خمس مدن في جمهورية القرم تقطع «علاقات التآخي» مع تركيا واعتقال 18 شخصاً بينهم ضباط بتهمة معارضة أردوغان

أوقفت السلطات التركية أمس الثلاثاء 18 شخصاً بينهم ضباط كبار ومسؤولون سابقون في الشرطة متهمون بأنهم على صلة بالداعية فتح اللـه غولن العدو اللدود للرئيس رجب طيب أردوغان، وفق وسائل إعلام تركية.
ويعد غولن خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ اتهم الأخير أنصار الداعية الإسلامي بإقامة «دولة موازية» داخل تركيا. وقالت وكالة أنباء «دوغان»: إن عمليات الدهم والتوقيف تمت في 13 محافظة ومن بين الموقوفين ياسين طوبجو المدير السابق لفرع مكافحة الجرائم المالية في اسطنبول الذي قاد في نهاية 2013 التحقيق بتهم الفساد التي وجهت إلى مقربين من الحكومة ومن أردوغان.
وصدرت في الإجمال مذكرات توقيف بحق 27 شخصاً في العملية التي انطلقت فجر أمس وفق «دوغان».
ومن جهتها ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أنه صدر أمر اعتقال بحق 27 ضابط شرطة، في عملية تشمل 13 إقليما وتركز على إسطنبول، مشيرة إلى أن العملية تركز على ضباط شرطة سابقين من بينهم قادة.
واستؤنفت حملة ملاحقة أنصار غولن، منذ فوز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأول من تشرين الثاني، وحقق فيها أغلبية معقولة. وفي الشهر الماضي احتجزت السلطات العشرات من بينهم ضباط شرطة كبار وموظفون في عملية جرت في مدينة إزمير بغرب البلاد، بزعم صلتهم بما وصفه الادعاء «بجماعة إرهابية تابعة لغولن».
وكان غولن حليفاً سابقاً لأردوغان، ويعتقد أن له نفوذا في القضاء ومؤسسات الدولة.
وانقلب أردوغان على الداعية الإسلامي وأتباعه واتهمهم بإقامة «دولة موازية» بعد أن فتحت الشرطة ومدعون اعتبروا من المتعاطفين مع غولن تحقيقاً مع الدائرة المقربة من أردوغان في مزاعم فساد عام 2013.
ويعيش غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999 وصدر بحقه أوامر اعتقال في تركيا. وطلب الادعاء حكماً بالسجن على غولن يصل إلى 34 عاماً بتهمة سعيه إلى الإطاحة بأردوغان، وينفي غولن هذه الاتهامات.
وفي سياق منفصل أعلن سيرغي أكسيونوف رئيس جمهورية القرم الروسية أن خمس مدن في الجمهورية قررت قطع علاقات التآخي مع نظيراتها في تركيا على خلفية الاعتداء التركي على الطائرة الروسية في الرابع والعشرين من الشهر الماضي في الأجواء السورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن أكسيونوف قوله أمس «إن بلدية مدينة يالطا الشهيرة التي تعتبر اللؤلؤة السياحية في جنوب روسيا اتخذت قراراً بفسخ علاقات التآخي مع أنطاليا التركية التي كان السائحون الروس يتوافدون عليها بكثرة حتى الآونة الأخيرة».
كما صدرت قرارات مماثلة عن السلطات المحلية في كل من سيمفيروبول وكيرتش وساكي ويفباتوريا في شبه جزيرة القرم لتنطبق على إسكيشهر وتشاناكالي وفتحية وسيليفكي في تركيا على التوالي.
وتعكس القرارات المذكورة موقف الإدانة الشديدة الذي تبنته القرم على المستويين الشعبي والرسمي تجاه السلطات التركية بعد إسقاط الطائرة التركية طائرة حربية روسية في الأجواء السورية الشهر الماضي.
(أ ف ب- رويترز – سانا)