
وفي وقت سابق، نقلت «نوفوستي» عن السفير الإندونيسي لدى روسيا خوسيه تافاريس، أن بلاده مستعدة لضمان أمن الرئيس الروسي في قمة مجموعة العشرين، وقبل ذلك أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، أن بوتين، يعتزم حضور قمة مجموعة العشرين «G20» في تشرين الثاني القادم بجزيرة بالي الإندونيسية.
ومن جانب آخر أكد لافروف أن بلاده لا ترفض إجراء مفاوضات مع أوكرانيا، لكن استمرار كييف في المماطلة سيعقد إمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو.
وأشار لافروف إلى أن موقف موسكو حدده بوتين في اجتماع مع قيادة مجلس الدوما ورؤساء الكتل البرلمانية في تموز الماضي، عندما قال في إشارة إلى «القصة الأوكرانية»: إننا لا نرفض التفاوض على السلام، لكن يجب على من يرفضون أن يعلموا أنه كلما استغرق الأمر وقتاً أطول، ازداد التوصل إلى الاتفاق معنا صعوبة.
وفي وقت لاحق من الشهر نفسه قال بوتين إن موسكو لا تلمس لدى كييف أي رغبة في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال، مشيراً إلى أنها رفضت تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً.
وعلى خط موازٍ اعتبرت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية أن المحادثات المزمعة بين الرئيسين فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، إشارة للغرب من بكين تؤكد فيها دعمها لموسكو.
وجاء في مقال للصحيفة: لمس المراقبون في هذا الاجتماع أهمية رمزية كبيرة، ويمكن اعتباره إشارة واضحة من بكين للغرب تؤكد دعمها لموسكو.
وأضاف المقال إن الزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أدت إلى تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، لكنها أثرت بشكل إيجابي على تعزيز التحالف الروسي الصيني في إطار الصراع التنافسي مع واشنطن والغرب.
وفي وقت سابق قال رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لي تشانشو، إن معارضة الهيمنة الأميركية تمثل جانباً مهماً من جوانب التفاعل الإستراتيجي بين الصين وروسيا.
وسيعقد اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند يومي 15 و16 أيلول الجاري.
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد أن خسائر القوات الأوكرانية على محوري الجنوب وشمال الشرق بلغت ما يصل مجموعه إلى 4 آلاف قتيل و8 آلاف جريح، في الفترة من 6 إلى 10 أيلول الجاري.
وفي إفادة صحفية للمتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أمس الأحد أوضح أن ضربات جوية وصاروخية ومدفعية روسية استهدفت مواقع عدة وحدات أوكرانية، ونقطة انتشار مؤقتة للمرتزقة الأجانب، على محور خاركوف شمال شرق، أدت إلى مقتل أكثر من 450 فرداً وتدمير أكثر من 30 قطعة من المعدات العسكرية و3 مدافع ميدانية وراجمة صواريخ و17 مركبة خلال اليوم الماضي.
وعلى محور نيكولايف – كريفوي روغ (جنوب، وهو محور خيرسون عمليا) أصابت ضربات عالية الدقة نقطة الانتشار المؤقتة لوحدات اللواء 36 مشاة الأوكراني في منطقة نيكولاييف، حيث بلغت خسائر العدو أكثر من 100 عسكري و15 مركبة ومدرعة خلال يوم.
إجمالي ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا 293 طائرة، و153 مروحية، و1933 طائرة من دون طيار، و374 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و4883 دبابة ومدرعة أخرى، و831 مراجمة صواريخ، و3378 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و5469 مركبة عسكرية خاصة.
وأشارت الدفاع الروسية إلى أن نظام كييف يواصل القصف المتعمد للبنية التحتية للطاقة في عدد من المناطق، حيث تعرضت أراضي محطة زابوروجيه الذرية ومدينة إنيرغودار لقصف مدفعي أوكراني 26 مرة منذ 1 أيلول.
وفي أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية قصفت المدفعية الأوكرانية أكثر من مرة 22 منشأة مهمة لإمداد الطاقة، ما أدى إلى انقطاعات كهرباء في عدد من المناطق السكنية والمرافق المدنية الحيوية.
إلى ذلك فنّد قائد كتيبة «سبارتا» بجمهورية دونيتسك الشعبية أرتيوم جوغا ادعاءات قوات كييف استيلاءها على مطار دونيتسك، ونشر فيديو كذّب فيه هذه المزاعم، وحسب وكالة «تاس» قال جوغا في فيديو نشره رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين على «تيليغرام»: وردت أنباء كاذبة تفيد بأن عصابة من القوات الأوكرانية احتلت المطار. هذا ليس صحيحاً… لا تصدقوا هذه الأخبار الكاذبة. المطار لنا. كان وسيظل كذلك.
وأشار إلى أنه جاء خصيصاً من مواقع متقدمة لتصوير الفيديو من المطار المذكور، مضيفاً: كما تشاهدون، أنا لست مرتدياً سترة واقية من الرصاص. هذه ليست مواقع متقدمة.
وفي سياق متصل قتل أربعة مدنيين على الأقل واندلعت النيران بغابات محمية بسبب قصف قوات النظام الأوكراني على مقاطعة نيكولاييف وفق ما أعلنت مديرية حالات الطوارئ في مقاطعة خيرسون المجاورة.
ونقلت « نوفوستي» عن مصدر في المديرية قوله أمس إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا واندلعت النيران في ألف هكتار من الغابات بمحمية كينبورن سبيت في مقاطعة نيكولاييف بسبب قصف القوات الأوكرانية.
ولفت المصدر إلى أن النظام البيئي للمحمية تعرض لضربة قوية بسبب الحرائق الناجمة عن القصف المدفعي الأوكراني والذي تسبب بقتل العديد من المدنيين وأدى لإتلاف آلاف الهكتارات من الغابات وسط استحالة إطفاء الحرائق بسبب ارتفاع مخاطر انفجار الألغام.
ومحمية كينبورن سبيت هي حديقة غابات طبيعية في الجزء الخاضع للسيطرة الروسية من مقاطعة نيكولاييف.