واصل الأردن العزف على وتر اللاجئين السوريين من أجل الحصول على المزيد من المكاسب المادية من المجتمع الدولي والدول المانحة الذين دعاهم مجدداً إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه الدول المستضيفة للاجئين، محذراً مما سماه التدني في الدعم الدولي لهم في المنطقة وللمؤسسات الأممية الشريكة في جهود تلبية احتياجاتهم.
وبحث ملك الأردن عبد اللـه الثاني في عمان مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، آفاق التعاون بين الأردن والمفوضية، وسبل تعزيز الجهود لاستمرار تقديم الخدمات للاجئين وتلبية احتياجاتهم، ودعم المجتمعات المستضيفة، وذلك حسبما ذكر موقع قناة «المملكة» الإلكتروني أمس.
ودعا عبد اللـه خلال اللقاء إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الدول المستضيفة للاجئين، وخصوصاً في ضوء تحديات الأمن الغذائي.
من جهته، ثمن غراندي الدور الكبير الذي يقوم به الأردن في استضافة وتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين، مشيراً إلى التزام المفوضية بدعم جهود الأردن ومواصلة التنسيق والتعاون مع الأردن بما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء السوري.
وفي وقت سابق أمس، بحث رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، مع غراندي أوجه التعاون بين الأردن ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بتلبية احتياجات اللاجئين السوريين.
وشدد الخصاونة خلال اللقاء، على أهمية الشراكة بين بلاده والمفوضية في توفير الخدمات الأساسية للاجئين السوريين، ودعا إلى ضرورة مواصلة المجتمع الدولي والدول المانحة تقديم الدعم اللازم للدول المضيفة للاجئين.
وتحدث الخصاونة عن التحديات الاقتصادية التي تواجه بلاده والضغوطات التي تشكلها ما سماها «استضافة الأردن للاجئين السوريين على قطاعات التعليم والصحة والمياه وفرص العمل».
غراندي من جهته، لفت إلى أن المفوضية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، حريصة على حشد الدعم الدولي للاجئين ومساعدة الدول المستضيفة على تحمل أعباء اللجوء.
وقبل ذلك بساعات، حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي خلال لقائه غراندي من التدني اللافت في الدعم الدولي للاجئين في المنطقة وللمؤسسات الأممية الشريكة في جهود تلبية احتياجاتهم، مشيراً إلى أهمية الدور الذي تقوم به المفوضية في دعم اللاجئين وإبقاء قضيتهم على الأجندة الدولية.
وجاء لقاء الصفدي مع غراندي عقب لقائه مع وفد مؤلف من رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان النرويجي إينه إريكسن سوريدي وأعضاء اللجنة والذي تطرقا خلاله إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، منها الأزمة السورية، وقضايا اللاجئين، ومحاربة الإرهاب.
والثلاثاء الماضي أكدت المفوضية، أن 87 بالمئة من أسر اللاجئين السوريين المقيمين خارج المخيمات في الأراضي الأردنية، غيرت نظامها الغذائي، وقننت في تناول الغذاء المتاح لتجنب انعدام الأمن في الربع الثاني من العام الجاري.
وحسب آخر تحديث صادر عن المفوضية، يستضيف الأردن، (759745) لاجئاً، بينهم (672599) لاجئاً سورياً مسجلاً، على حين تشير الحكومة الأردنية إلى وجود مليون و300 ألف لاجئ سوري في الأردن نصفهم غير مسجلين لدى المفوضية.