عربي ودولي

استخراج إسرائيل للغاز قبل حصول لبنان على حقوقه خط أحمر وأعيننا وصواريخنا على كاريش … نصر الله: سورية قيادةً وشعباً ستبقى السند الحقيقي للشعب الفلسطيني

| وكالات

أكد الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه أمس السبت، أن الخط الأحمر بالنسبة للبنان اليوم هو بدء إسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على كل حقوقه، وأن المقاومة تواكب المفاوضات التي تقوم بها الدولة اللبنانية، وعينها ومعلوماتها وصواريخها على كاريش، مشددا على أنّ سورية قيادةً وشعباً ستبقى السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، وهي تتحمل التضحيات من أجله.
وحسب موقع «الميادين» أكد نصر اللـه أمس في خطابٍ متلفزٍ في مناسبة أربعين الإمام الحسين، أن لبنان أمام فرصة ذهبية قد لا تتكرر، من خلال استخراج الغاز، لمعالجة أزمته.
وشدّد نصر اللـه على أنه لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل «كاريش» قبل حصول لبنان على مطالبه، مشيراً إلى أن ذلك «خط أحمر»، مضيفاً: أعطينا المفاوضات فرصةً حقيقيةً بهدف استخراج لبنان الغاز، ولم نبحث عن أي مشكل.
وكشف نصر اللـه أن حزب اللـه بعث برسالة قوية جداً، بعيداً من الإعلام، مفادها أن الاحتلال أمام مشكل إذا بدأ الاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة.
وأضاف: نحن لسنا جزءاً من المفاوضات، وعيننا كلها على كاريش وصواريخنا كذلك، مشدداً على أنه إذا فُرضت المواجهة، فلا مفرّ منها على الإطلاق، معرباً عن اعتقاده أن لدى الإسرائيليين والأميركيين وغيرهم المعطيات الكافية حول جدية المقاومة، وأنّها لا تمزح في الأمر.
وفي 9 من آب الماضي حذر نصر اللـه من أن اليد، التي ستمتدّ إلى أي ثروة من ثروات لبنان، ستُقطَع كما قُطعت عندما امتدت إلى أرضه، مضيفاً: إننا في الأيام المقبلة ننتظر أجوبة العدو بشأن مطالب لبنان فيما يتعلق بترسيم الحدود.
وفيما يتعلّق بالقرار الأخير بشأن اليونيفيل، أكد نصر اللـه أنه اعتداء وتجاوز للسيادة اللبنانية، ويعكس ترهل الدولة وغيابها، قائلاً: القرار الأخير هو لغم وفخ إسرائيلي، وكان سيفتح الباب أمام مخاطر كبيرة، مشيراً إلى أن من وقف وراءه هو إمّا جاهل أو متآمر، مؤكداً في الوقت نفسه أن موقف الدولة كان جيداً.
وجدد مجلس الأمن الدولي في 31 آب الفائت، تفويض قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان سنة واحدة، على أن تستمر أيضاً في دعم الجيش اللبناني لوجستياً 6 أشهر. لكن هذه المرة أضاف فقرة إلى البند 16، تتحدث عن عدم حاجة اليونيفيل إلى إذن مسبق لأداء مهماتها.
أمّا فيما يخصّ تأليف الحكومة اللبنانية، فأعرب نصر اللـه عن آمال كبيرة في تأليفها، مشدداً على ضرورة ألا يكون هناك فراغ رئاسي، مضيفاً: على الجميع تقديم التنازلات، ويجب إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ولا طائل من التهديدات، مؤيّداً الدعوات إلى الاتفاق بشأن الرئيس، وأن تكون هناك لقاءات بعيداً عن التحدي والفيتوات.
وأكّد أن رئيس البلاد المقبل يجب أن يحظى بأوسع قاعدة ممكنة، سياسياً وشعبياً، للقيام بدوره القانوني والدستوري.
وتعليقاً على الاقتحامات الأخيرة لعدد من المصارف اللبنانية، قال نصر الله: «لا تكفي المعالجة الأمنية، وعلى المسؤولين تأليف خلية أزمة وخلية طوارئ لإيجاد حلول حقيقية».
وفي حديثه عن الشأن الفلسطيني، قال نصر الله: إنّ البيان الأخير لقيادة حركة «حماس» إزاء إعادة ترتيب وتعزيز العلاقات بسورية هو «موقف متقدم جداً، ونحترم هذا الخيار»، مؤكّداً أنّ «سورية قيادةً وشعباً ستبقى السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، وهي تتحمل التضحيات من أجله».
وأوضح إنّ بيان «حماس» هو «موقف سليم، وخطوة صحيحة ومهمة جداً»، مشدداً على أهمية أن «تتوحد كل قوى المقاومة وأن يتجذر محورها»، مبيناً أنّ القضية الفلسطينية والمواجهة مع الاحتلال «هي التي ستحكم كل المواقف».
وأعربت «حماس» في بيان لها الخميس الماضي عن «تقديرها لسورية قيادةً وشعباً، ولدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».
وأضافت: «نتطلع إلى أن تستعيد سورية دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، وندعم كل الجهود من أجل استقرارها وازدهارها وتقدمها»، مؤكدةً رفضها لأي مس بوحدة سورية.
وأكّد نصر الله أنّ «المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق وليس التوسل»، لافتاً إلى أنّ «الشعب الفلسطيني بأغلبيته وصل إلى قناعة أنّ طريق المفاوضات لم يؤدِّ إلى نتيجة، والخيار الوحيد أمامه هو المقاومة».
وتطرّق نصر اللـه في خطابه إلى ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت بين يومي 16 و18 من أيلول 1982، قائلاً إن العدو الإسرائيلي رعى هذه المجزرة، لكنّ المنفذين الرئيسيين كانوا من الجهات اللبنانية المعروفة، التي كانت متحالفة معه عسكرياً في اجتياح 1982.
وأشار إلى أن نحو 1900 شهيد لبناني سقط في مجزرة صبرا وشاتيلا، وما يقارب 3000 شهيد فلسطيني، بينما فُقد 300 إلى 500 شخص، معقباً إن هذه المجزرة هي أكبر وأبشع مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، مع أن مسؤوليها أفلتوا من العقاب.
وأضاف نصر الله، رداً على من يتهمون حزب اللـه بالانتماء إلى ثقافة لا تمّت بصلة إلى لبنان، قائلاً: مجزرة صبرا وشاتيلا هي بعض من ثقافتكم، هذا بعضٌ من لبنانكم وممّا اقترفته أيديكم، وصورتكم الحقيقية، مضيفاً: الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا يمثلون ثقافة الموت، والذين حرّروا الجنوب يمثلون ثقافة الحياة، فهم لم يقتلوا دجاجة.
وفي مناسبة ذكرى الأربعين، التي يحييها الشيعة في العالم كل عام، في العشرين من شهر صفر بحسب التأريخ الهجري، تخليداً لذكرى واقعة عاشوراء في كربلاء عام 61 للهجرة النبوية، والمسيرة التي يقيمونها في اتجاه مرقد الإمام الحسين في كربلاء، قال نصر اللـه إن حدث المسيرة «أشبه بالمعجزة».
وأضاف إن مسيرة الأربعين في العراق غير مسبوقة، من جهة عدد الحشود على الرغم من درجات الحرارة الخمسينية»، واصفاً المشهد بأنّه «تاريخي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن