تحدثت عن أسبوع ثقافي إيراني تستضيفه دمشق يتضمن عروضاً سينمائية ومعارض مختلفة … مشوح من طهران: لدينا قواسم مشتركة وعلينا الارتقاء بالعلاقات الثقافية
| وكالات
جددت وزيرة الثقافة لبانة مشوح أمس التأكيد على ضرورة تعزيز الأعمال الثقافية المشتركة بين سورية وإيران، مشددة على وجود قواسم مشتركة بين الجانبين في العلاقات الثقافية يجب البناء عليها وفق أسس الشخصية الوطنية والفكر المقاوم والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات والإرادة السياسية العليا في الدولتين.
وخلال لقائها والوفد المرافق المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني بيمان جبلي، أوضحت مشوح أن الثقافة تعد بناء تراكمياً عبر سنوات من الزمن وعملاً متكاملاً وفق سياسة ورؤية واضحة بعيدة عن العشوائية، معربة عن تقديرها للشعب الإيراني وحكومته الذين هم أبناء حضارة عريقة مماثلة للحضارة السورية العريقة، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وأشارت مشوح إلى أنه وفي نطاق التعاون الثنائي، سيشمل الأسبوع الثقافي الإيراني الذي سيقام في دمشق شريحة واسعة من العروض السينمائية والألبسة التراثية الإيرانية وغيرها من معارض الصور والخط، لافتة إلى ضرورة إيجاد ورشات تدريب لصناعة السينما وتبادل الخبرات في هذا المجال.
من جانبه، أكد جبلي على ضرورة تقوية وتعزيز العلاقات الثقافية الإعلامية والتعاون مع سورية لتعزيز الروابط التاريخية، مشيراً إلى افتتاح قناة «العالم سورية» الجديدة في طهران تأكيداً على عمق العلاقات بين البلدين.
ولفت جبلي إلى أن كلاً من سورية وإيران والمؤسسات المعنية فيهما أخذت على عاتقها نشر الثقافة وتدوين وحفظ كل الأعمال المشتركة بما يبرز عزة وكرامة البلدين.
وخلال اللقاء، اعتبر سفير سورية لدى طهران شفيق ديوب أن زيارة مشوح إلى إيران خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، مشيراً إلى أن العلاقات السياسية السورية- الإيرانية أصبحت مثالاً يحتذى به بين الدول.
وأوضح ديوب، أن تقوية العلاقات الثقافية والإعلامية تسهم بحفظ وترسيخ الإنجازات والتضحيات التي قدمت في محاربة الإرهاب وتعزز ثقافة المقاومة وتحصن العلاقات السياسية بين البلدين، ولاسيما أن البعض يستهدف هذه العلاقات ويحاول زعزعتها.
وفي وقت لاحق، أوضحت مشوح في حديث لقناة «العالم» الإيرانية في طهران أن سورية تعرضت لحرب إرهابية شرسة على مدى أكثر من عشر سنوات وتواجه في الوقت الراهن حرباً اقتصادية وحصاراً ظالماً.
وأشارت مشوح إلى أن الحرب التي شنت على سورية استهدفتها في مختلف القطاعات فكان لا بد لوزارة الثقافة وكل الجهات المعنية أن تضطلع بدورها في حماية متاحفها ومقتنياتها والمواقع الأثرية المسجلة علي لائحة التراث العالمي والتي تعرض بعضها للنهب والتخريب على يد التنظيمات الإرهابية المدعومة من الخارج.
ولفتت إلى البدء بمرحلة جديدة فيما يتعلق بعملية توثيق التراث المادي (التوثيق الدقيق لكل مقتنيات متاحفنا ولكل مواقعنا رقمياً وورقياً)؛ مشيرة إلى أن هذا التوثيق يحمي المواقع ويحمي هذه المقتنيات من السرقة والنهب ويمكننا أمام الجهات الخارجية المعنية المطالبة بحقوقنا واثبات أن القطع التي سرقت من مواقع تراثية سورية تعود لها ومن أحقيتنا.
وأعادت وزيرة الثقافة إلى الأذهان ممارسات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المدعومة من دول إقليمية وغربية في تخريب وتدمير أوابد أثرية بهدف طمس هويتها والإتجار بالقطع الأثرية الثمينة، لافتة بهذا الصدد إلى ما تعرضت له مدينة تدمر الأثرية من عمليات تخريب ممنهجة إضافة إلى مواقع أخرى ولاسيما في حوض الفرات، في مملكة ماري التي فيها الرُقم العظيمة التي سجلت تاريخ البشرية.
وأكدت التزام سورية بالقانون الدولي والاتفاقيات العالمية وضرورة التزام الدول الموقعة عليها بها في محاسبة الأطراف الضالعة في عمليات سرقة الآثار السورية، مشددة في الوقت ذاته على حماية الإنسان وفكره وليس فقط إرثه الثقافي المادي واللامادي وذلك عبر إعادة بناء الفكر التي تتطلب جهوداً جبارة.
وكشفت مشوح عن خطط إستراتيجية يتم إعدادها لبناء الإنسان وبناء فكر الأطفال وشخصية الطفل وشخصية اليافعين والشباب بالتعاون مع كل الجهات المعنية التي تشمل العديد من الوزارات.
وحول التعاون بين سورية وإيران، قالت مشوح: نحن لدينا مشكلات وقواسم مشتركة ونبني عليها.. العلاقات الثقافية جيدة ولكنها لم ترتقِ بعد إلى مستوى العلاقات والإرادة السياسية العليا في البلدين»، لافتة إلى أن هذه العلاقات يجب أن تبنى على أسس محددة، وهي الشخصية الوطنية والفكر المقاوم في كلا البلدين.
وتحدثت عن الرغبة لدى البلدين في البناء على الموروث الثقافي الحضاري، وقالت: «ما نقوم به الآن هو التعاون في عدة مجالات، التعاون الثقافي متشعب الفروع، ونعول على أن يكون هناك إنتاج سينمائي مشترك يتم الاتفاق على تفاصيله بين البلدين، وهناك لجنة مشتركة تقوم على هذا العمل».
وأضافت: «نحن من أرض التاريخ ومن أرض الحضارات، سورية هي مهد للحضارة ومن بين العوامل المشتركة بين البلدين أمثلة الشعوب التي تدل على طريقة تفكيرها ورؤيتها للعالم، كما أن من بين المقومات الأساسية المقومات الفكرية والحضارية، وبالتالي تقع على الجانبين مسؤولية مشتركة في التعاون ثقافياً كما في مجال الاقتصاد والسياسة، وأن نردف بتعاوننا الثقافي كل الجهود السياسية، التي تبذل على أعلى المستويات والتي تمثل إرادة وطنية مشتركة بين البلدين كي ندعم هدفنا المشترك وهو بناء إنسان قوي مقاوم».
وقبل أيام بدأت وزيرة الثقافة زيارة إلى إيران التقت خلالها عدداً من المسؤولين الإيرانيين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولاسيما في مجال التعاون الثقافي.
وأول من أمس بحثت مشوح مع محافظ مدينة شيراز الإيرانية محمد هادي إيمانية العلاقات الثقافية بين سورية وإيران وأهمية تعزيزها بتبادل الخبرات الثقافية.
وناقش الجانبان إمكانية تبادل الأسابيع الثقافية بين شيراز والمحافظات السورية والتعاون في مجال الصناعة السينمائية وترجمة الأدب الإيراني إلى العربية ونقل إنتاج الأدباء السوريين إلى اللغة الفارسية.