ثقافة وفن

ألوان الطفولة والفرح في «شغف8»

| مايا سلامي- تصوير طارق السعدوني

بمشاركة 85 طفلاً افتتح غاليري البيت الأزرق في دمشق معرضاً فنياً لأطفال مرسم شغف.

وتضمن المعرض ما يقرب 90 عملاً تنوعت بين الرسم والعمارة والنحت، عكست بمجملها أرواحهم الطفولية البريئة ونظرتهم النقية المحبة للحياة، فكانت نافذة تعج بالفرح والألوان لتطل منها على مستقبل واعد يملؤه الشغف والأحلام الكبيرة التي خطّوها اليوم بأناملهم الصغيرة.

أعمال لافتة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال مدير غاليري البيت الأزرق سامر العيد: «نقيم اليوم معرضاً ثانياً للأطفال خلال هذا الصيف بالتعاون مع مرسم شغف، وكان هناك الكثير من الأعمال اللافتة، كما أن التعامل مع الأطفال جميل جداً ودائماً ما يكون لديهم إمكانات خاصة ولوحات وأفكار تطرح بكل عفوية وشفافية، لذلك أتمنى أن نستمر في دعم هؤلاء الأطفال قدر المستطاع بعرض أعمالهم».

وأشار إلى أن الفئة العمرية المشاركة كانت لأطفال ويافعين بين 5 سنوات- 16 سنة، وأن الأطفال لهم أهمية خاصة، لذلك هناك تعاون دائم مع عدة مراسم تعمل مع الأطفال لكي يكون هناك استمرارية لمثل هذه المعارض.

وأكد على أن الأعمال واللوحات منتقاة بشكل حرفي ودقيق وعلى أساس معايير معينة من جانب القائمين على مرسم شغف، فهم فنانون وتشكيليون وهذا المعرض هو نتاج جهدهم الكبير مع الأطفال حتى أوصلوهم إلى هذه المرحلة المتقدمة وكانت هذه الأعمال على مستوى عالٍ جداً.

الاختيار الحر

بدورها بينت مديرة مرسم شغف ريم الحايك أنه: «بشكل دوري وفي كل صيف نقيم معرضاًلأطفال مرسمنا، وما يميز المعرض في هذا العام أنه قائم على فكرة الاختيار الحر والفردي للأفكار والتقنيات من جانب الأطفال حتى تتنوع مشاركاتهم، فلدينا اليوم 90 عملاً من الحفر، الطباعة، الرسم والنحت، الخط العربي، والعمارة.

وأضافت: «أطفال مرسم شغف مميزون جداً وتعبوا على أنفسهم بشكل فعلي حتى وصلوا إلى هذه المرحلة، وما قدموه اليوم هو نتاج العديد من السنوات التي تعلموا خلالها الثقافة البصرية وشاهدوا العديد من تجارب الفنانين حتى وصلوا إلى مستوى متقدم».

ولفتت إلى أهمية هذه المعارض بأنها تمنح الطفل ثقة بالنفس قد تدفعه في المستقبل ليشق طريقه كفنان أو يأخذ كل ما تعلمه كثقافة عامة وهواية إلى جانب مجال آخر يختاره.

إفادة كبيرة

كما أوضحت والدة الطفلة المشاركة حلا مغربي أنها: «عندما كانت في السادسة من عمرها بدأت بتشكيل المعجون بأشكال فنية معينة إضافة إلى شغفها الكبير بالألوان وتمييزها، ومرسم شغف صقل موهبتها وعلمها الأصول والقواعد، ففي البداية كانت ترسم بطريقة فطرية لكن من خلال المرسم تعلمت الخطوط وأساسيات الألوان والتظليل وهذا شكل إفادة كبيرة بالنسبة لها.

وأعربت عن سعادتها الكبيرة بمثل هذه الفعاليات التي تهتم بشريحة الأطفال وتعزز ثقتهم بأنفسهم.

ورشة العمارة

وبينت والدة الطفل سهيل إخوان: إنه «شارك اليوم بمجسم لبيت تعلمه خلال ورشة العمارة التي قام بها مرسم شغف حيث تلقى من مدربيه القواعد العامة وصنع عمله من تلقاء نفسه ومن أفكاره الخاصة».

وقالت: «بدأت موهبته في عمر صغير جداً حيث كان يمسك القلم ويرسم أشكالاً بسيطة فأحببنا أن نصقل قدراته هذه من خلال إلحاقه بدورات تعليمية، وهذه مشاركته الثالثة في مثل هذه المعارض التي عززت ثقته بنفسه وجعلته متأكداً من أنه قادر على الإنجاز وهذا شيء مهم وضروري يجب أن يزرع في داخل كل طفل».

قالب أكاديمي

أما الطفلة جوري ظريفة فأشارت والدتها إلى أنها: «التحقت بمركز شغف منذ سنة ونصف السنة وهم بدورهم طوروا مهاراتها الأساسية ووضعوها في قالب أكاديمي بشكل أكبر، واليوم تشارك في المعرض الثالث بعد أن حققت تقدماً واضحاً وأصبح لديها لوحات قريبة من رسم الأشخاص والوجوه».

وأوضحت أن مرسم شغف يهتم بجانبين الأول يراقب موهبة كل طفل ليضعها في القالب الفني الصحيح، أما الثاني فيقدم الخطوط الأساسية العريضة لتعليم هذا الفن ولكن بطرق وأساليب معينة قريبة من الواقع، وفي النهاية يأخذون بالتأكيد باختيارات الطفل ورغباته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن