سورية

مخلوف: إزالة العوائق أمام العائدين.. الرحمون: الدولة قدمت جميع التسهيلات.. سيف الدين: برامجنا لتعزيز استقرار المواطنين … المقداد لـغراندي: بذل المزيد من الجهد لدعم مشاريع التعافي المبكر بما فيها الكهرباء والمياه

| سيلفا رزوق- محمد منار حميجو

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس، خلال لقائه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، على الأهمية التي توليها سورية للتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتسهيل عملها بالتنسيق مع الجهات الوطنية، وفق الاحتياجات الحقيقية للسوريين من دون أي تسييس، مطالباً إياها بذل المزيد من الجهد لدعم مشاريع التعافي المبكر بما في ذلك مشاريع الكهرباء والمياه.

كما بحث وزراء الإدارة المحلية والداخلية والشؤون الاجتماعية، مع المسؤول الأممي، برامج التعاون المشترك وذلك خلال لقاءات ثنائية للوزراء مع غراندي.

وخلال لقائه غراندي والوفد المرافق، عرض المقداد الإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لتسهيل عودة اللاجئين، مشيراً إلى زيادة أعداد العائدين رغم الصعوبات والمعوقات التي تفرضها الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة من الدول الغربية على الشعب السوري.

وبحث المقداد وغراندي البرامج التي تنفذها المفوضية في سورية وسبل التعاون والتنسيق بينها وبين الحكومة السورية لتطوير وتعزيز هذه البرامج وخصوصاً في مجال الإنعاش المبكر والكهرباء والمياه وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2642.

وأكد المقداد «على الأهمية التي توليها سورية للتعاون مع المفوضية ولتسهيل عملها بالتنسيق مع الجهات الوطنية ووفق الاحتياجات الحقيقية للسوريين من دون أي تسييس».

ولفت المقداد إلى الارتياح الكبير الذي تركه المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2022 لدى السوريين والقاضي بمنح العفو عن المتورطين بأعمال إرهابية لم تفضِ إلى موت إنسان، حيث استفاد ومازال يستفيد منه الكثير من السوريين داخل وخارج القطر.

وطالب المقداد المفوضية بذل المزيد من الجهد لدعم مشاريع التعافي المبكر بما في ذلك مشاريع الكهرباء والمياه وإعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية والبنى التحتية التي دمرها الإرهابيون بما يؤدي إلى تحسين الأوضاع في جميع أنحاء سورية.

غراندي بدوره عرض لنشاطات المفوضية وبرامجها المنفذة في سورية، مشيراً إلى الانطباعات الإيجابية التي خرج بها من زياراته التي قام بها إلى بعض المناطق في سورية، حيث شاهد النتائج الإيجابية التي يحققها التعاون بين المفوضية والحكومة السورية.

وتوجه غراندي بالشكر إلى الجانب السوري على كل التسهيلات التي تقدمها الحكومة لعمل المفوضية وخصوصاً لجهة التنسيق في مجال دعم اللاجئين العائدين سواء في المعابر الحدودية أم في أماكن عودتهم.

وفي السياق، بحث وزير الإدارة المحلية والبيئة – رئيس اللجنة العليا للإغاثة حسين مخلوف مع غراندي والوفد المرافق له تعزيز التعاون في مجالات التعافي المبكر والعمل الإنساني والخدمات المقدمة للمهجرين.

وأكد مخلوف أن عمل الحكومة السورية يركز على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين واستقرارهم وتقديم التسهيلات لعودتهم من الخارج، مشدداً على ضرورة إزالة العوائق أمام العائدين والراغبين بالعودة إلى وطنهم وأهمها الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية والتي تعيق عودة اللاجئين واستعادة سبل العيش.

وخلال اللقاء تم التأكيد على ضرورة استمرار المفوضية بدعم تأهيل المنازل المتضررة جزئياً للعائدين إلى منازلهم وتأهيل البنى التحتية المتضررة في المناطق التي يتم فيها تأهيل المنازل بهدف تشجيع عودة السكان إلى أماكن استقرارهم الاجتماعي من خلال العودة الطوعية المستدامة.

كما تم بحث إمكانية تأهيل وحدات سكنية انتقالية للعائدين بالإضافة لدعم المشاريع الصغيرة المدرة للدخل.

من جانبه أعرب غراندي عن شكره لجهود الحكومة السورية والتسهيلات المقدمة والخطوات التي اتخذتها والتي كان لها أثر إيجابي يسهم بعودة اللاجئين، معتبراً أن هذه الخطوات وخصوصاً المرسوم رقم 7 الخاص بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية، تعطي المزيد من المصداقية للحكومة السورية ما يساعدنا على حشد مزيد من الموارد في الخارج.

ولفت إلى أن هناك الكثير من الأمور التي تمت مناقشتها في الزيارة الماضية من العام الماضي تم التقدم فيها على نحو إيجابي، ومنها مثلاً أنه أصبح هناك تسريع لآلية الحصول على الموافقات الخاصة بالمشاريع.

وأشار إلى أنه زار أول من أمس العديد من المشاريع في حلب لمساعدة الناس الذين هم أكثر ضعفاً وهذا يشمل الذين مازالوا في مرحلة النزوح أو الذين عادوا من أجزاء أخرى من سورية والقليل ممن عادوا من الخارج، إضافة إلى الناس الذين لم ينزحوا وبقوا في مناطقهم الأصلية ومع ذلك فهم بحاجة إلى المساعدة.

وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون وخلال لقائه المفوض السامي للأمم المتحدة، أكد أن الدولة السورية مستمرة في تطوير وتعزيز التعاون المستمر مع المفوضية بما ينسجم مع التزاماتها الدولية وقوانينها وسيادتها الوطنية وقدمت كل التسهيلات لجميع المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة.

وأعاد الرحمون التأكيد على أن الدولة السورية قدمت جميع التسهيلات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين إلى وطنهم، حيث سمحت بدخولهم بموجب جوازات سفر سورية حتى وإن كانت منتهية أو أي وثيقة تثبت أنهم من مواطني الجمهورية العربية السورية، وقامت باستصدار الوثائق الشخصية من المراكز الحدودية لفاقدي الوثائق وتسهيل دخول الأطفال المولودين خارج القطر على أن يراجع ذووهم الشؤون المدنية لتسجيلهم.

من جانبه شكر غراندي الدولة السورية على التعاون المشترك مع المفوضية والجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في سبيل تقديم التسهيلات اللازمة لعودة اللاجئين إلى بلدهم.

كما بحث وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين مع غراندي مجالات التعاون المشترك بين الجانبين.

وأكد سيف الدين أن الجهود والبرامج التي تنفذها الوزارة هدفها تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين وتسريع التعافي في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب، مشيراً إلى أهمية المسؤولية التي تتعلق بالمنظمات الدولية في المساهمة بتمويل البرامج المخصصة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة واستعادة الخدمات الأساسية فيها وتنفيذ مشاريع استهدافية تخدم توفير فرص العمل بما ينسجم مع الأولويات الوطنية وخطط عمل الحكومة وجهودها في هذا المجال.

وأكد غراندي أهمية التنسيق الدائم بما يخدم تنفيذ المشاريع المشتركة وانعكاسها إيجاباً على مختلف نواحي الحياة.

وفي وقت سابق أمس، بحث رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي مع غراندي سبل تعزيز الشراكة الإنسانية وتوسيعها لتخفيف معاناة الأشد ضعفاً، خاصة في ظل الأزمات والصعوبات الاقتصادية، ومساعدتهم بمن فيهم الأشخاص الذين اختاروا العودة إلى مناطقهم بعد أعوامٍ من النزوح داخل سورية وخارجها.

وأكد الجانبان أهمية دعم التعافي المبكر، بما يضمن للأسر فرصة الحياة بكرامة، وبناء مستقبل أطفالهم، فضلاً عن تقوية الخدمات الأساسية وسبل الوصول إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن