غروسي طالبها بالتعاون وتحدث عن فجوة معلومات بشأن برنامجها … طهران: مستعدون لمواصلة التعاون مع «الذرية» وننصح أوروبا باتباع مسار بنّاء
| وكالات
دعت إيران أمس الإثنين دول الترويكا الأوروبية إلى انتهاج مسار بناء، مؤكدة استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإزالة الصورة المصطنعة وغير الواقعية حول نشاطاتها النووية السلمية، على حين طالب مدير «الذرية» رافائيل غروسي طهران بالتعاون مع الوكالة بشأن التحقيقات حول أنشطتها النووية، زاعماً وجود فجوة معلومات بشأن برنامجها النووي.
وحسبما نقلت عنه وكالة «فارس» وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، خطوة الترويكا الأوروبية بالخاطئة وغير المدروسة وفي زمن خاطئ وناجمة عن خطأ في الحسابات الأوروبية، وأضاف إن إيران بذلت خلال المفاوضات كل جهدها ليكون لها أداء بناء ومبدع ولفتح المسار نحو حصول الاتفاق، لكن الاتفاق مسار ذو اتجاهين وكان الأجدر أن يعمل كل الأطراف باتجاه هذا المسار البناء.
وزعمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك أول من أمس أن مطالب إيران في ردها الأخير ضمن المحادثات الدولية المتعلقة بإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، تثير الشكوك حول نياتها للوصول لاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وبخصوص ما يتم طرحه بشأن النشاطات النووية الإيرانية، أوضح كنعاني أن طهران أثبتت سلمية هذه النشاطات، وأن ما تم التوصل إليه في عام 2015 حين التوقيع على الاتفاق النووي والتقارير التي صدرت بعد ذلك من الوكالة الدولية للطاقة الذرية كلها تدل على سلمية النشاط النووي الإيراني.
وفيما يخص نظام الضمانات التابع للوكالة أكد كنعاني أن إيران ملتزمة بحظر الانتشار النووي بقدر التزامها ودعمها لنزع الأسلحة النووية، وتؤكد على ظهور أداء غير منحاز وخال من التمييز بشأن نظام الضمانات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا: كما أكدنا دوما، نعود ونؤكد ضرورة قيام الوكالة الذرية بأداء مهامها بشكل محترف وبمنأى عن ضغوط الأطراف الثالثة وخاصة الابتعاد عن التهم الواهية التي يكيلها كيان غير ملتزم وغير منتم لنظام الضمانات الشامل.
وأكد أنه من دواعي الأسف أن دول الترويكا الأوروبية التي أصدرت ذلك البيان بخصوص الاتفاق النووي الإيراني تأثرت ورضخت لضغوط كيان غير منتم لأي من أنظمة الضمانات التابعة للوكالة بدلاً من تقديم الشكر لإيران وتقدير دورها البناء في التعاون مع الوكالة الدولية، وللأسف سلكت مساراً غير بناء.
وقال: «نوصي شركاءنا الأوروبيين في مسار مفاوضات فيينا بسلوك مسار بناء والتعويض عن الخطأ السابق وبذل الجهد في مسار بناء ومتكامل لفتح الطريق أمام الاتفاق».
وأكد كنعاني استعداد إيران لاستمرار التعاون البناء مع الوكالة الدولية والتعاون معها من أجل إزالة الصورة المصطنعة وغير الحقيقية المرسومة عن نشاطاتها النووية السلمية، مشدداً على أن التعاون مع الوكالة الدولية يأتي في سياق الحقوق وأيضاً في سياق الواجبات، فكما لإيران واجبات فلها حقوق أيضاً.
ورداً على سؤال عن احتمال تأجيل المفاوضات إلى ما بعد انتخابات الكونغرس الأميركي، قال كنعاني: «لم نتسلم أي طلب من أطراف التفاوض حيال ذلك».
وأكدت إيران أن تقرير «الذرية» الأخير بشأن وجود آثار نووية غير مصرّح عنها «مسيس» و«مدفوع بتوجيهات إسرائيلية، ولاسيما بعد لقاء مدير الوكالة رافاييل غروسي مسؤولين إسرائيليين».
وعلى خطٍّ موازٍ طالب غروسي أمس، إيران بالتعاون مع الوكالة بشأن التحقيقات حول أنشطتها النووية، ونقلت وكالة «فارس» عن غروسي قوله في مؤتمر صحفي: إن الوكالة ما زالت تتوقع من إيران «إتمام عملية التحقق» بشأن أنشطتها النووية، لافتاً إلى أن العملية مستقلة عن الاتفاق النووي أو أي اتفاق آخر يتم التوصل إليه بين إيران والأطراف الأخرى.
وأشار إلى وجود نقص بالمعلومات التي تحتاجها الوكالة بشأن أنشطة إيران النووية، قائلا: «إن فجوة المعلومات ما زالت تتوسع يوماً بعد يوم، والواقع هو وجود صعوبة كبيرة توجب علينا العمل»، مطالباً طهران بـ«الشفافية الكاملة» حتى نتمكن من الوصول إلى المعلومات بشأن عدد من المسائل.
وأعرب عن أمله أن «تتعاون إيران سريعاً»، مؤكداً على جاهزية الوكالة لإنجاح هذا التعاون.
من جانب آخر وفيما يتعلق بالمحادثات مع السعودية، أكد كنعاني أن إيران ليس لديها شروط مسبقة في محادثاتها مع السعودية، داعياً الرياض إلى تبني نهج بنّاء لتحسين العلاقات.
وحسب موقع «الميادين» قال كنعاني: إن إيران سترد بشكل متناسب على أي خطوة بنّاءة من جانب السعودية.
والشهر الفائت أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي أن المحادثات مع السعودية وصلت إلى مرحلة إعادة العلاقات إلى المستوى الجيد.