موسكو أكدت أن نظام كييف سيضطر للاستسلام لشروط روسيا والعملية العسكرية مستمرة حتى تحقق أهدافها … بوتين: قادرون على التعامل مع الضغط الغربي وتكتيك شن حرب خاطفة ضدنا لم ينجح
| وكالات
شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين، على أن روسيا قادرة على التعامل مع الضغوط الغربية، مؤكداً أن تكتيك شن حرب عابرة وسريعة ضد بلاده لم ينجح، في حين اعتبرت موسكو أن نظام كييف سيضطر في المستقبل للاستسلام لكامل الشروط الروسية، وأكدت أنها مستمرة في العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس حتى يتم تحقيق كل الأهداف المحددة لها، لافتة إلى أن القيادة المركزية الأميركية تتدخل في الانتخابات الروسية.
يأتي ذلك في حين أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن ألمانيا لن تقوم بتزويد أوكرانيا بالأسلحة إلا بالتعاون مع حلفائها، فيما حث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي على إنشاء منطقة عازلة حول المحطة النووية بزابوروجيه.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بوتين في تصريح له أمس الإثنين خلال اجتماع حكومي: إن تكتيكات الحرب الاقتصادية الخاطفة، والهجوم الـذي كانوا يعتمدون عليه ضد روسيا لم ينجح وهذا واضح بالفعل للجميع ولهم أيضاً، قائلاً: لقد نفذنـا تدابير وقائية وفعالة على وجه الســرعة وأطلقنا آليات لدعم الصناعات والمؤسسات الأساسية، وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، انخفض التضخم في روسيا إلى 14,1 بالمئة في أوائل شهر أيلول، بعد وصوله إلى الذروة في شهر نيسان، مشيراً إلى أن هناك أسباباً لتوقع تواصل الانخفاض حتى نسبة 12 بالمئة».
وأوضح بوتين أن تنفيذ مجموعة من الإجراءات في روسيا لدعم الاقتصاد الوطني منع حدوث ركود اقتصادي وساهم في استقرار التضخم.
وأشار إلى أن فائض الميزانية الروسية بلغ في الفترة من كانون الثاني الماضي وحتى آب مستوى 137,4 مليار روبل، مؤكداً أن عملية التخلي عن الدولار أمر حتمي ولا مفر من ذلك لروسيا.
بدوره اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن نظام كييف سيضطر في المستقبل للاستسلام لكامل الشروط الروسية.
وحسب وكالة «نوفوستي» كتب مدفيديف في صفحته على «تلغرام» تعليقاً على تصريح للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مفاده بأنه ليس جاهزاً لإجراء حوار مع روسيا: «قال زيلينسكي إنه لن يجري أي حوار مع أولئك الذين يوجهون إنذارات.. الإنذارات الحالية هي تمرين إحماء للأطفال قبل مطالب المستقبل وهو يعرفها وهي الاستسلام التام لشروط روسيا».
من جانبه أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا مستمرة في العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس حتى يتم تحقيق كل الأهداف المحددة لها.
وبشأن إمكانية حدوث مفاوضات بين بوتين وزيلينسكي قال بيسكوف: لا يوجد أسس يمكن الاستناد إليها للتفاوض.
ورداً على تصريحات مفوض الأمم المتحدة حول انتهاك حقوق الإنسان في روسيا أشار بيسكوف إلى أن موسكو غير مستعدة لأخذ تلك التصريحات التي لا أساس لها بعين الاعتبار.
وأضاف بيسكوف: إن مفوض الأمم المتحدة السامي الذي يتهم روسيا بذلك يرفض في الوقت ذاته الاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان في الدول الأخرى والتي تخص انتهاك حقوق مواطنينا ووسائل إعلامنا وغيرها من الانتهاكات وبالتالي لا يمكن أخذ هذا الموقف أحادي الجانب بعين الاعتبار.
إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين خلال اجتماع مع نوابه أمس الإثنين أن الحكومة الروسية ستخصص نحو 100 مليار روبل لتحسين استقرار الاقتصاد الوطني، منها 15 مليار روبل لتوسيع إنتاج طائرات MS-21، و25 مليار روبل أخرى لدعم نظام إدارة الحركة الجوية.
وقال ميشوستين: تواصل الحكومة اتخاذ قرارات لدعم الشركات ومواطنينا في مواجهة القيود الخارجية، حيث أكد الرئيس الروسي ضرورة مساعدة الصناعات في التغلب على الصعوبات. وفي اجتماع لهيئة رئاسة اللجنة الحكومية حول زيادة استقرار الاقتصاد، ناقشنا بالتفصيل المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وسنخصص 100 مليار روبل لهذه الأغراض.
وبعد إطلاق موسكو عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا طالت شركات وقطاعات اقتصادية مختلفة، من جهتها أكدت الحكومة الروسية دعمها للشركات الوطنية المتضررة من العقوبات، وأعلنت عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات للحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد.
من جانب آخر أكد السفير الروسي لدى ألمانيا سيرغي نيتشايف أن برلين تزود نظام كييف بأسلحة فتاكة تستخدم ليس ضد الجيش الروسي فحسب بل ضد السكان المدنيين.
وقال نيتشايف في حديث لصحيفة «إزفيستيا» نشر أمس: إن حقيقة تزويد النظام الأوكراني بأسلحة فتاكة ألمانية الصنع التي تستخدم ليس ضد العسكريين الروس فقط ولكن أيضاً ضد المدنيين في دونباس هي خط أحمر يجب على السلطات الألمانية عدم تجاوزه.
وأشار إلى أن إمدادات الأسلحة من ألمانيا إلى أوكرانيا تمدد النزاع وتزيد عدد الضحايا، معبراً عن ثقته بأن العديد من سكان ألمانيا يفهمون ذلك.
في السياق أفاد المستشار الألماني أولاف شولتس، بأن ألمانيا لن تتخذ أي خطوات أحادية الجانب فيما يخص إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، ولن تعمل في هذا الاتجاه إلا بالتعاون مع حلفائها.
ورداً على سؤال صحفي حول خطط لنقل دبابات «ليوبارد 2» لأوكرانيا قال شولتس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، أمس: سنبقى متمسكين بالموقف الذي كانت الحكومة الألمانية تتخذه منذ البداية، وسيكون ذلك موقفنا في المستقبل وخاصة أننا لن نتخذ أي خطوات أحادية الجانب.
في غضون ذلك حث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في مؤتمر صحفي في إطار جلسة شهر أيلول لمجلس محافظي الوكالة، أمس، موسكو وكييف على الاتفاق بشأن منطقة حماية حول محطة الطاقة النووية في زابوروجيه.
وحسب وكالة «نوفوستي» أشار غروسي إلى ضرورة إنشاء منطقة حماية حول محطة الطاقة النووية في زابوروجيه نتيجة لاتفاق بين الطرفين: روسيا وأوكرانيا.
وقال غروسي، رداً على سؤال صحفي بشأن التنسيق المحتمل لإنشاء مثل هذه المنطقة العازلة: أعتقد أنه يتعين علينا اتباع مسار بسيط، لذلك قدمنا مقترحات نعتبرها واقعية، ونحن بحاجة إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً: إن اتفاقية الحماية للمحطة النووية بزابوروجيه يجب أن تستند إلى «مبادئ بسيطة» تتضمن ألا يقع «هجوم أو إطلاق نار على المحطة»، وأضاف: إن الوكالة على استعداد للمساعدة بهذا الصدد، فيما يخص مراقبة الحالة على الأرض. وحسب غروسي، فإن هناك «إشارات اهتمام» من جانب موسكو وكييف بإبرام مثل هذه الاتفاقية.
والأسبوع الفائت قال بوتين إنه يثق بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبتقريرهم رغم الضغط الذي يتعرضون له من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
يأتي ذلك في حين تسلم الجيش الروسي دفعة من منظومات الدفاع الجوي الجديدة «تور أم 2» وتم نشرها في المنطقة العسكرية الشرقية.
وأفاد ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية وفقاً لموقع «روسيا اليوم» بأن المنظومة تنتمي إلى جيل جديد من وسائل الدفاع الجوي وتتميز بفاعلية فائقة عند التصدي لطائرات الهجوم الجوي وذلك في ظروف التأثير اللاسلكي التقني الكثيف ونيران المدفعية والصواريخ المعادية.
وتخصص منظومات «تور» لحماية وحدات وتشكيلات المشاة من ضربات الصواريخ المجنحة والقنابل الجوية الحائمة وتدمير المسيرات والطائرات والمروحيات بما في ذلك الطائرات الشبح.
ويمكن أن تعمل المنظومة بنظامين «يدوي وآلي» كما بمقدورها مرافقة بضع عشرات من الأهداف في وقت واحد فيما تتميز بقدرتها على تدمير الأهداف الجوية في كل الاتجاهات وباستطاعتها اكتشاف أهداف جوية ومرافقتها رادارياً على مدى 30 كم واستهداف 4 أهداف جوية في وقت واحد على ارتفاع يصل إلى 10 كم.
في سياق منفصل كشف رئيس لجنة حماية سيادة الدولة ومنع التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا بمجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف أمس أن القيادة المركزية الأميركية تتدخل في الانتخابات الروسية من خلال نشر الدعاية المناهضة لموسكو.
ونقلت وكالة «تاس» عن كليموف قوله في كلمة في مركز المعلومات التابع للجنة الانتخابات المركزية الروسية: إن الدعاية المعادية لبلادنا تتواصل في شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك استخدام الحسابات المزيفة وقد وصلت إلى الشبكات الاجتماعية باللغة الروسية عبر دول آسيا الوسطى وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف كليموف: إن من يفعل ذلك عادة وكما هو معروف للجميع وزارة الخارجية الأميركية، لكننا الآن كشفنا أن القيادة المركزية الأميركية متورطة أيضاً في ذلك، مضيفاً: إن القيادة المركزية باتت مظهراً جديداً للحرب التي يشنها الأميركيون علينا.
وأجرت روسيا في الفترة بين 9 و11 أيلول الجاري انتخابات إقليمية في 82 مقاطعة روسية بهدف انتخاب حكام للأقاليم ونواب للمجالس التشريعية الإقليمية والمحلية وغيرها.