الهلال: متفائلون بالكفاءات الجيدة.. عرنوس: الحكومة ذاهبة نحو اللامركزية الإدارية.. المقداد: الاستحقاقات الدستورية لم تتوقف … السوريون اختاروا ممثليهم لمجالس الإدارة المحلية وعمليات الفرز بدأت
| الوطن
بعد يوم انتخابي طويل شهد مشاركة جيدة من قبل الناخبين، بدأت مساء أمس عملية فرز الأصوات في انتخابات مجالس الإدارة المحلية، وذلك بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة، وعدّ المغلفات للتأكد من تطابقها مع عدد أصوات الناخبين.
وتوجه السوريون أمس إلى مراكز الانتخابات الموزعة على مساحة الجغرافيا السورية لاختيار ممثليهم إلى مجالس الإدارة المحلية والذين تنافسوا على 19086 مقعداً موزعة على 1470 وحدة إدارية، فانطلقت العملية الانتخابية عند الساعة السابعة من صباح أمس واستمرت حتى التاسعة مساء من اليوم ذاته، بعدما مددت اللجنة القضائية العليا للانتخابات فترة الانتخابات لمدة ساعتين.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي المستشار جهاد مراد، أن عملية الفرز تتم بحضور المرشحين أو وكلائهم وبحضور أيضاً الإعلام إضافة إلى وجود اللجنة الانتخابية في المركز، لافتاً إلى أن هذه العملية مستمرة حتى انتهاء كل المراكز الانتخابية منها.
مراد أشار إلى أنه في حال وجد خلل في أي مركز انتخابي بأن يكون هناك زيادة أو نقص بنسبة 2 بالمئة من المغلفات عن عدد الناخبين، فإنه ووفق القانون تلغى نتائج الانتخابات في المركز الذي حدث فيه الخلل وتعاد الانتخابات في اليوم التالي وفق ما تحدده اللجنة القضائية الفرعية على أن يكون الناخبون حصراً من الذين أدلوا بأصواتهم في اليوم الأول.
ولفت مراد إلى أن العملية الانتخابية شهدت حركة مقبولة في ساعات الصباح الأولى ثم بدأت نسبة المشاركة تزداد مع ساعات الظهيرة ومع مرور الوقت أصبحت نسبة المشاركة جيدة.
الانتخابات التي جرت بشكل انسيابي ومريح ولم يسجل فيها أي حوادث تذكر، شهدت مشاركة كبار مسؤولي الدولة والوزراء والمحافظين على امتداد مساحة البلاد، واعتبر الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال أن إجراء انتخابات الإدارة المحلية هو رسالة موجهة للجميع نصفع بها وجوه أعدائنا، وخاصة أن أعداءنا مزعوجون جداً وأرّقهم التزام سورية بتوجيه من الرئيس بشار الأسد بالاستحقاقات الدستورية في مواعيدها.
وفي تصريح له عقب إدلائه بصوته في دار البعث أمس، اعتبر الهلال أن استحقاق انتخابات مجالس الإدارة المحلية يكتسب أهمية كبيرة هذا العام نتيجة الانتشار وارتفاع أعداد المرشحين والعدد الكبير للوحدات الإدارية التي سوف تنجز هذا الاستحقاق، مبيناً أن الحكومة ومن خلال إصدارها قانوناً متطوراً للإدارة المحلية هيأت البيئة اللازمة لنجاح الانتخابات، وقال: «نحن متفائلون من خلال ما شاهدناه وما لمسناه في الأيام الماضية بأن هذا الاستحقاق سوف يوصل كفاءات جيدة وقادرة على أن تقود المرحلة ونحن واثقون بأن سورية التي انتصرت على الأعداء بفضل تضحيات جيشها البطل الذي حقق المعجزات ومن خلال حكمة وصلابة وقوة وشجاعة قائدها الرئيس الأسد قادرة أن تتجاوز هذا الاستحقاق بنتائج بناءة وإيجابية».
بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، أن الدولة تنظر لانتخابات الإدارة المحلية على أنها مرحلة ستؤدي إلى نقل العديد من الصلاحيات المركزية إلى الإدارة المحلية وبالتالي الحكومة ذاهبة إلى اللامركزية الإدارية، وهذه الانتخابات التي نشهدها اليوم على ساحة الوطن في كل المحافظات هي رسالة لكل أعداء سورية بأن سورية حريصة بكل الأوقات على الاستحقاقات الدستورية والانتخابية بموعدها.
وفي تصريح للصحفيين، عقب إدلائه بصوته في انتخابات أعضاء المجالس المحلية وذلك في المركز الانتخابي في رئاسة مجلس الوزراء، اعتبر عرنوس أن الإدارة المحلية هي الأداة التنفيذية للحكومة على أرض الواقع وهي صلة المواطن مع الدولة مباشرة، وأضاف رئيس مجلس الوزراء: «جميع المواطنين يشاهدون الإقبال الكبير على هذه الانتخابات ولكل مواطن الحق في المشاركة في هذه الانتخابات والتي تعني الثبات على الحقوق والثوابت الوطنية والحرص على دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم والجرحى الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم لتبقى سورية عزيزة»، موضحاً أن الإقبال على هذه الانتخابات وفاء لدماء الشهداء وتثبيت للحقائق على أرض الواقع.
وزير الخارجية والمغتربين اعتبر في تصريح مماثل عقب إدلائه بصوته في الانتخابات، أن يوم الانتخابات هو يوم الشعب السوري والاستحقاقات الدستورية لم تتوقف ولم يتم تجاوزها في يوم من الأيام، مبيناً أنه منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، مارس الشعب السوري كل حقوقه في اختيار مسؤوليه على مختلف المستويات وهذا اليوم لا يختلف عن الأيام السابقة رغم التحديات وعلى الرغم من كل ما تخطط له الدوائر الغربية للتشكيك أو عدم السماح للشعب السوري بممارسة استحقاقاته الدستورية.
وشدد المقداد على أن الرئيس الأسد أصر على أن تمارس كل هذه الاستحقاقات سواء كانت إدارة محلية أم مجلس الشعب أم الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، وهذا ما جرى خلال السنوات الماضية وأضاف: «الهجمة الإرهابية والغربية على سورية فشلت لأن الشعب السوري كان صامداً بقيادته وجيشه، ونحن نأمل من كل مواطن أن يمارس هذا الحق الدستوري لأن الإدارة المحلية جزء أساسي من أدوات التعبير الديمقراطي عن رغبات وهوية الشعب لذلك نحن واثقون أن هذه الانتخابات ستجري بقرار شعبي مسؤول عن حاضر ومستقبل سورية».
ورداً على سؤال «الوطن»، أكد المقداد أن رسالة الشعب السوري وإصراره على إنجاز استحقاقاته الدستورية حاضرة لدى جميع الدول، وهذه الدول تراقب ما يجري وقال: «هم يراقبون كل حركة تجري في سورية لذلك عندما يتجاهلون ذلك فهم يكذبون».
وخلال مشاركتهم في الانتخابات أكد وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم، والاتصالات والتقانة إياد الخطيب، والموارد المائية تمام رعد، والنقل زهير خزيم، والنفط والثروة المعدنية بسام طعمة، والشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين، والإعلام بطرس الحلاق، أهمية الانتخابات كاستحقاق دستوري لم يتوقف طوال سنوات الحرب الإرهابية على سورية على الرغم من التحديات وكل ما خططت له الدوائر الغربية لمنع إنجاز هذه الاستحقاقات، مشددين على أولوية اختيار المرشحين الأكفأ لمتابعة تنفيذ خطط الحكومة.