ختام قمة تحويل التعليم بمبادرات ووعود لدعم مستقبل التعليم في العالم … طباع والفلاسي يناقشان إيفاد مدرسين سوريين إلى الإمارات
| محمود الصالح
بعد ثلاثة أيام من النقاشات والحوار بين القادة التربويين وقادة الدول والمجموعات الشبابية اختتمت أعمال قمة تحويل التعليم بإطلاق مجموعة من المبادرات الواعدة بدعم مستقبل التعليم عن طريق وضع خريطة طريق واضحة تتعلق بتأمين وضمان التعليم الشامل والمنصف والآمن للجميع مدى الحياة والتركيز على المساواة بين الجنسين في فرص التعلم والمساهمة في توفير التقانات اللازمة لتحقيق مهارات القرن وجعل التعلم النشط أكثر تفاعلاً بين المعلم والمتعلم، إضافة إلى تأمين مصادر جديدة للاستثمار في التعليم وطنياً وعالمياً، وتوفير أموال كافية للتحويل في التعليم بما يلبي طموحات الشباب وتطلعاتهم.
واجتمع الوفد السوري المشارك بعد ختام القمة بوزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والوفد المرافق له الذي سيمثل سورية في اجتماع الجمعية العمومية السابع والسبعين للأمم المتحدة وتم إطلاعه على نتائج عمل القمة والمشاركة السورية فيها وذلك بحضور رئيس البعثة الدائمة للأمم المتحدة بسام صباغ.
إلى ذلك عقد الوفد السوري برئاسة وزير التربية سلسلة لقاءات مع وفود الدول المشاركة في قمة تحويل التعليم وذلك بهدف تطوير العلاقات والتعاون في مختلف المجالات خاصة التربوية والتعليمية على هامش قمة تحويل التعليم المنعقدة في نيويورك، حيث عقد لقاء مع وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة أحمد بلهول الفلاسي، تم خلاله بحث علاقات التعاون التربوي بين البلدين، حيث استعرض الوزير طباع مجالات التعاون التاريخية بين البلدين من خلال إيفاد المعلمين والمدرسين إلى الإمارات العربية المتحدة للتدريس، شارحاً تحديات الأزمة المتمثلة في خروج ما يقارب 8000 مدرسة عن الخدمة الأمر الذي يستلزم الدعم من الدول العربية الشقيقة إضافة إلى ما تقدمه المنظمات الدولية الشريكة العاملة في مجال الطفولة.
وأضاف الوزير طباع: إنه رغم الظروف والتحديات الصعبة، إلا أن التعليم لم يتوقف يوماً في سورية، من خلال استيعاب جميع الأطفال ممن هم في عمر المدرسة حيث يتم تأمين الكتب المدرسية المجانية للصفوف (1-9) وشبه المجانية للمرحلة الثانوية إضافة إلى تأمين الأطر الإدارية والتدريسية حيث تم توظيف 15 ألف معلم وكيل عام 2020 و42 ألف مدرس اختصاص عامي 2021-2022 لسد النقص في أعداد المدرسين والمعلمين ويتم استكمال العدد المطلوب هذا العام من مسابقة التنمية الإدارية، معتبراً أن الحكومة تقدم التعليم لجميع الأطفال من دون استثناء وفي أي منطقة على الأرض السورية وفق توجيهات رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد الذي يؤمن بأن التعليم حق للجميع وهو عمل أخلاقي ومهني ينبغي وضعه في أولويات العمل الحكومي.
وأشار الوزير طباع إلى عملية بناء المناهج التربوية في سورية التي تبتعد عن كل المشكلات الخلافية وتركز على الانسجام الاجتماعي واحترام الآخر، مقترحاً إمكانية تأسيس مدرسة مشتركة سورية -إماراتية في سورية تكون أنموذجاً للتعاون العربي-العربي يمكن أن تدرس طلاب سوريين وإماراتيين ويشترك الكادر التدريسي فيها، إضافة لإمكانية استخدام أحد مجمعات التربية في ريف دمشق لتكون كالمدارس الدولية الأخرى العاملة في سورية.
وعرض الوزير طباع المشاركة الفاعلة للسوريين في مسابقة أفضل معلم على مستوى الوطن العربي التي تقيمها الإمارات، والمشاركة في جائزة تحدي القراءة التي تقيمها وزارة التربية الإماراتية وهذا بدوره يعزز التعاون الأخوي والتربوي بين البلدين وينمي تعلم اللغة العربية والحفاظ عليها، مشيراً إلى إمكانية تبادل المعلمين والطلاب والفرق الفنية والرياضة بين البلدين.
ودعا الوزير طباع وزير التربية الإماراتي لزيارة سورية حيث سيتم توجيه دعوة له عبر وزارة الخارجية والمغتربين بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
بدوره أبدى وزير التربية الإماراتي الفلاسي الرغبة الكاملة في تعزيز علاقات التعاون والأخوة مع وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية، آملاً بفتح آفاق جديدة للتعاون وتبادل المعلمين والمدرسين الذين يقومون بالتدريس في المدارس الإماراتية كما وعد بتلبية دعوة الزيارة لدمشق.
وتحدث الوزير الفلاسي عن مصادر التعلم التي يستخدمها المعلمون والطلاب في الإمارات وإلى مشروع المنصات التربوية التي أنشأتها دولة الإمارات ومشروع «مدرستي» التي تغني العملية التربوية، مبيناً أهمية دراسة فكرة تأسيس مدرسة مشتركة سورية-إماراتية، كما أشار إلى أهمية تعليم اللغة العربية وتعزيز استخدامها وإتقانها في ظل العولمة للحفاظ على وجود الأمة ولغتها.
وأكد الوزير طباع إمكانية تأمين مدرسين للغة العربية لدعم التدريس في دولة الإمارات العربية المتحدة وتبادل الخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات.