عربي ودولي

مصادر لبنانية لـ«الوطن»: الحكومة قيد التشكيل نهاية الشهر الحالي … عون: مفاوضات ترسيم الحدود البحرية باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوقنا

| بيروت - سماهر الخطيب - وكالات

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق لبنان في التنقيب عن الغاز والنفط في الحقول المحددة بمنطقته الاقتصادية، على حين أفادت أوساط لبنانية لـ«الوطن» أنّ ملف الحكومة قيد الإنجاز، مرجحة تشكيل حكومة في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي قبل نهاية ولاية عون في 31 تشرين الأول المقبل.

ونقل موقع «النشرة» عن عون خلال لقائه، أمس الإثنين، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونيسكا أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق لبنان في التنقيب عن الغاز والنفط في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة له، مشيراً إلى أن التواصل مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مستمر حول بعض التفاصيل التقنية المرتبطة بعملية الترسيم.

وأعرب عون عن أمله بأن يسهم التنقيب في المياه اللبنانية في إعادة إنهاض الاقتصاد اللبناني الذي شهد تراجعاً كبيراً خلال السنوات الماضية فضلاً عن تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب.

وبينما جدد عون تأكيد التزام لبنان بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 منها لفت إلى أهمية تطبيق كل مندرجاته، معتبراً أن التنسيق بين القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» والجيش اللبناني أمر ضروري لتأمين نجاح مهمة حفظ الأمن والسلام على الحدود، مشدداً على وجوب توفير المناخات الملائمة لمنع حصول أي صدام بين الأهالي والجنود الدوليين.

من جهة ثانية أفادت أوساط لبنانية لـ«الوطن» أنّ ملف الحكومة قيد الإنجاز، مرجحة تشكيل حكومة في المدى القريب قبل نهاية ولاية عون في 31 تشرين الأول المقبل.

وأوضحت الأوساط اللبنانية أنّ الحكومة المرتقبة بمعظم حقائبها الوزارية ستكون من حكومة تصريف الأعمال الحالية، مع بعض التعديلات التي تقتصر على أربع حقائب وفق قاعدة «ستة وستة مكرر» وهي قاعدة اعتاد عليها النظام اللبناني وفق المحاصصة الطائفية السائدة، وبالتالي فإنّ التعديل سيشمل الطوائف الأربع: «المسيحية السنية الشيعية والدرزية»، إذ لا بدّ من تطبيق مرونة متبادلة لإيجاد صيغة مقبولة بين عون ونجيب ميقاتي المكلف بتشكيل الحكومة .

وأكدت مصادر نيابية لـ«الوطن» أنّ «هناك قناعة لدى المعنيين بضرورة وجود حكومة مكتملة الصلاحيات، للحؤول دون فراغ دستوري في حال حدوث فراغ رئاسي بعيد نهاية عهد الرئيس عون».

وفي حال تذليل تلك العقبات، فإن الحكومة الجديدة سترى النور بعد نحو أسبوع، وذلك رغمَ تصاعُد المؤشرات السلبية المُتصلة بالأزمة وازدياد مخاطر التوترات السياسية والأمنية المُتنقلة بين المناطق، بحسب الأوساط السياسية.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الوطن» أن «التقدّم جدّي هذه المرة في ملف الحكومة»، مشيرة إلى أنّ «العد التنازلي لإعلان الحكومة قد بدأ».

كما أشارت المصادر المطلعة إلى موقف حزب الله الإيجابي مستندة إلى الجهود التي قامَ بها الحزب مع المعنيين في الملف، الذي أكد «وجوب تأليف حكومة بأسرع وقت»، وهو ما أكد عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، كما أشارت المصادر إلى القيام بـ«وساطة بين عون وميقاتي للتقريب في وجهات النظر وإقناعهما بخفض شروطهما»، مع تأكيد أنّ «الحكومة الحالية هي الأنسب مع بعض التعديلات بعيداً عن الأسماء الاستفزازية».

أما الموقف الجديد وفق المصادر المطلعة فهو «قرار رئيس مجلس النواب نبيه بري بتغيير وزير المال يوسف خليل واستبداله بالنائب السابق ياسين جابر»، وفيما يتعلق بالوزيرين عصام شرف الدين وأمين سلام، أوضحت مصادر مقربة من عون لـ«الوطن» أنّ «الموقف من هذين الاسمين هو لرئيس الجمهورية الذي يختار أي اسم لبديل عن أي منهما في حال تغييرهما، وأن موقف عون لا يخضع لأي نوع من الحسابات الجانبية».

من جانب آخر وعلى صعيد اقتحام المصارف، أحيل ملف الموقوفين بقضية اقتحام مصرف لبنان والمهجر، عبد الرحمن زكريا ومحمد رستم، إلى النائب العام الاستئنافي بعد ظهر أمس، للبت فيه.

وسادت حالة من التوتر، أمام قصر العدل في بيروت، مع استمرار التحرك للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين بملف اقتحام «بلوم بنك»، كما أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق وحاولوا اقتحام مبنى قصر العدل وانتزاع البوابة الحديدية.

وقالت شقيقة رستم لـ«الوطن»: إنّ «ما قام به شقيقي هو شرف كبير نضعه تاجاً على رؤوسنا كعمل بطولي نفتخر به لأنه لا يوجد أي جنحة ضدّه وكل اللبنانيين افتخروا بما قام به، وأريد أن أشير إلى نقطة مهمة أنه بأي دولة في العالم السارق يرفع دعوة على المسروق وفي أي قانون في العالم يحكم بالسجن على من يأخذ حقه والسارق هو من يكون في القصور، دولتنا هي من تظلم شبابنا وهي من تحطم لهم طموحاتهم وسواء شقيقي أم غيره من الذين يطالبون بحقوقهم هم على حق وهم محرومون ودولتنا هي من صنعتهم على هذه الشاكلة وهي من تدفنهم وهم أحياء».

من جانبه قال والده: «ابني لم يقم بعمل مشين على العكس هو قام بعمل مشرف ونحن مستمرون لحين صدور أي قرار إيجابي متمنين من القاضي عويدات أن ينصر ابني المظلوم وهو الذي أقسم اليمين بأن يكون مع المظلوم وليس مع الظالم».

وطالب أهالي الموقوفين بتحريرهم وأن يخرجوا بخير قبل أن تدب الفوضى وقال بعضهم لـ«الوطن»: «نحن هنا ولن نعود إلى عكار إلا والموقوفان معنا وإذا لم يخرج الشابان فنحن سنعتصم أمام باب العدل ومستمرون بالتصعيد والتكسير في كل مخفر وكل سرايا حتى خروج الموقفين ولن نتركهم وكل أحد له علاقة بتوقيفهما سواء القاضي غسان عويدات أم مالك مصرف لبنان والمهجر سنذهب إليه».

وسجّلت الليرة اللبنانية أدنى مستوياتها مقابل الدولار، تزامناً مع بدء المصارف في لبنان أمس الاثنين إقفالاً مدة ثلاثة أيام احتجاجاً على عمليات اقتحام طالت عدداً من فروعها خلال الأسبوع الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن