فتور في النشاط الإعلاني وقائمة واحدة فقط و٧ مرشحين إعلاميين من الشباب … انتخابات الإدارة المحلية في حلب: الحظوة للمستقلين من ذوي الخبرة والمقتدرين مادياً!
| حلب- خالد زنكلو
رأى متابعون للتحضيرات التي أتمها المرشحون المستقلون لانتخابات الإدارة المحلية بدورتها القادمة التي ستجري اليوم الأحد، أن حظوة النجاح تنحاز لذوي الخبرة السابقة منهم في هذا الشأن، إلى جانب المقتدرين مالياً ممن أنفقوا بسخاء على حملتهم الدعائية، على الرغم من الفتور الإعلاني الذي سبق يوم الصمت للانتخابات أمس.
وأوضح المتابعون لـ«الوطن» أن نتائج الانتخابات تكاد تكون محسومة سلفاً لشخصيات لها باع في مجال الانتخابات ودراية بكيفية كسب الأصوات، سواء بترشحها سابقاً لانتخابات مجلس الشعب أو لانتخابات الإدارة المحلية سواء فازت أو لم تحصل على مقاعد فيهما، ولذلك لم يركزوا على طرح شعاراتهم أو برامجهم الانتخابية في حملاتهم الدعائية.
وأشاروا إلى أن الراغبين في الحصول على مقاعد في عضوية مجلسي المحافظة والمدينة من أصحاب الوجوه الجديدة، اعتمدوا على أموالهم وسيلة في تحقيق مآربهم، سواء عبر تكثيف دعايتهم للانتخابات في وقت سابق من حملتهم الانتخابية، أو بامتلاك قدرة الوصول إلى أصوات الناخبين و«مفاتيح» كسب الأصوات المتعارف عليها، أي يعرفون من أين يؤكل لحم كتف الناخبين!.
وبرزت في الدعاية الإعلانية للمرشحين، وكالعادة، وجوه مرشحي العشائر والقبائل الحلبية، ممن رشحتهم مرجعيتهم أو ممن انتهز حقيقة انتمائه إلى تلك المرجعية، التي سبق أن أوصلت مرشحيها إلى قبة البرلمان أو إلى مجلسي المحافظة والمدينة، قبلاً.
واللافت، ولأول مرة، ترشح ٧ إعلاميين مستقلين من الوجوه الشابة لانتخابات مجلسي المحافظة والمدينة، ٥ منهم لعضوية المجلس الأول وواحد فقط للثاني، وأحدهم عن حزب مستقل خارج قوائم «الجبهة الوطنية» التي يقودها «حزب البعث».
وتنوعت شعارات الإعلاميين المرشحين في حالاتهم الدعائية بين «صوتكم أمانة» و«صوتك بيفرق» و«سوريتنا أمانتنا»، على حين استفرد المرشح الحزبي بذكر برنامجه الانتخابي، بينما أغفل ٣ منهم شعاراتهم الانتخابية في تصاميم إعلاناتهم، التي اقتصر ترويجها فقط على وسائل التواصل الاجتماعي.
واللافت أيضاً، تشكيل قائمة واحدة، بخلاف الانتخابات السابقة التي ضمت أكثر من قائمة انتخابية، فيها ٣ مرشحين لعضوية مجلس المحافظة ومثلهم لمجلس المدينة، ومنهم عضو مجلس شعب سابق وصيدلاني وصناعي ومهندس ومقاول.
وواقع الحال أن الانتخابات الحالية لم تشكل موسماً إعلانياً للمشتغلين بالإعلان، إذ بدت إعلانات المرشحين المستقلين متخلخلة في معظم شوارع أحياء غرب المدينة، التي يستهدفها المرشحون بالدرجة الأولى بمن فيهم المنحدرون من أحياء شرق المدينة الشعبية. كما عفّت الإعلانات عن بعض المستديرات في أحياء طرف المدينة بخلاف إعلانات مرشحي مجلس الشعب التي تشهد زخماً كبيراً في جميع أحياء حلب.
ولجأ معظم المرشحين إلى «البوسترات»، التي علقت على أعمدة الكهرباء وأشجار الشوارع الرئيسية، وسيلة لتسويق أسمائهم أو صورهم، باستثناء بعض المرشحين «الدسمين» من ذوي الملاءة المالية، والذين سبق أن خاض بعضهم معمعة الانتخابات لمجلس الشعب أو الإدارة المحلية من دون أن يحالفهم الحظ.
وكما هو حال أي انتخابات في حلب، يصر بعض المرشحين على التعريف بأنفسهم أسفل الصورة بكلمة «ابن فلان» أو «أبو فلان» بعد ذكر أسمائهم، بينما يذكر المتبرعون بقيمة الإعلانات أسماءهم في اللوحات الدعائية تحت بند «تقدمة»، أو ذكر اسم القبيلة أو «آل فلان» و«أبناء عم» و«أبناء المرحوم الحاج»، أو حتى المهنة مثل «تجارة حديد مبروم»!
وتشير الإحصاءات إلى أن حلب تضم ١٨٣ دائرة انتخابية، ١٥ منها لمجلس المحافظة و٥ لمجلس المدينة، وحظيت مشاركة المرأة في الانتخابات القادمة للمجالس المحلية بنسبة جيدة وصلت إلى ١٥ بالمئة، مقابل ٢٠ بالمئة لنسبة الفئة الشابة دون ٤٠ عاماً. وبلغ العدد الإجمالي للوحدات الإدارية في حلب ١٦٥ وحدة، منها ٢٤ وحدة للمدن و١١٩ وحدة للبلدات و٢٠ وحدة إدارية للبلديات.
كما بلغ إجمالي عدد المراكز الانتخابية المخصصة لانتخابات المجالس المحلية في حلب ١٢٠٠ مركز انتخابي في جميع أرجاء المحافظة مدينة وريفاً لضمان سهولة وصول الناخبين إليها.