رياضة

مجتمع رياضة كرة القدم

| فاروق بوظو

تعتبر كرة القدم أعظم لعبة رياضية على وجه الأرض بسبب بساطة قوانينها وسعة انتشارها إضافة إلى وحدة تطبيق تلك القوانين بدءاً من مسابقة كأس العالم حتى مباراة عادية في أصغر قرية في العالم.. وأهمية القوانين وتطبيقاتها تأتي للحفاظ على عدالة اللعبة وجمالها وهي سمة جوهرية لروحها.. لكن بالمقابل تسعى القوانين أيضاً لجعل اللعبة آمنة وممتعة للاعبين والحكام والمدربين فضلاً عن الجماهير والمشجعين والإداريين.. وبالتالي فإن لعبة كرة القدم هي رياضة لمن يحبها، لكن بالمقابل هي مجتمع رياضي متكافل ومتضامن يظهر عند الحاجة وهذا ما عبرت عنه حوادث مختلفة..

ولعل حادثة سقوط اللاعب الدانماركي (كريستيان أريكسون) عند الدقيقة 43 من مباراة منتخبه مع نظيره الفنلندي في كأس أمم أوروبا في حزيران 2021 بسبب توقف عضلة القلب لديه ولفترة وجيزة وقيام قائد المنتخب (سيمون كبير) بفحص زميله بوعي ومن دون تأخير، إضافة إلى تدخل الحكم الإنكليزي (أنطوني تايلور) ولاعبين آخرين للطلب من الطاقم الطبي التدخل على الفور الذي لم يستغرق أكثر من 30 ثانية لاستكمال عملية إنعاش القلب وتضامن زملائه معه، وإجماع جمهور الفريقين المتنافسين على متابعة حالة اللاعب والهتاف والتصفيق له عند خروجه من أرض الملعب جعل المنافسة الرياضية تتلاشى أمام عظمة الموقف الإنساني والأخلاقي الذي عبر عنه مدرب الدانمارك حينها قائلاً: أهمية شعورنا بالعلاقات التي بنيناها هي الشيء الأهم بالحياة..

وفي مشهد مماثل حدث في الأسبوع الماضي في مباراة قادش وبرشلونة بالدوري الإسباني، حيث تعرض خلالها أحد المتفرجين لأزمة قلبية دفعت الجماهير لطلب النجدة ما جعل الحكم (كارلوس غراندي) يمارس مسؤولياته بإيقاف المباراة عند الدقيقة 82 ويستدعي الطبيب من أجل إسعاف المشجع على حين وقف جميع اللاعبين في حالة ترقب ودعاء، فتناسى الجميع في تلك اللحظة المنافسة الرياضية وانصب اهتمامهم بإنقاذ حياة المشجع..

هذه هي عظمة الرياضة وسموها لأن دورها الإنساني أكبر بكثير من كل النتائج والأرقام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن