توافد العديد من مواطني محافظة حماة منذ الصباح المبكر من يوم أمس، ممن يحق لهم الانتخاب، وعددهم نحو 1670695 مواطناً، إلى المراكز الانتخابية الموزعة بمناطق المحافظة وأريافها لاختيار مرشحيهم لمجالس الإدارة المحلية وخصوصاً في أرياف المحافظة، ليشتد الإقبال بعد الظهر أكثر من الصباح في المدن.
وبيَّنَ عدد من الناخبين لـ«الوطن» الذين التقتهم في عدة مراكز، أنهم أدلوا بأصواتهم في الصناديق واختاروا مرشحين يعتقدون أنهم يلبون طموحاتهم وآمالهم في الدورة المقبلة من الإدارة المحلية. وأوضح بعضهم أنهم يعوِّلون كثيراً على المرشحين من العناصر الشبابية من الجنسين، فهم من ذوي الكفاءة والمعرفة والطاقة الخلاقة لإعادة الإعمار والبناء الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة والسلام في مجال وحداتهم الإدارية والمجتمع المحلي.
ولفت بعضهم إلى أن المشاركة بالانتخابات ضرورة قصوى أملتها ظروف الوطن الاقتصادية والمعيشية، التي تتطلب من أبناء الوطن الشرفاء كل جهد مخلص لإعمار ما خربته الحرب الإرهابية التي شنت على بلدنا الحبيب، من حجر وبشر. وذكر بعضهم أن إعمار النفوس أهم في المرحلة المقبلة من إعمار الأبنية، لترسيخ الأمان والطمأنينة والاستقرار في المجتمع المحلي، وتعزيز النسيج الوطني.
وأشار آخرون إلى أهمية هذا الحق الدستوري للمواطن، وذلك باختيار ممثليه إلى المجالس المحلية، التي تعد الصلة الحقيقية بين القواعد والوزارات والهيئات المركزية، وهو ما يعني أن المشاركة في هذه الانتخابات تعني المشاركة في اتخاذ القرار، وتصويب الخطأ والتركيز على المستقبل والأمل بالانتصار بمعركة الإعمار، كما انتصرنا بالحرب الظالمة التي فرضت علينا طوال السنوات السابقة.
ومن جانبه بيَّنَ رئيس جامعة حماة الدكتور عبد الرزاق سالم لـ«الوطن» أن استمرارية الاستحقاقات الدستورية وتنفيذها في مواعيدها طوال سنوات الحرب الإرهابية التي فرضت على سورية، هي خير دليل على حيوية الشعب السوري وتعافيه. وأوضح أن انتخابات المجالس المحلية من المحطات المفصلية، وتنعكس مباشرة على المواطن، وهي تمثل بداية لمرحلة جديدة لعمل الوحدات الإدارية، وإنتاج مجالس محلية تضع خططاً تنموية للمرحلة القادمة.
وبيَّنَ رئيس اللجنة القضائية الفرعية عزيز إبراهيم لـ «الوطن» أن عدد المرشحين الذين استمروا بالانتخابات نحو 6894 مرشحاً من أصل 7970 مرشحاً. وأوضح أن العملية الانتخابية سارت بشكل جيد في كل أرجاء المحافظة ووفق الخطة الموضوعة، ولم يسجل أي حدث لافت أو مخل بالنظام العام في المراكز وعددها نحو 789 مركزاً.
وخلال جولة «الوطن» في العديد من المراكز، كانت مشاركة العنصر النسائي والشبابي لافتة بالانتخابات، وسير العملية الانتخابية بهدوء وسلاسة، والتغطية الجيدة من الإعلام الوطني العام والخاص.
وقد علمت «الوطن» أن 9 قرى في منطقة سلمية فازت مجالسها البلدية بالتزكية، ونحو 17 أخرى بالريف المجاور لحماة، و3 بريف صوران، و19 بمصياف، و5 بمنطقة محردة و19 بمنطقة الغاب.