رياضة

الجزيرة حقوقه المشروعة كلها مرفوضة وخيبة الأمل على يد من قتل لديه الأمل؟

| الحسكة - دحام السلطان

لم يحصل الجزيرة على الاستجابة والقبول لأي مقترح من مقترحات الحلول، التي طالب بها المعنيون من الذين يهمهم الأمر، ولم تكن عملية البحث عن حقوقه المشروعة سوى أضغاث أحلام وصيحة في واد على الرغم من أنها كانت صرخات مزلزلة ومدوية وأسمعت آذان كل من بها صمم! ولم يبق أمام الجزيرة من خلال إدارته المغلوب على أمرها سوى الإذعان والقبول بلعب الفريق «بخبز بطنه» من دون قيد أو شرط، وإلا سيكون قرار العزل والترحيل الذي بدأت تفوح وترشح رائحته باتجاه مجلس الإدارة من «فوق»، إن لم يقبل مجلس تلك الإدارة بما قرره الجالسون مسبقاً على سدة القرار «فوق».

المصائب تأتي تباعاً

قرار هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى الذي صدر عن لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم وبعجالة متناهية كان بمثابة أولى المصائب التي جاءت تباعاً، والذي كان قد صدر في اليوم التالي من موعد مباراة الجزيرة المرتقبة مع الوحدة، نتيجة لتغيّب الفريق عن اللقاء المنتظر في اليوم الثالث من موعد بدء الدوري الذي صادف يوم الأحد الماضي، وشطب نتيجة المباراة التي انتهت قانوناً لمصلحة الفريق الدمشقي بنتيجة 3/صفر، وهذا الغياب لم يكن مفاجأة ولا من باب المصادفة ولا الاستغراب، لأن الجزيرة لم يخف ولم يتحفّظ على قراره النهائي بشأن مصير فريقه في المشاركة بالدوري، بل أعلنه علناً واتخذه مسبقاً وقبل أن يبدأ الدوري بعدة أسابيع، إن لم تتم الاستجابة من القائمين على الرياضة المركزية على مطالبه المشروعة التي سطرها بمذكرة رسمية وكرر في طلبها غير مرة، إلا أنها لم تلق آذاناً مصغية وبقيت المصيبة مصيبة وعلى حالها، لأن الأمور يبدو أنها كانت محسومة مسبقاً وسلفاً، ولم يقبل الراعي أن يعبّر «لا العنز ولا الذئب ولا حتى الحشيش»، وبقي الحبل على الغارب على حساب مرور الوقت ولتدوم المصائب ويستمر عدادها تباعاً التي حلت برأس النادي وإدارته.

القرار ليس مفاجأة

القرار الذي استبعد الجزيرة من الدوري الممتاز خلق ضجة إعلامية غير مسبوقة، وأخذت صدى واسع النطاق، وكان وقعها ذا أثر بعيد الأهداف والمرمى، على الرغم من قناعة من صدّر هذا القرار، كان يأمل أن إدارة النادي ستستأنف القرار ببساطة، على الرغم من علمه في قرارة نفسه، أنها لن تعترض على قرار اتحاد الكرة بهبوط فريقها الكروي للدرجة الأولى أو حتى استئنافها للقرار نفسه، لأن عملية الاستئناف هي اصطياد للجزيرة الذي رفض أن يبلع الطعم، لأنه كان قد طلب تعليق المشاركة في الدوري استثناء وليس لاستئناف القرارات بصدورها مسبقاً؟ لأن ظروفه قاهرة واستثنائية ويعيش حالة تشظ مزمنة، ولكن عملية القهر والاستثناء والتشظي في النادي، يبدو أنه لا مكان لها عند سامعي الصوت، وبذلك فإن الجزيرة وعلى لسان أهله كان مستعداً لأي قرار سيصدر بحقه، لأنه فقد حقه الرئيس والمشروع الذي طالب وناشد به مراراً، وبالتالي فإن عنصر المفاجأة كان ملغياً لديه، وقابليته مفتوحة لتلقي النتائج التي أعلنها، ومن الآخر اتحاد اللعبة عبر لجنة الانضباط والأخلاق فيه!!

نافذة أمل مغلقة

إصرار المكتب التنفيذي على عودة الجزيرة المبعد اتحادياً إلى الدوري الكروي، فتح نافذة الأمل أمام الفريق للحصول على موافقة نص مضمون البند الثاني من حقوقه، بعد أن قُطع الطريق في وجه البند الأول الذي قضى بإسكات الضوء الأخضر القاضي بطلب الجزيرة اللعب على أرضه، الذي قابله الضوء الأحمر بالرفض المطلق، بعد ظهور أحد أبناء الجزيرة وعضو المكتب التنفيذي عبد الناصر كركو على الملأ، وقوله بأن المكتب التنفيذي سيغطي كامل نفقات الجزيرة ولو بلغت أو تجاوزت مبلغ المليار ليرة سورية، الأمر الذي حدا بإدارة الجزيرة، أن تخاطب المكتب التنفيذي نفسه وعلى العجل بمذكرة رسمية تقضي بطلب إعانة مالية وقدرها 300 مليون ليرة من حجم كتلة المليار التي بر بها الكركو عبد الناصر، لتغطية عملية إبرام عقود اللاعبين وتسديد مستحقاتهم الناتجة عن العقود إضافة إلى تسديد مستحقات المدربين والإداريين، وفتح اللوائح الخاصة باللاعبين لدى اتحاد اللعبة، وترحيل مواعيد أول ثلاث مباريات للفريق، بعد أن يتكفل المكتب التنفيذي بتنقل الفريق وإقامته وإطعامه لمدة ثلاثة أيام قبل كل مباراة وفي أثنائها، قبل أن يتفاجأ الجزيرة أن نافذة الأمل كانت مغلقة ولا مكان لبصيص الأمل فيها؟

أقوال وليس أفعالاً؟

الأخبار الواردة من المكتب التنفيذي، لا تبشر بالخير واختلفت أفعالها عن أقوالها وباتت حسابات بيدرها لا تنطبق على حسابات الحقل فيها، ولم يكن كلامها مقروناً بالفعل، وبالنتيجة ما هو إلا كلام ليل مدهون بزبدة، وهذا يعني أن عرس الجزيرة كان في «عجاجة وطبله بغويران»، وبالتالي فإن النادي من كل «هالدعكة» لن يقبض قرشاً واحداً، وكل ما سيقبضه بشكلي عيني وليس نقدياً وهو تغطية نفقات تنقل فريقه وإقامته وإطعامه، أي إن الموضوع عاد إلى نقطة الصفر، وسيلعب الجزيرة «بخبز بطنه» فقط مثلما توقعنا، ولن يكون سوى حصالة نقاط لغيره ليس إلا، وهذا هو المنطق الذي سيكون مصدر التحدّي للجزيرة، والذي سيضطر إلى أن يقبل التحدي فيه ويحارب طواحين الهواء من خلاله، ومن ثم فإن أحلامه «الدونكيشوتية»، لا تختلف كثيراً عن تعليق مشاركته والاستنكاف عن الدوري، وإن كان الأمر في التعليق يعني «لا ضرر ولا ضرار»، أي إن النادي سيوفر على خزائنه خسارة بضع مئات من الملايين، قبل إرغامه على المشاركة درءاً لعملية لي الذراع وكسر العظم التي بيّتها تنفيذي العاصمة ضمناً لإدارة العبد ورفاقه، بخيار الترحيل والإبعاد عن النادي، الأمر الذي وضع النادي نفسه بين فكي كماشة على يد التنفيذي، لأن الجزيرة وبحسب الواقع وكما اتضح ما هو إلا تكملة عدد ليس إلا، بحسب رأي الفك الأول الذي يعني مشاركته قسراً وخسارته مادياً ومعنوياً، أما الفك الثاني فيعني رفض جميع مطالبه المشروعة وإصابته بخيبة الأمل على يد من قتل الأمل لديه للأسف! وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن