سورية

مؤتمر دمشق لمؤتمر الرياض: لن يتم أي حل سياسي من دون معارضة الداخل

| الوطن – وكالات 

يوجه مؤتمر لقوى معارضة في الداخل من المقرر أن يعقد اليوم بدمشق رسالة إلى مؤتمر المعارضة في الرياض الذي بدأ أعماله أمس مفادها أن «أي حل سياسي لا يأخذ بعين الاعتبار معارضة الداخل لن يتم».
ومع استكمال وصول المدعوين من المعارضات السورية إلى الرياض أمس للشروع في المؤتمر، وسط تباينات بين أطرافها حول عناوين عديدة، برز امتناع مدعوين عن الحضور، وانتقد مشاركون في «مؤتمر سورية الديمقراطية» الذي استضافته مدينة المالكية في شمال شرق سورية تغييب الأكراد عن مؤتمر الرياض.
وشملت الدعوة السعودية، إضافة إلى الائتلاف المعارض، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وشخصيات من «مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. كما دعي ممثلو تنظيمات مسلحة، كالجبهة الجنوبية و«جيش الإسلام» وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وتعقد اليوم تيارات وهيئات وأحزاب منها معارضة ومنها أحزاب مرخصة وغير مرخصة مؤتمراً في دمشق بمشاركة من 15 إلى 17 تياراً وهيئة وحزباً من أبرزها «حزب التضامن، حزب سورية الوطن، حزب الشباب الوطني السوري، حزب الشباب للعدالة والتنمية، وهيئة العمل الوطني الديمقراطي»، وذلك بالترافق مع مؤتمر الرياض.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت أمين عام «حزب سورية الوطن» مجد نيازي، إن المؤتمر سيوجه رسالة إلى مؤتمر الرياض مفادها «لن يتم أي حل سياسي دون معارضة الداخل».
وأعلنت السعودية الأحد في بيان لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية أنها وجهت الدعوة «لكافة شرائح المعارضة المعتدلة للمشاركة في اجتماع موسع بالعاصمة الرياض في الفترة من 8 إلى 10 كانون الأول الحالي لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها وتحديد مواقفها التفاوضية».
ومن أبرز تكتلات المعارضة التي وجهت لها الدعوات للمشاركة في المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 100 شخصية سياسية وعسكرية «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» من الداخل بـ(14 عضواً)، والائتلاف من معارضة الخارج بـ(31 عضواً).
وأمس الأول قال أمين حزب التضامن المعارض المرخص محمد أبو القاسم لـ«الوطن»: «إن من دعي لمؤتمر الرياض من معارضة الداخل هي هيئة التنسيق وهيئة التنسيق هي جزء وليست الكل».
وفي تصريحها لـ«الوطن» قالت نيازي إن مؤتمر دمشق سينتج عنه ترشيح من 10 إلى 15 اسماً كممثلين للمعارضة الداخلية.
ورداً على سؤال إن كانت القوى المشاركة في مؤتمر دمشق يمكن أن تقنع مبعوث الأمم المتحدة بهذه الأسماء قال نيازي: «يفترض أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار فنحن الموجودون في الداخل.. سنحاول فرض ذلك عليهم بكافة الطرق».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قالت الأمين العام المساعد لحزب الشباب الوطني السوري المرخص سهير سرميني إن مؤتمر دمشق سيعقد تحت عنوان «صوت الداخل».
وأضافت: «المؤتمر سيرسل رسالة بأن أي مؤتمر يعقد في الخارج فيما يخص الأزمة السورية ويقصي عدداً من معارضة الداخل فإن ذلك يتنافى مع مقررات جنيف التي تتضمن مشاركة كافة أطياف المعارضة والمجتمع المدني.
وأشارت إلى أن برنامج المؤتمر يتضمن جلسة افتتاحية تلقى فيها عدد من الكلمات وجلسة نقاش مفتوحة وأخرى مغلقة ومؤتمر صحفي في نهاية المؤتمر.
وانتقد مشاركون في «مؤتمر سورية الديمقراطية» الذي استضافته أمس مدينة المالكية في شمال شرق سورية تغييب الأكراد عن مؤتمر الرياض، معتبرين أن القوى الموجودة في الداخل هي «الأكثر جدارة» لوضع رؤية حول مستقبل النظام السياسي.
وقال العقيد طلال سلو، المتحدث باسم «جيش سورية الديمقراطي»، وهي ائتلاف من فصائل عربية وكردية مدعومة أميركيا، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء «لسنا قوى وهمية على الأرض (…) ولهذا يجب أن تكون لنا الكلمة الأساسية في مستقبل سورية»، مضيفاً إن «عدم دعوتنا إلى مؤتمر الرياض مؤامرة».
وحققت هذه القوات، وأحد أبرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، تقدما ميدانيا في ريف الحسكة الجنوبي على حساب تنظيم داعش في الشهرين الأخيرين، وسيطرت على عشرات البلدات والقرى.
وانعقد «مؤتمر سورية الديمقراطية لقوى المعارضة» في يومه الأول بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أبرز حزب كردي سوري وهيئة التنسيق الوطنية وتيار قمح الذي يرأسه المعارض هيثم مناع، بالإضافة إلى عدد من الأحزاب الكردية والسريانية والآشورية ومنظمات مدنية.
ورأى أحد منظمي المؤتمر نبراس دلول المنتمي إلى تجمع «عهد الكرامة والحقوق» العربي أن «مؤتمر الرياض يُستثنى منه مكون سوري كبير».
وقال: إن المشاركين في مؤتمر المالكية يجهزون أنفسهم «لأي عملية تفاوض ونقوم بلملمة شتات المعارضة السورية المؤمنة بالحل السياسي والدولة المدنية الديمقراطية».
واستكمل أمس وصول المدعوين إلى العاصمة السعودية. وعقد عدد من المعارضين اجتماعات تمهيدية غير رسمية حضر جانبا منها دبلوماسيون غربيون وروس، في فندق «انتركونتيننتال» بالرياض، والذي أحاطته أجهزة الأمن السعودية بإجراءات أمنية مشددة، شملت انتشار عناصرها والتفتيش باستخدام الكلاب البوليسية، ومنع دخول من لا يحمل تصريحا على ما ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وأفاد مصدر مشارك في اللقاءات التحضيرية أن النقاشات التي ستبدأ صباح اليوم، ستبحث في مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد لمفاوضات محتملة مع وفد حكومي. وستعقد جلسات متواصلة ليومين مدة كل منها ساعة ونصف ساعة، يتوقع أن يصدر بعدها بيان ختامي.
ومن المدعوين إلى مؤتمر الرياض رئيس تيار «قمح» الذي اعتذر عن المشاركة في المؤتمر.
وقال مناع بحسب «أ ف ب»: إنه لن يشارك في مؤتمر السعودية لأنه «لم يستجب مع أمور حذرنا منها»، لاسيما دعوة «حركة أحرار الشام» التي تقاتل جنباً إلى جنب مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، تحت لواء «جيش الفتح».
وأبدى مناع «تشاؤمه» من نجاح مؤتمر الرياض، معتبراً أنه سيكون «حقل ألغام وقنابل عنقودية، وكل عناصر الانفجار موجودة فيه».
من جهته، توقع عضو الائتلاف المعارض سمير نشار أن يواجه المؤتمر «مهمة صعبة» في التوصل لرؤية موحدة، خصوصاً لجهة الاتفاق على دور الرئيس بشار الأسد في أي مرحلة انتقالية. وقال نشار: إن النقاش «ليس بالسهولة بأن يحل في يومين».
وأكدت ميليشيا «جيش الإسلام» مشاركة عضوين في مكتبه السياسي بمؤتمر الرياض، في حين لم تعلق «أحرار الشام» على تداول اسمها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن