شهيد في جنين.. قوات الاحتلال ومجموعة من المستوطنين يقتحمون الحرم الإبراهيمي … رام الله: إسرائيل تسعى إلى تفجير الصراع هروباً من استحقاقات السلام
| وكالات
أكدت الخارجية الفلسطينية، أمس الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تفجير ساحة الصراع وتسخينها هروبا من استحقاقات السلام والمفاوضات وأي عملية سياسية جادة لحل الصراع، على حين اقتحمت مجموعة من المستوطنين برفقة قوات الاحتلال الإسرائيلي، الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل لأداء طقوس تلمودية، بينما استشهد، الشاب حمد أبو جلدة (24 عاماً) من مخيم جنين، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي.
ونقلت وكالة «وفا» عن وزارة الخارجية الفلسطينية تأكيدها أن دولة الاحتلال تمارس أبشع أشكال الاضطهاد والقمع بحق المواطن الفلسطيني يومياً من دون أي مساءلة.
وقالت في بيان أمس الأحد: «إن الحكومة الإسرائيلية وأذرعها العسكرية المختلفة بما فيها ميليشيات المستوطنين ومنظماتهم وعناصرهم الإرهابية تتعمد إشعال الحرائق وزراعة الموت وممارسة أبشع أشكال الموت والعنف بحق الفلسطينيين في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة، كسياسة إسرائيلية رسمية تسعى لتفجير ساحة الصراع وتسخينها هروباً من استحقاقات السلام والمفاوضات وأي عملية سياسية جادة لحل الصراع، في مشهد دموي يتكرر يومياً ويسيطر على حياة المواطنين وبأشكال مختلفة».
وأشار البيان إلى أن الإعدامات الميدانية والقتل خارج القانون التي يمارسها جنود الاحتلال وميليشيات المستوطنين بشكل علني ضد المواطنين بغطاء وتسهيلات من المستوى السياسي الذي بات يتفاخر علناً بحمايته للعناصر التي ترتكب هذه الجرائم، التي كان آخرها إعدام الشهيد حمد أبو جلدة.
وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التصعيد الحاصل في ساحة الصراع، وحذر من نتائجه على فرص تحقيق السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين، باعتباره أوسع دعوة إسرائيلية رسمية لدوامة لا تنتهي من العنف والحرائق التي يصعب السيطرة عليها.
في غضون ذلك اقتحمت مجموعة من المستوطنين برفقة قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل لأداء طقوس تلمودية.
ونقلت «وفا» عن وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري قوله: «إن الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والآخر وبمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي بشكل علني يلزم العالم بأن يقف عند مسؤولياته وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات.
وأوضح البكري أن السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي استفزازية، ومحاولة للاستيلاء الكامل على الحرم خطوة خطوة بعد أن استولت على أغلبه، والتحكم به، وهذا يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التي ضمنت حماية وحرية العبادة تحت الاحتلال.
وطالب البكري المجتمع الدولي بشكل عام والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها اليونيسكو بوضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحدث في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.
كما دعا البكري أبناء محافظة الخليل للاستمرار في أداء الصلوات في الحرم الإبراهيمي الشريف لحمايته من المخططات الإسرائيلية المتتابعة للاستيلاء عليه.
وقال مدير الحرم الإبراهيمي الشريف غسان الرجبي: إن مجموعة من المستوطنين برفقة قوات الاحتلال اقتحموا قسم ومصلى الإسحاقية بالحرم الإبراهيمي تزامناً مع صلاة الظهر.
وأضاف الرجبي: إن سدنة الحرم الإبراهيمي الشريف حاولوا منع مجموعة من المستوطنين ترتدي لباساً فاضحاً، من الدخول إلى مصلى الإسحاقية، وذلك برفقة قوات الاحتلال التي وفرت الحماية لهم وقامت بتسهيل عملية اقتحامهم، في انتهاك فاضح لدور العبادة وخصوصية المسلمين.
في السياق أفادت الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، واستمعوا لشروحات حول «الهيكل المزعوم».
وتأتي هذه الاقتحامات غداة دعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم لحشد أنصارها لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك نهاية الشهر الجاري بذريعة الأعياد اليهودية.
من جهة ثانية نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد الأسير المحرر حمد مصطفى أبو جلدة 24 عاماً، الذي ارتقى أمس الأحد، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم جنين لهدم شقة الشهيد رعد خازم، يوم الثلاثاء الماضي.
ونقلت وكالة «فلسطين اليوم» تأكيد الحركة مواصلة الشعب الفلسطيني السير على درب الشهداء مهما عظمت مسيرة التضحية والعطاء، حتى زوال الاحتلال.
وأعلن مدير مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين وسام بكر، في وقت سابق، استشهاد أبو جلدة متأثراً بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في سياق منفصل ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن طائرة «مسيرة» تابعة لقوات الاحتلال سقطت الليلة قبل الماضية قرب قلقيلية «لأسباب تقنية»، وأوضحت المصادر الإسرائيلية، أن سقوط المُسيّرة كان ناتجاً عن عطل فني.