رياضة

في اتحاد السلة… فشل يقود إلى الاستقالة وسلتنا حالتها حالة

| مهند الحسني

إذا هي الاستقالة المحطة الأخيرة من سلسلة الفشل التي عاشها اتحاد كرة السلة خلال مدة قاربت السنة وعلى شاكلة الأداء الإداري والتنظيمي الفوضوي الذي عاشته كرة السلة السورية في عهد الاتحاد الحالي.

كذلك جاءت الاستقالة كمرآة صافية عكست واقعها المرير، فمباريات الدوري والكأس التي شهدت التأجيل والتقريب والإلغاء والانسحاب، كذلك كان حال مؤتمر رئيس الاتحاد فلا موعده ثابت ولا مدته واضحة، ولم نعرف بعد انقطاعه متى كان موعد عودته.

وكذلك كان البث كحال تجهيزاتنا التقنية في صالات كرة السلة، فكما تغيب ساعات ٢٤ (ثا) عن أغلبية المباريات، غاب صوت رئيس الاتحاد وكما تنقطع الكهرباء خلال مباريات الدوري تقطعت الصورة والصوت.

وكما هي مسابقاتنا بلا هوية ولا هدف ظهر المؤتمر بلا مضمون واضح سوى ترك الباب مفتوحاً لاستقالة تبدو كأنها مناورة لتجديد ثقة القيادة الرياضية باتحاد كرة السلة بعد الفشل الذريع في تحقيق أي وعد من الوعود المعسولة التي قادها الاتحاد على صعيد منتخباته الوطنية رغم المليارات التي دفعت نذرها اليسير في مكانها الصحيح أما أغلبيتها فكانت هدراً وإسرافاً بلا طائل أو سبب.

ولأن تجديد الثقة المهتزة والمتراجعة بعد أن فقدت الوعود بريقها وزال تأثير إبر المعنويات الوهمية التي طبّل بها البعض وسوّق لها على أنها أهداف قابلة للتحقيق، فلم يجد رئيس الاتحاد منقذاً آخر أمامه إلا الانسحاب أو المزيد من قيادة اللعبة.

استقالة وبعد

الخلل الجوهري في فكر اتحاد كرة السلة ومن يسير على نهجه كان في قرار رئيس الاتحاد بتقديم الاستقالة إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي وكأنه يستمد شرعيته وشخصيته من هذه المرجعية، علماً أن الاتحاد منتخب ولم يعين تعييناً، فتجاهل رئيس الاتحاد جمعيته العمومية وأصوات أعضائها واستعاض عنهم القيادة الرياضية في نسف لأبسط مبادئ الاستقلالية، ومسح لشخصية الاتحاد والجمعية العمومية، ليثبت القائمون على سلتنا عدم أهليتهم لقيادتها وبأنهم أسماء جديدة لفكر قديم عجز عن تطوير نفسه.

قيادة كرة السلة السورية في مخاضها العسير تتطلب عملاً ميدانياً واقعياً طموحاً لا عملاً تنظيرياً خيالياً سرابياً، وحتى ذلك الوقت لن تصبح سلتنا على خير ما لم تحظ بقيادات تقرن القول بالعمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن