سورية

«الحربي» الروسي يضرب «النصرة» في عمق إدلب.. والاحتلال التركي يقصف شمال حلب … الجيش يرد بكثافة على الخروقات في «خفض التصعيد»

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات

جدد الطيران الحربي الروسي أمس استهدافه لمواقع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في عمق محافظة إدلب محققاً صيداً ثميناً في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، تزامناً مع رد مدفعي وصاروخي مكثف نفذه الجيش العربي السوري على خرق الإرهابيين وقف إطلاق النار كبدهم خلاله خسائر فادحة بالأرواح، في حين رد جيش الاحتلال التركي على ذلك بالعدوان على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي الآمنة، في حين قتل 4 مسلحين من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إثر قصف سيارتهم بطائرة مسيرة تركية شمال سورية.

وذكرت مصادر أهلية في ريف إدلب الغربي لـ«الوطن»، أن 4 مقاتلات روسية تناوبت عبر 8 غارات على قصف مواقع لما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «النصرة» واجهة له، وذلك في الطرف الغربي لمدينة إدلب وفي محيط بلدتي حفسرجة والشيخ يوسف، حيث تم في الـ8 الشهر الجاري قصف معسكر تدريب «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» وقتل أكثر من 25 إرهابياً، عدا تدمير مقر لتجميع الطائرات من دون طيار.

وبينت المصادر أن استهداف يوم أمس لسلاح الجو الروسي ركز على مخازن أسلحة تحت الأرض وعلى نقطة حشد لتنظيم «النصرة» في المنطقة الذي لم يتوقع متزعمو الإرهابيين أن يعاودها القصف الروسي خلال فترة زمنية قصيرة.

وتوقعت المصادر وقوع أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الإرهابيين وتدمير عتاد عسكري لهم بسبب شدة انفجار الصواريخ الفراغية، بدليل فرض طوق أمني شديد حول منطقة الاستهداف وهروع عدد كبير من سيارات الإسعاف والإطفاء إلى مكان وقوع الانفجارات.

وعلى الفور، أوعز النظام التركي لأزلامه في «القاعدة» بقصف مواقع الجيش العربي السوري في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وفي ريف حلب الغربي، ليرد الجيش العربي السوري على مصادر النيران في محيط بلدات الفطيرة وفليفل وسفوهن وبينين بجبل الزاوية جنوب إدلب وقرب بلدات كفر نوران والقصر والأتارب غرب حلب، محققاً إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».

مصدر ميداني آخر ذكر لـ«الوطن»، أن الجيش دك أمس بمدفعيته الثقيلة، تحركات مؤللة لمجموعات إرهابية ترفع شارات تنظيم «النصرة» الإرهابي وحلفائه، وذلك في محيط بلدتي الغسانية والعالية وكفريدين بريف إدلب الغربي، في حين دك الجيش بالصواريخ مواقع للإرهابيين في فليفل وبينين والفطيرة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وفي قرية غانية بريف جسر الشغور غربي إدلب.

وأوضح المصدر أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن أمس غارات مكثفة على مواقع للإرهابيين بأطراف مدينة إدلب الغربية، لافتاً إلى أن ضربات الجيش المدفعية والصاروخية، وغارات الطيران الحربي، كبدت تنظيم «النصرة» وحلفاءه خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

وذكر أن مجموعات إرهابية كانت صعدت اعتداءاتها أمس على نقاط للجيش في محاور التماس بريف إدلب الجنوبي، في خرق فاضح جديد لاتفاق وقف إطلاق بمنطقة «خفض التصعيد»، مما استدعى الرد عليها من الجيش.

كما وجه جيش الاحتلال التركي، ثأراً لضرب «النصرة»، مدفعيته نحو بلدتي الشيخ عيسى وابين ومحيط مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، حيث يأوي المدنيون من القصف المتكرر لجيش الاحتلال ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني» ومن القصف الممنهج والمستمر لقراهم وبلداتهم التي أصبحت منكوبة بفعل شدة قصف الاحتلال وهمجيته، كما قالت مصادر محلية في تل رفعت لـ«الوطن».

من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة تحدثت عن أن قصفاً عنيفاً نفذته قوات الجيش بالمدافع والصواريخ بأكثر من 60 قذيفة استهدفت مواقع الإرهابيين في قرى الوساطة والقصر ومحيط كفر نوران والأطراف الشرقية لمدينة الأتارب غرب حلب، وبنحو 20 قذيفة أخرى مواقعهم في فليفل وبينين وأطراف الفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

في الأثناء، نقلت وكالة «سبوتينك» الروسية عن مصادر أهلية: إن «طائرة تركية مسيرة قصفت فجر اليوم (أمس السبت) سيارة تابعة لـ«قسد» ما أدى إلى احتراقها بالكامل ومقتل من فيها، مشيرة إلى أن عدد القتلى أربعة مسلحين.

وأشارت المصادر إلى أن «مجهولين ألقوا قنبلة على سيارة تابعة لـ«قسد» بالقرب من المطعم اليوناني وسط مدينة الرقة، في حين فرضت الأخيرة طوقاً أمنياً في مكان الحادث، من دون إشارة إلى حجم الأضرار.

ومنذ مطلع حزيران الماضي، تواصل القوات التركية استهداف مواقع تابعة لـ«قسد» في شمال سورية حيث قصفت الشهر الماضي، بطائرة مسيرة، مقراً لـ«قسد»، في ريف الحسكة وأوقعت من فيه بين قتيل وجريح.

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش اشتبكت أمس خلال تمشيطها قطاعات في بادية تدمر، مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش، وفرار الناجين باتجاه عمق البادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن