الأولى

موسكو أكدت دعمها فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية البلدين … مصادر دبلوماسية غربية في أنقرة لـ«الوطن»: الانتقال من المفاوضات الأمنية إلى السياسية بين دمشق وأنقرة ليس ببعيد

| حلب - خالد زنكلو

بينما أعلنت روسيا عن استعدادها لـ«تهيئة الأجواء» من أجل عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين، رأت مصادر دبلوماسية غربية في أنقرة، أن المفاوضات الأمنية الجارية راهناً بين الاستخبارات السورية والتركية حول ملف التقارب بين دمشق وأنقرة قد تنتهي قريباً، ويتم الانتقال إلى الشق السياسي في موعد «ليس ببعيد» من الآن.

ورجحت المصادر المطلعة على ما يدور من نقاشات داخل الحكومة التركية بشأن المصالحة مع القيادة السورية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن يبدأ الحوار على الصعيد الدبلوماسي مع دمشق الشهر المقبل على أن يتوج بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الشهر الذي يليه، أو قبل نهاية العام الجاري، كحد أقصى، في حال تم إحراز تقدم في عدد الملفات التي يتم التباحث حولها وفي مقدمتها جدول انسحاب واضح من الجانب التركي لقواته المحتلة لأجزاء كبيرة من الأراضي السورية.

وبينت، أنه ربما لن يمر وقت طويل قبل لقاء وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بنظيره التركي مولود شاويش أوغلو، ولو «بروتوكولياً» في المرحلة الحالية، مشيرة إلى أن ذلك قد يحصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين في نيويورك، والتي بدأت أعمالها في الـ١٣ من الشهر الجاري وتستمر حتى الـ٢٧ منه، وقد يرافق ذلك مصافحة بين رئيسي دبلوماسية البلدين، لإذابة الجليد الذي يحكم التوتر بين البلدين منذ أكثر من عقد، على خلفية دعم نظام رجب طيب أردوغان عسكرياً وسياسياً للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية.

المصادر رأت أن سرعة تواتر التصريحات والتسريبات التركية خلال الأيام الأخيرة حول الملف الإستراتيجي بالنسبة لأردوغان وحزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، يدل على نية الجانب التركي إحراز تقدم سريع في المفاوضات الأمنية والعسكرية، وهو ما يبدو أنه بدأ يؤتي ثماره، للانتقال إلى المجال السياسي المهم في تقرير مستقبل علاقة البلدين وإنهاء القطيعة بينهما.

إلى ذلك، أبدت موسكو أمس نيتها في الزج بثقلها من أجل تحقيق انفراج ملموس وجوهري في علاقات أنقرة بدمشق، وذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي أعرب، حسب موقع قناة «روسيا اليوم»، عن ترحيب الخارجية الروسية باستعداد ورغبة أردوغان لبحث عقد لقاء مع الرئيس بشار الأسد، وشدد على أن موسكو «تدعو إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق».

وأكد بوغدانوف، في تصريح صحفي، أن موسكو «تدعم فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسورية، ونحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر، ونرى أن الاجتماع سيكون مفيداً، ونشجعهم على ذلك، وإذا أرادوا، فنحن على استعداد دائماً لتهيئة ذلك».

بوغدانوف لفت إلى استعداد روسيا للتواصل مع الولايات المتحدة بشأن سورية وقال: «ربما تكون هناك بعض الاتصالات على الصعيد العسكري، ونحن مستعدون دائماً لمثل هذه الاتصالات».

وأشار إلى أن «الولايات المتحدة مدعوة بصفة مراقب إلى اجتماعات أستانا»، وأن الجانب الأميركي هو من يمتنع عن الحضور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن