حزب الله: التدخلات الأميركية في الانتخابات الرئاسية تعقّد الاستحقاق وتهدد وحدة لبنان
| وكالات
أكد حزب الله، أمس الاثنين، أن التدخلات الأميركية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، تعقّد الاستحقاق الرئاسي، وتهدد الوحدة الوطنية، على حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول في الكيان أن الأخير سيبدأ في استخراج الغاز من حقل كاريش بمجرد اكتمال الاستعدادات، وأي هجوم على منصة حفر الغاز سيؤدي إلى رد إسرائيلي.
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق قوله أمس خلال احتفال في بلدة مارون الراس، إن «المقاومة اليوم لها الدور الحاسم في تحصين الحدود والحقوق، وصون الكرامات والثروات، وهي العامل الأول في تعزيز قوة الموقف اللبناني أمام التحديات والأطماع الإسرائيلية».
وأشار إلى أن المقاومة اليوم في مسار تصاعدي عسكرياً وسياسياً وشعبياً، وأن أعداءها في مسار تنازلي، ومن المهم أن يعرف الجميع، أن هناك من ينتظر الفرصة ليطعن المقاومة بالظهر، من سياسيين وأحزاب ودبلوماسيين، وهذا لم يعد سراً.
وقال قاووق إن: «الخنجر الذي طعن وذبح سكان صبرا وشاتيلا قبل أربعين عاماً، لا يزال يقطر دماً وحقداً، والميليشيات الإرهابية اللبنانية التي ارتكبت المجزرة بالتعاون مع العدو الإسرائيلي، لم تحاكم حتى اليوم، وإنما تعطي دروساً في العدالة، وهم ينتظرون الفرصة المناسبة ليطعنوا المقاومة بالظهر، وهؤلاء لم يغيّروا من طبيعتهم، ولم يخجلوا، ولم يندموا».
وأكد قاووق أن التدخلات الأميركية في الانتخابات الرئاسية، تعقّد الاستحقاق الرئاسي، وتهدد الوحدة الوطنية، لأن أميركا تريد رئيساً للتحدي والمواجهة، بينما الناس تريد رئيساً يشكّل فرصة لإنقاذ البلد، ووقف التدهور، ومعالجة الأزمات، وتخفيف المعاناة الحياتية والمعيشية، فالبلد لم يعد يحتمل افتعال المزيد من الأزمات، والناس في غنى عن مشكل جديد في الاستحقاق الرئاسي.
بدوره أكد المكتب السياسي لحركة أمل أن الحاجة تبقى ضرورية لتشكيل حكومة جديدة رغم ضيق الوقت، وبمعزل عن الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، للقيام بالواجبات الضرورية مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية، ولوقف النزيف الحاصل والحد من الخسائر التي تطول القطاعات العامة والخاصة المستمرة في إضرابها دون بوادر حلحلة للملفات المتعلقة بها.
ونقل موقع «النشرة» عن المكتب قوله إن «ترويج البعض لحالات الشغور والفراغ والجدل الدستوري حول انتخابات رئاسة الجمهورية، بدل البحث عن آليات لفتح الأفق السياسي المسدود وإنجاز الاستحقاق في موعده، يؤشر إلى مخاطر كبيرة تهدد ما تبقى من انتظام المؤسسات وتؤدي إلى الفوضى، في حين أن المطلوب السعي إلى دعمها والقيام بالإصلاحات البنيوية التي تمكن لبنان من النهوض».
وجدّد المكتب التمسك بالموقف اللبناني الموحد في موضوع ترسيم الحدود البحرية، والإصرار على اتفاق الإطار والمفاوضات غير المباشرة في الناقورة برعاية الأمم المتحدة، وعبر الوسيط الأميركي، وعلى أساس حفظ حقوق لبنان كاملة.
ودعا المكتب السياسي لحركة أمل إلى النظر بإيجابية إلى المبادرة الإيرانية المتمثلة بإنشاء معملين للطاقة في بيروت والجنوب بقدرة ألف ميغاوات لكل منهما، ومعامل في المناطق بقدرة 25 ميغاوات لكل معمل، واعتبر أن تلقف هذه المبادرة من قبل الحكومة يشكل أول الخطوات المطلوبة لإخراج لبنان من العتمة، وإلى ترجمة التوجه الحكومي بالاستفادة من هبة الفيول المخصصة للمعامل.
وأكد المكتب الالتزام بآليات العمل الخاصة لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب «اليونيفل»، والتي نص عليها القرار 1701 منذ صدوره، والتي تؤكد بوضوح دورها في مؤازرة الجيش اللبناني في القيام بالدوريات والأنشطة المختلفة، ولا يمكن القبول بتغييرها من باب الحرص على عدم اهتزاز العلاقة القائمة والمتينة بين هذه القوات وأهالي الجنوب الذين يتمسكون بها كما بحقهم المشروع في حماية أرضهم وتحرير ما تبقى منها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر.
من جهة ثانية أشارت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي تعليقاً على أنباء عن إحراز تقدم في المحادثات الجارية بين إسرائيل ولبنان، «إننا نراقب وتبقى سياستنا سارية: سنبدأ في استخراج الغاز من كاريش بمجرد اكتمال الاستعدادات، وأي هجوم على منصة حفر الغاز سيؤدي إلى رد إسرائيلي».
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه على الرغم من التقدم، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وعلى الحكومة اللبنانية اتخاذ قرار.
ولفت المسؤول بحسب الصحيفة، إلى أنه «لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ الإنتاج الفعلي للغاز»، لكنه حذر «حزب الله من أنه سيرتكب حسابات خاطئة كبيرة إذا اتخذ إجراءات ضد نشاط التنقيب عن الغاز الإسرائيلي».