رياضة

في المرحلة الثانية من الدوري الكروي الممتاز.. خمس مباريات … ديربي ساخن في اللاذقية وقمة مبكرة في الحمدانية … الوحدة خارج الديار وجبلة يسعى للاستمرار

| ناصر النجار

تستأنف مباريات الدوري الكروي الممتاز في مرحلته الثانية فتقام خمس مباريات يوم الجمعة في ثاني حضور من مرحلة الذهاب.

الدوري سيتوقف بعدها اضطرارياً حتى نهاية الشهر بسبب أيام الفيفا وهو عرف عالمي كروي تتوقف فيه المسابقات المحلية لتمنح الفرصة للمنتخبات لتأدية مبارياتها الرسمية أو الودية في هذه الفترة، وسيشارك منتخبنا الوطني الأول في هذا التوقف بدورة الأردن الدولية وسيلعب فيها مباراتين مع الأردن والعراق أو عمان وسيغادر إلى عمان يوم الأحد القادم.

الجزيرة خارج حسابات الدوري الكروي الممتاز بعد أن تم استبعاده من الدوري، وبالتالي فإن مباراته مع الجيش تعتبر في حكم الملغاة كسائر المباريات الموضوعة أصلاً على جدول الدوري، ولأنه لم يشارك بأي مباراة فلا وجه قانونياً لاعتبار الفريق الآخر المفترض أن يواجه الجزيرة فائزاً قانوناً، لأن هذه المباريات بحكم الملغاة، وفريق الجزيرة لن يكون موجوداً على جدول المباريات أو جدول الترتيب، إلا إذا طرأ أمر خارج منظومة الاتحاد الرياضي العام، ووقتها لكل حادث حديث.

المباريات الخمس المقرر إقامتها سيظهر فيها وجوه جديدة تشارك للمرة الأولى هذا الموسم وهي تشرين والفتوة والوحدة التي لم تلعب في المرحلة الأولى، وبالتالي ستتم رؤيتها والحكم على أدائها، أما بقية الفرق فهي نوعان: نوع حقق الفوز وكسب الخطوة الأولى، ونوع آخر تعثر بالخسارة ويبحث عن التعويض، ولم يكن للتعادل أي وجود في المرحلة الأولى.

من جهة التصنيف فإن أقوى المباريات سيكون مسرحها ملعب الحمدانية عندما يستضيف أهلي حلب ضيفه الفتوة الطامح للمنافسة هذا الموسم.

أهلي حلب قدم نفسه بشكل جيد بلقاء الكرامة وكان الأوزن والأكثر سيطرة على المباراة، لكن النقطة السلبية التي ظهرت بالفريق تمثلت بعدم استغلال الفرص، فتأخر الفوز حتى الدقيقة الأخيرة، المواجهة مع الفتوة لا يمكن مقارنتها بالمواجهة السابقة، لأن الفتوة متخم باللاعبين والنجوم ومدربه أمامه هوامش كبيرة ليلعب عليها، أيضاً مشكلة الفتوة باتت بالعقم الهجومي وهو ما دلّت عليه المباريات التي لعبها الفريق في كأس الجمهورية أو في الوديات، لذلك يمكننا القول إن المشكلة الأولى التي قد تعكر صفو المباراة تتلخص باستثمار الفرص المتاحة، الفتوة حسب تصريحات المسؤولين عنه أنه قادم للمنافسة والفوز، وأهلي حلب يدخل المباراة بالهدف ذاته، فإلى مَن ستميل المباراة؟

المباراة فيها كل الاحتمالات لكن أهل الشهباء لن يقبلوا بغير الفوز فيها.

مباراة الديربي الثانية في اللاذقية ستجمع تشرين مع حطين في الثامنة مساء على ملعب الباسل، وستكون المباراة الأولى للبحارة بغياب رئيس النادي طارق زيني المنتقل إلى رحمة الله.

في عموم القول فإن تشرين سيكون الطرف الأفضل في المباراة لتميزه عن حطين الذي على ما يبدو ما زال يعيش زمن الفوضى والاضطراب وخسارته القاسية أمام جبلة صفر/3 دلت على أن أوضاع الحوت ليست بخير.

النظريات الكروية تقول: إن مباريات الديربي تزول فيها كل الفوارق الفنية وغيرها بين فرقها، وهذا الكلام أثبت عدم صحته عملياً وخصوصاً أن كرة القدم تخدم من يحترمها، وإن حدث غير ذلك فهو نوع من أنواع المفاجآت الكروية.

من المفترض أن ينتفض ليدافع عن اسمه وليمحي الصورة الهزيلة التي ظهر فيها بالمباراة السابقة، ومن المتوقع أن يلعب تشرين لروح رئيس النادي فيحقق فوزاً سيكون نقطة انطلاق للدفاع عن ألقابه الثلاثة التي نالها في المواسم السابقة توالياً، منطق كرة القدم يتوافق مع أحلام البحارة، فهل يكون للحوت رأي آخر.

المباراة مع الطليعة ينتظرها عشاق النوارس على أحر من الجمر وينتظرون فريقهم على أمل الفوز ليسابق المتحمسين على الصدارة، فوز جبلة الافتتاحي على حطين منح الفريق الثقة والعزيمة لتحقيق فوز آخر هو مطلب الجميع، وما قدمه جبلة من أداء سلس أمام الحوت يؤهله ليكون الشريك الأقوى على أرضه وأمام جمهوره، الطليعة محرج غاية الحرج أمام جمهوره، ومهمته صعبة لتعويض إخفاق المباراة الأولى، ومع ذلك عليه أن يتسلح بمقولة كرة القدم (لا مستحيل) فقد يحقق في جبلة ما عجز عن تحقيقه في حماة، ولا غرابة في ذلك إن أحسن الفريق قراءة مستضيفهم بشكل صحيح.

بشكل عام المباراة لجبلة شكلاً ومضموناً وغير ذلك يعتبر من أبواب المفاجآت.

من الطبيعي أن تكون مباراة الوثبة مع الوحدة جميلة وساخنة، قد علمنا ما في جعبة الوثبة وعطشه للفوز، لكننا لا ندري ما الصورة التي سيبدو فيها الوحدة وهو الظهور الأول له هذا الموسم.

الوحدة بكل الأحوال لن يكون الفريق السهل وهو يضم مجموعة من المخضرمين والشباب وقد يشكل بين خبرة المخضرمين وحماسة الشباب قوة ضاربة تضع الوثبة في خانة الحرج.

الوثبة حقق المراد خارج أرضه ويطمح للمزيد أمام جمهوره ليبقى في نادي الكبار ويسابقهم على الصدارة.

استناداً إلى الكثير من المعطيات والعوامل فإن الفوز سيكون أقرب للوثبة، وقد يعتبر الوحدة التعادل إن حققه بمنزلة الفوز.

على ملعب الجلاء بدمشق يستقبل الوافد الجديد المجد ضيفه الكرامة وكلاهما يراها مباراة التعويض بعد الخسارة التي تعرض لها الفريقان في الأسبوع الأول.

المجد قدّم مباراة جيدة أمام الجيش ولم تسعفه الخبرة ليحقق الوجود بالظهور الأول ولو بالتعادل، والكرامة حاول أمام ضيفه أهلي حلب دون جدوى.

الفريقان مكشوفان تماماً وقد لعبا وجهاً لوجه بدورة الصحفيين، فتعادلا في الدور الأول سلباً وفاز المجد في النهائي 1/صفر، لذلك يمكننا القول: إن المجد كان عقدة الكرامة الذي فشل بالتسجيل بمرماه في هاتين المباراتين.

فرصة المجد كبيرة للفوز وعليه أن يستثمرها لمصلحته، وإن كان المراقبون يعتقدون أن التعادل سيكون سيد الأحكام، فمن ستكون له الغلبة؟

من الأرشيف

الوثبة حقق الفوز على الوحدة في الموسم الماضي مرتين، ففاز ذهاباً بهدفين الأول لمدافع الوحدة ضياء الحق والثاني لعبد الرزاق البستاني، وفاز في الإياب بهدفي مؤنس أبو عمشة وعبد الرزاق البستاني مقابل هدف محمد حرب، وشهدت المباراة طرد اللاعب محمد شريفة ولاعب الوثبة إبراهيم العبد الله.

التعادل السلبي سيطر على مباراة جبلة مع الطليعة في الذهاب، وتعادل الفريقان أيضاً في الإياب إنما 1/1 وأضاع عبد الإله الحفيان ركلة جزاء، وسجل نفسه الهدف لجبلة متابعاً ركلة الجزاء من حارس الطليعة، وكان محمد نور خميس افتتح التسجيل للطليعة.

مع الإشارة إلى أن مباراة الذهاب شهدت طرد لاعبي جبلة أحمد بيريش وحمزة الكردي في الوقت بدل الضائع من المباراة.

تشرين فاز مرتين الموسم الماضي على حطين، ذهاباً بهدفين سجلهما محمد كامل كواية وباسل مصطفى، وإياباً 3/صفر قانوناً بعد توقف المباراة في الدقيقة 89 لإصابة الحكم المساعد بحجر، وكانت النتيجة لحظة توقفها تشير إلى تقدم تشرين بهدفين نظيفين سجلهما أيضاً مع كامل كواية وباسل مصطفى.

الفتوة وأهلي حلب تعادلا في الذهاب بهدف محمد زينو من ركلة جزاء للفتوة وهدف محمد ريحانية للأهلي، وفي الإياب في حلب فاز الفتوة بهدفين نظيفين لأحمد الحسين وعدي جفال.

في موسم 2018- 2019 فاز الكرامة على المجد بلقاء الذهاب 3/1، سجل للكرامة علي خليل هدفين وأحمد العمير من ركلة جزاء، وسجل للمجد أحمد قضماني، وتعادلا في الإياب بلا أهداف.

من أولى المحطات

الدوري بدأ كما يقول منطق كرة القدم ففاز من استحق الفوز وعدلت النتائج فوهبت النقاط لمن يستحقها، فلم تخرج المباريات عن المألوف ولم تطل المفاجآت برأسها على مباريات المرحلة الأولى وغاب التعادل عن المباريات، ومن الفرق الثمانية التي لعبت فشل فريقا الكرامة وحطين بالتسجيل، بينما سجلت بقية الفرق أهداف هذه المرحلة البالغة عشرة أهداف أكثرها لجبلة (ثلاثة أهداف) وللوثبة والجيش (هدفان) وهدف واحد لكل من المجد وأهلي حلب والطليعة.

أول الأهداف سجلها لاعب الطليعة محمد نور خميس، وأول هدف لمحترف أجنبي كان للنجيري أوكيكي لاعب أهلي حلب، وكان هدفاً قاتلاً جاء في الدقيقة 90 من المباراة بمرمى الكرامة وأول هدف عكسي سجله مدافع المجد شمس الدخيل بمرماه بلقاء الجيش.

عبد القادر عدي لاعب جبلة هو أول لاعب يسجل ثنائية، وبات على قمة الهدافين في مباريات المرحلة الأولى.

من خلال متابعة أغلب المباريات فإن العقم الهجومي هو الداء الأخطر الذي تعاني منه فرقنا وهذا نتيجة دراسة الفرص المتاحة، ففريق أهلي حلب (مثلاً) أتيحت له أكثر من سبع فرص محققة لكنه فشل في طرق المرمى حتى جاء الفرج في الدقيقة الأخيرة، ومثله فريق الجيش بلقاء المجد، أيضاً أتيحت لجميع الفرق فرص محققة للتسجيل، إنما كانت الرعونة هي السبب في إضاعة الفرص كلها.

قد لا نملك الكثير من الهدافين بالفطرة، لكننا نملك الانفتاح في عالم كرة القدم وهذا ينطلق من أسلوب اللعب الذي صار موحداً عند جميع الفرق من حيث بناء الهجمات التي ما زالت تحتفظ بالأسلوب الكلاسيكي المتبع منذ سنوات دون أي تغيير، وهذا بعهدة المدربين للاستفادة من كل المساحات المتاحة بمنطقة جزاء الفريق المنافس.

منذ سنوات غابت التسديدات البعيدة عن الدوري وقلما نجد هدفاً في المباريات يأتي من تسديدة بعيدة، فهل نعاتب اللاعبين أم المدربين؟

على صعيد الركلات الثابتة ما زال التنفيذ عشوائياً وللأسف لا نجد أي بصمة لأي مدرب في تنفيذ هذه الركلات إلا إذا كان اللاعبون يتناسون ما تعلموه في التمارين، وهذه وحدها كارثة في كرة القدم وتسهم بضعف النتائج وتزيد من حالة العقم الهجومي.

بوادر استهلاك الوقت بادعاء الإصابة بدأت ملامحها تظهر وهذا أمر معيب وخصوصاً إذا صدر عن الفرق الكبيرة الطامحة إلى المنافسة على اللقب.

من الحدث

غابت ركلات الجزاء عن المباريات كما غابت البطاقات الحمراء، والمخالفات أيضاً والاعتراض على الحكام والشتم والشغب كلها غابت عن المرحلة الأولى ونأمل أن يستمر هذا الجو الودي والانضباط في كل مباريات هذه المرحلة.

الحالة الوحيدة التي يمكن أن تسجل جرت في مباراة جبلة وحطين وتتعلق باستعمال الألعاب النارية والقنابل الدخانية على المدرجات وهذه عرضت فريق جبلة استناداً إلى لائحة الأخلاق والانضباط إلى غرامة مليون ليرة سورية.

الحضور الجماهيري كان متوسطاً في المباريات وبلغ بحدود عشرة آلاف متفرج في كل من ملاعب حمص وحماة واللاذقية ولم يتجاوز الألفي متفرج في ملعب الجلاء بلقاء الجيش مع المجد.

تصدر عبد القادر عدي لاعب جبلة هدافي الدوري في المرحلة الأولى برصيد هدفين، وسجل هدفاً واحداً كل من: محمود البحر (جبلة) النيجري أوكيكي (أهلي حلب) نضال محمد (المجد) محمد صهيوني (الجيش) محمد نور خميس (الطليعة) وائل الرفاعي- محمد قلفاط (الوثبة) وشمس الدخيل مدافع المجد بالخطأ في مرماه لمصلحة الجيش.

سجلت المرحلة الأولى 14 (إنذاراً) بواقع: أيمن عكيل وهادي منون (حطين)، أحمد الصالح- رضوان قلعجي (الجيش) شمس الدخيل (الوثبة) ويوسف الحموي وكامل كواية وفواز بوادقجي (أهلي حلب) وتامر حاج محمد وهيثم اللوز (الكرامة) وصلاح خميس وخالد دينار (الطليعة) وإبراهيم العبد الله وعلي حلوي (الوثبة).

نشير أخيراً إلى أن المباريات الأربع انتهت بفوز فريق على آخر، دون أن يكون للتعادل مكان والنتائج 2/1 كانت للجيش على المجد، والوثبة على الطليعة، و1/صفر لأهلي حلب على الكرامة و3/صفر لجبلة على حطين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن