هرباً من جحيم مرتزقة النظام التركي والتنظيمات الإرهابية … عشرات يجتمعون في «باب الهوى» لتسيير «قافلة السلام» نحو أوروبا و«النصرة» يحبطها
| وكالات
على خطا «قافلة النور» الهادفة لتأمين خروج جماعي لآلاف السوريين من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، وبالتحديد إلى ألمانيا، هرباً من جحيم العنصرية التي تؤرق حياتهم وتودي بحياة العشرات منهم داخل تركيا، تجمع أمس عشرات المدنيين بساحة معبر باب الهوى تحت اسم «قافلة السلام» للهجرة إلى الدول الأوروبية، ليتم وأدها قبل أن ترى النور، على يد مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، حيث اعتدوا بالضرب على المدنيين والحشد الموجود بالمكان وملاحقتهم في الشوارع المحيطة بغرض تفريقهم.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن العشرات من المدنيين توافدوا منذ ساعات صباح أمس الأولى إلى ساحة معبر «باب الهوى» الحدودي بعد انطلاق دعوات لقافلة بشرية تحت اسم «قافلة السلام» للهجرة إلى الدول الأوروبية عبر الأراضي التركية.
وأوضحت المصادر، أن نحو 290 شخصاً بينهم نساء وأطفال تجمعوا في الساحة العامة للمعبر وانتظروا الإذن بدخولهم الأراضي التركية لمواصلة طريقهم باتجاه الدول الأوروبية، بيد أنهم مُنعوا من العبور وعادوا أدراجهم مرة أخرى لتنتهي رحلة «قافلة السلام» قبل أن تبدأ.
مواقع إلكترونية معارضة، أكدت أن ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «النصرة» الإرهابي واجهة له، أطلقت العنان لمسلحيها للاعتداء على إعلاميين ومئات الشبان ممن تجمعوا قرب المعبر.
وأشارت المواقع إلى أن مسلحي «النصرة» اعتدوا بالضرب بوساطة الهراوات على المدنيين والحشد الموجود بالمكان وقاموا بملاحقتهم في الشوارع المحيطة بغرض تفريقهم، في حين أظهرت تسجيلات وصور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات هروب العديد من الشبان إثر ملاحقتهم في الشوارع المحيطة من قبل مسلحي «النصرة».
ونقلت المواقع عن مصادر خاصة أن تنظيم «النصرة» استقدم تعزيزات تضم عشرات المسلحين لمحيط باب الهوى من أجل منع أي محاولة من قبل الشبان لاجتياز المعبر، في حين أقرت حسابات تتبع ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة للتنظيم بارتكاب مسلحيها أخطاء بالاعتداء على بعض الإعلاميين، وقالت: إن الجهات المعنية تتابع القضية بشكل مباشر والجلوس مع الإعلاميين لحل المشكلة ومحاسبة المخطئين.
وقبل ثلاثة أيام، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً «تويتر»، حملة افتراضية سموها «قافلة النور» لتأمين خروج جماعي لآلاف السوريين من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، وبالتحديد إلى ألمانيا، هرباً من جحيم العنصرية التي تؤرق حياتهم وتودي بحياة العشرات منهم داخل تركيا.
وتوقع أحد منظمي الحملة لـ«الوطن»، أن يصل تعداد الراغبين بالهجرة إلى أوروبا ضمن الحملة، التي يجري الإعداد لها راهنا من دون تحديد مكان وزمان انطلاقة القافلة بعد، إلى أكثر من 60 ألفاً بعد أن وصل عدد المسجلين والمتفاعلين في إحدى المجموعات على منصة «تويتر» إلى 40 ألفاً.
وأشار إلى أنه ممنوع على منظمي الحملة، الذين يظهرون ملثمين في تصريحاتهم المصورة، الكشف عن هوياتهم، إذ يتواصلون بأسماء وهمية مع المنظمات الإنسانية لتأمين مسارات تحركهم والحدود البرية التي سيعبرونها من تركيا.
ورجح أن تكون وجهتهم عبر اليونان بدل بلغاريا إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما ألمانيا، من دون إيضاح سبب اختيار اليونان.
وفي سياق متصل، كشف ناشطون وصفحات إعلامية محلية عن قيام السلطات اليونانية بتحويل مستودع كبير قرب الحدود البرية التركية على نهر إيفروس، إلى سجن سرّي يتم فيه اعتقال وتعذيب وسرقة المهاجرين واللاجئين القادمين من تركيا، باتجاههم إلى أوروبا ولاسيما السوريون.
وأوضحت صفحة «عشتار للهجرة واللجوء» على موقع «فيسبوك»، أن أحد المهاجرين تمكن من إخفاء هاتفه بعد اعتقاله وقام بتصوير السجن بشكل سري، مضيفة: إن السجن كان مستودعاً قبل أن يتم تعديله ويصبح مجموعة من الزَنازين يُحتجز فيها اللاجئون ويجردون من ممتلكاتهم وثيابهم وأموالهم وأوراقهم الثبوتية قبل أن يرموا إلى الضفة المقابلة من النهر.
وبينت «عشتار» أن هذا المعتقل يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة وتنتشر فيه رائحة كريهة نتيجة عدم وجود حمامات صحية داخله قابلة للاستعمال، ما يتسبب بانتشار الأمراض واختناق البعض نتيجة ذلك، مشيرة إلى أن المعتقلين يضطرون إلى تغطية أنوفهم بقطع من القماش نتيجة هذه الرائحة الكريهة.