ثقافة وفن

«قدنا المياس».. أمسية قدود وموشحات في قصر العظم … صفوان العابد لـ«الوطن»: نقدم رسالة إلى العالم أن سورية لا تزال تصدح بفنها الأصيل

| سارة سلامة- تصوير طارق السعدوني

خيم على قصر العظم ليلة أول أمس أجواء طربية وقدود حلبية وموشحات أندلسية، تفاعلت مع عبق التاريخ وطبيعة المكان، كانت حقاً كفيلة بأن تعيدنا إلى الذوق الرفيع والأصالة والطرب الراقي.

وبرعاية مديرية المسارح والموسيقا أقيمت أمسية موسيقية حلبية بامتياز أحياها الفنان صفوان العابد وفرقته الموسيقية بقيادة الموسيقي محمد زغلول في قصر العظم بعنوان «قدنا المياس».

قدم خلالها مجموعة من الأغاني والقدود الحلبية والموشحات في مكان طاعن في التاريخ والقدم، وعلى مدى ساعة ونصف الساعة غنى العابد الفن الحلبي العريق من خلال مجموعة من الموشحات والوصلات الغنائية والقدود إضافة إلى قصائد جديدة من طرب حلب.

تتغنى بفنها الراقي

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين العابد أن: «الحفل جمع في تاريخ المغنى وتاريخ المكان قطبين مع بعضهما بين التاريخ والفن، لأن القدود والموشحات جزء من تاريخنا، ويعتبر قصر العظم من أهم الصروح الحضارية واخترنا أن نغني الطرب هنا، فالمكان تفاعل مع المادة الغنائية وحدث هذا المزيج الثقافي الرائع».

وأضاف العابد: إن «سورية تتغنى بفنها الراقي وتراثها العريق الذي تربينا عليه وتعلمناه عبر الأجيال ونعمل على نقله للأجيال القادمة، من أجل الحفاظ على التراث الذي يعتبر جزءاً من حضارتنا، هذه رسالة إلى جميع أنحاء العالم، أن سورية بشكل عام وحلب بشكل خاص لا تزال تصدح بفنها الأصيل الذي يعود لتراث أجدادنا وآبائنا ومجتمعنا الذي احتضن هذا الشكل من أشكال الطرب ومن أشكال التراث العربي».

وبيّن العابد: إن «المكان له خصوصية أيضاً في دمشق فالدم حلب والروح دمشق يتلاقيان اليوم وعندما شاهدت الأحجار والشكل الهندسي للمكان حضرت السكينة والعزة بهذه الحضارة».

وتابع العابد أن «جمهور الأغنية الجديدة بعيد جداً عن الناس التي تسمع الطرب الأصيل، ونحن بنادي شباب العروبة أعضاء وإدارة امتلكنا أكبر جوقة كورال، وتبنى رئيس النادي ماهر موقع والمدير الفني غسان مكانسي وكل الإدارة، تقديم الدعم للطلاب الشباب من ذكور وإناث كي يتابعوا مسيرتهم بهذا الفن العربي الأصيل».

ومن جهته أوضح الموسيقي زغلول أن: «العابد هو أحد أهم أعمدة الغناء والطرب والثقافة الفنية الذي عاصر عظماء الغناء مثل القدير صباح فخري، ولا شك أنه يتقن أشكالاً عديدة من القوالب الغنائية والتنويع في المقامات، ويعمل جاهداً على نشر هذا الفن وتطويره لتتعرف عليه كل الأجيال».

عن العابد

والعابد هو مطرب سوري بدأ الغناء الصوفي في سن مبكرة، فلم يكن قد تجاوز بعد سن السادسة. حيث كان يقدم الألوان الدينية في الزوايا يقول: في بلدي حلب.. يعد الغناء الصوفي جزءاً من حياة الناس، ويقدم في كل المناسبات الدينية والاجتماعية. وعندما وقف على المسرح لأول مرة في حياته كان في السابعة من عمره، وذلك من خلال عروض مسرح دار الكتب الوطنية في حلب. ومن أهم محطاته الفنية أنه شارك في فرقة الكورال بالإذاعة الحلبية، وبعد ذلك تطورت المسألة في المراحل العمرية المختلفة إلى أن أصبح يشارك في مهرجان المحبة في اللاذقية، ومهرجان الأغنية في دمشق، حيث حاز جائزتين ذهبيتين «بالأورنية الذهبية»، كذلك شارك في مهرجانات في تونس وتركيا، وفي مهرجان الموسيقا الخامس عشر في مصر. إضافة إلى مشاركته بغناء شارات بعض المسلسلات السورية التاريخية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن