عربي ودولي

أكدت أن واشنطن مخطئة إذا ظنت أن ما يحدث في أوكرانيا لن يؤثر عليها … موسكو: إذا استمر الغرب بإمداد ​كييف​ بالأسلحة الخطرة ستنتقل العملية إلى مستوى آخر

| وكالات

أعلنت موسكو أمس الثلاثاء أن الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضد روسيا منذ سنوات اكتسبت في الآونة الأخيرة طابعاً غير مسبوق، مؤكدة أن وجود عالم أحادي القطب أصبح مستحيلاً، وحذرت واشنطن من مواصلتها دعم النظام الأوكراني عسكرياً وأنها مخطئة إذا ظنت أن ما يحدث بأوكرانيا لن يؤثر عليها.
وأكد نائب رئيس ​مجلس الأمن الروسي​، ​دميتري مدفيديف، أنه إذا استمر الغرب في إمداد ​كييف​ بالأسلحة الخطرة، فإن العملية العسكرية في ​أوكرانيا​ ستنتقل إلى مستوى أخر عاجلاً أم آجلاً.
بدوره، وحسب موقع «روسيا اليوم»، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اجتماع لمجلس الأعمال التابع لوزارة الخارجية الروسية أن الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضد روسيا منذ سنوات اكتسبت في الآونة الأخيرة طابعاً غير مسبوق.
وأضاف لافروف إن الغرب أطلق حربه الهجينة الحقيقية ضد روسيا منذ سنوات عديدة، إلا أن تلك الحرب، بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، اكتسبت طابعاً غير مسبوق، مشيراً إلى استهداف الغرب للاقتصاد الروسي الذي يريد تدميره، ودفع البلاد نحو هوامش السياسة العالمية، وبمساعدة العقوبات يهدف إلى «تقويض الاستقرار» في روسيا.
لكن لافروف أكد على أن أولوية الخارجية الروسية تظل تعزيز بناء علاقات مستدامة مع «جميع الشركاء الأجانب المهتمين» على أساس من التعاون القائم على الاحترام المتبادل.
من جانبه صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن وجود عالم أحادي القطب أصبح أمراً مستحيلاً، في حين تتداخل وتتصدع أسس هذا النظام على نحو خطير.
وأضاف بيسكوف، رداً على أسئلة الصحفيين، أمس: إننا نتفق ونتناغم مع الرفاق الصينيين من حيث استحالة استمرار وجود العالم أحادي القطب، واستحالة وضع يدعي فيه ما يسمى بـ«المليار الذهبي» أنهم المشرعون للقواعد في الاقتصاد والسياسة، مشدداً على أن مثل هذا الوضع لم يعد ممكناً.
وخلص بيسكوف إلى أن أسس مثل هذا النظام قد انهارت بشكل خطير وتعثرت، وهناك واقع جديد في سبيله إلى الظهور.
بدوره حذّر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين واشنطن من مواصلتها دعم النظام الأوكراني عسكرياً، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن فولودين قوله على موقع تليغرام: يقول البيت الأبيض إنه يدين الضربات الجوية الروسية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وفي المقابل لم تتدخل واشنطن لوقف قصف المدنيين في دونباس حيث يعيش الناس تحت وطأة الخوف من دون ماء وكهرباء لأكثر من 8 سنوات كذلك لم توقف الهجمات على محطة الطاقة النووية في زابوروجيه المنفذة من قبل القوات الأوكرانية والتي تهدد بكارثة نووية.
وأضاف فولودين: إذا اعتقدت واشنطن بمواصلتها الحرب حتى آخر أوكراني أن الحرب لن تمسها فهي مخطئة للغاية، مؤكداً أن روسيا سوف تحقق جميع أهداف عمليتها العسكرية الخاصة على أي حال وسيتم اجتثاث النازية من كييف ولن تنفع المساعدات العسكرية الغربية مهما كان حجمها.
في غضون ذلك طلب مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وتركيا أن يصبحوا ضامنين لأمن أوكرانيا.
وحسب وكالة «نوفوستي» نشر مكتب زيلينسكي، أمس الثلاثاء، مسودة بشأن الضمانات الأمنية تحمل عنوان «معاهدة كييف الأمنية» على الموقع الإلكتروني لمكتب الرئيس الأوكراني: يجب أن تكون الضمانات الأمنية مؤكدة ومحددة بوضوح، وستحدد سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها مجموعة الدول الضامنة أمام أوكرانيا، ويجب أن تكون الوثيقة ملزمة على أساس الاتفاقيات الثنائية، ومجمعة في وثيقة شراكة إستراتيجية باسم معاهدة كييف الأمنية.
وتنص الوثيقة على أن الاتفاقية يمكن أن توحد «المجموعة الرئيسة من الدول الحليفة وأوكرانيا»، حيث ورد بها أنها يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا، بالإضافة إلى دول شمال أوروبا ودول البلطيق، وأوروبا الوسطى والشرقية.
من جانب آخر قال أليكسي أريستوفيتش مستشار مكتب زيلينسكي، إنه سيتم تحميل المسؤولية الجنائية للذين استلموا طوعاً جواز سفر روسي و«يدعمون بنشاط» روسيا، قائلاً: في هذه الحالة أفضل عقوبة هي السجن بتهمة خيانة الدولة.
وأوضح أريستوفيش أن العقوبة لن تشمل أولئك الذين أجبروا على أخذ جواز سفر روسي واضطروا للحصول عليه لقاء المعاش التقاعدي أو لأسباب قاهرة أخرى، مشيراً إلى أنه يجب إثبات واقعة حدوث هذه الجريمة، بالتحقيق وعن طريق المحكمة.
وقال: لقد تغيرت أوكرانيا. لن تكون هناك مشاعر تعاطف تجاه المتعاونين والمحتلين. والذين جاؤوا إلى أوكرانيا لتعليم الأطفال الأوكرانيين حب روسيا سيذهبون إلى السجن.
وصرح نائب وزير إعادة دمج «الأراضي المحتلة» في أوكرانيا أناتولي ستيلماخ، في الـ25 من تموز، بأن الأوكرانيين الذين حصلوا على الجنسية الروسية قد يواجهون عقوبة السجن 15 عاماً.
إلى ذلك ناقشت الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها جدوى تزويد أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي وطائرات مقاتلة على المدى المتوسط والطويل.
جاء ذلك نقلاً عن صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، حسب مصدر عسكري أميركي رفيع، حيث يشير المصدر إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يناقشون احتياجات أوكرانيا على المدى الطويل، والتي تتضمن منظومات الدفاع الجوي، فضلاً عن جدوى تزويد كييف بطائرات مقاتلة «على المدى المتوسط والطويل»، ومع ذلك، فقد تخلوا عن هذه الفكرة في الوقت الحالي.
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 2.8 مليار دولار لأوكرانيا والدول المجاورة، من بينها 675 مليون دولار تخصص لأسلحة إضافية لأوكرانيا و2.2 مليار دولار للاستثمارات طويلة الأجل، لتعزيز أمن أوكرانيا و18 دولة مجاورة.
وستشمل الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ذخيرة لراجمات الصواريخ «هيمارس»، ومدافع هاوتزر عيار 105 ملم، وذخيرة مدفعية وصواريخ مضادة للرادارات عالية السرعة من طراز «هارم».
وسبق أن أرسلت روسيا مذكرة إلى دول «الناتو» بسبب إمدادها أوكرانيا بالأسلحة، ووصفتها بأنها تلعب بالنار بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وأشارت إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا، لافتة إلى أن ضخ الأسلحة لأوكرانيا من قبل الغرب لا يساهم في نجاح المفاوضات الروسية الأوكرانية، وسيكون له تأثير سلبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن