اجتماع نيويورك متوقف على تلبية شروط موسكو
| وكالات
ضغط وزير الخارجية الأميركي جون كيري على المعارضين المشاركين في مؤتمر الرياض، معلناً أن عقد الاجتماع المقبل لـ«مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية» يتوقف على النتيجة التي سيخلصون إليها. في غضون ذلك، كررت روسيا شروطها لحضور الاجتماع الذي يعمل كيري على عقده في مدينة نيويورك الأميركية، وجددت تأكيد موقفها الثابت حيال سورية.
وبدورها، شددت الدبلوماسية الإيرانية التي يبدو أن لها تحفظات قوية جداً بشأن اجتماع نيويورك المقبل، نتيجة إقصائها عن عملية اختيار الوفد المعارض ووضع قائمة الإرهاب، على أن الجهود المبذولة لحل الأزمة في سورية، يمكن أن تصل إلى نتائجها المرجوة، في حال أخذت بالحسبان «الحقائق» في سورية والمنطقة.
في باريس، قال كيري، عقب لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش محادثات المناخ: «تحدثنا عن سورية، والحاجة لمفاوضات ترعاها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار عندما نستطيع تحقيق ذلك».
وأضاف في تصريحات للصحفيين وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «خطتنا هي المحاولة والحضور وعقد اجتماع في نيويورك في 18 (كانون الأول)». وبيّن أن اجتماع نيويورك يعتمد في جزء منه على نتيجة المؤتمر، الذي تنظمه السعودية لممثلي عدد من التنظيمات المعارضة والمجموعات المسلحة.
في موسكو، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الموقف الروسي تجاه سورية يتسم بطابع مبدئي لم ولن يتغير بل على العكس من ذلك فإن روسيا مصممة على الدفاع عنه بما في ذلك في إطار صيغة المجموعة الدولية لدعم سورية المنبثقة عن اجتماعي فيينا التي تعتبر الأمثل.
وقبل يومين، فند وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات نظيره الأميركي ادعى فيها أن روسيا غيّرت موقفها من بقاء الرئيس بشار الأسد بمنصبه. ووصف تحذير كيري من اتخاذ الغرب إجراءات قاسية على موسكو وطهران رداً على دعمهما للرئيس الأسد، بـ«العبثي».
وقالت زاخاروفا في بيان لها، بحسب وكالة الأنباء «سانا»: إن «روسيا تشدد على أن عمل المجموعة الدولية لدعم سورية يجب أن يكون مستمراً بطريقة فعالة، وأن يركز على الإطلاق الفعلي للعملية السياسية السورية السورية وفقاً لبيان فيينا» الثاني. وأضافت: «مع الأخذ بالحسبان كيفية تطور الأمور، فإننا نعتقد أنه من السابق لأوانه الإعلان عن الاستعداد لعقد الاجتماع الدوري للمجموعة الدولية لدعم سورية على المستوى الوزاري في نيويورك في 18 كانون الأول الجاري».
وشددت على أنه من أجل المضي قدماً على طريق تعزيز التسوية السورية فإنه ينبغي على المجموعة الدولية اتباع قواعد معينة، وهي الالتزام الصارم بتوافق الآراء خلال اتخاذ القرارات، وللقيام بذلك أولاً وقبل كل شيء يجب ضمان حضور جميع المشاركين في صيغة فيينا دون استثناء في اجتماعات المجموعة المقبلة، في إشارة على ما يبدو إلى إيران التي أعربت عن غضبها من مؤتمر الرياض وجهود الأردن لوضع قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأكدت الناطقة الروسية ضرورة أن تنفذ القرارات المتخذة سابقاً وخاصة المتعلقة بضرورة إعداد قائمة بأسماء المجموعات الإرهابية في سورية وبتسهيل جهود المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وغيره من الجهات المعنية من أجل توفير أوسع نطاق ممكن من ممثلي المعارضة السورية لطاولة المفاوضات وتشكيل وفد تمثيلي للمحادثات مع وفد الحكومة السورية، في إشارة إلى أن موسكو لا ترى أن مؤتمر الرياض كاف لإنهاء مسألة وفد المعارضة.
وقالت زاخاروفا: «ما دامت المجموعة الدولية لدعم سورية لم تنفذ هذه الوظيفة بعد فإن الاجتماع على المستوى الوزاري سيكون من وجهة نظرنا ذا نتائج معاكسة بمعنى أنها ستتحول من هيئة دولية مخولة تقديم المساعدة الحقيقية للسوريين في حل الأزمة في بلادهم إلى ناد للنقاش». وبينت أنه من دون وجود فكرة جماعية عمن هو إرهابي في سورية ومن هو معارض فإنه من المستحيل الحديث عن أي عملية سياسية سورية سورية أو عن مسألة وقف إطلاق النار لأن أي مفاوضات أو هدنة مع الإرهابيين مستحيلة.
وشرحت، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن المطلوب في رأي موسكو، ليس لقاء من أجل اللقاء، بل تنظيم فعالية يمكن بنتيجتها التوجه إلى مجلس الأمن، بمبادرة حول تبني قرار دولي يرمي إلى الدفع بالتسوية السياسية في سورية إلى الأمام وفق مبادئ التوافق الوطني السوري، وبالانسجام مع نص بيان جنيف وروحه.
وسبق للافروف أن اشترط لمشاركة بلاده في اجتماع نيويورك «تحديد قائمة بأسماء المنظمات الإرهابية – تسهيل مهمة دي ميستورا بتشكيل وفد موسع للمعارضة – حضور جميع الأطراف التي شاركت في اللقاءين الأول والثاني).
من جهة أخرى، بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان القضايا المتعلقة بأنشطة المجموعة الدولية لدعم سورية المنبثقة عن اجتماع فيينا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها، بحسب وكالة «سانا»: إن بوغدانوف وعبد اللهيان ناقشا بالتفصيل خلال اتصال هاتفي أنشطة المجموعة، مع التركيز على ضرورة تنفيذ مقررات بيان فيينا الثاني.
ولاحقاً، أكد عبد اللهيان أن اجتماع فيينا بشأن سورية خطوة إيجابية إلى الأمام على طريق حل الأزمة في سورية، وفقاً لما نقلته وكالة «سانا».
وفي كلمة له أمام السفراء الأجانب المعتمدين في طهران، قال عبد اللهيان: إن «الجهود المبذولة لحل الأزمة في سورية، يمكن أن تصل إلى نتائجها المرجوة، في حال أخذت بالحسبان الحقائق في سورية والمنطقة، وأن تؤدي إلى تعزيز مكافحة الإرهاب بالتزامن مع التقدم في الحل السياسي».
وجدد ترحيب بلاده بكل جهد إيجابي من مختلف اللاعبين لحل الأزمة في سورية في إطار احترام السيادة السورية، مشدداً على أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره بنفسه.
في روما، رأى دي ميستورا، أمس الأول أن «لا نصر على تنظيم داعش دون حل سياسي (في سورية)».
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده بمقر وزارة الخارجية الإيطالية مع الوزير باولو جينتيلوني، أضاف دي ميستورا بحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء: «إذا كان صحيحاً أن بإمكاننا بل علينا محاربة تنظيم داعش»، فلن «يكون بإمكاننا دحر التنظيم إلا إذا دفعنا جميعاً نحو إيجاد حل سياسي في سورية».
وخلص إلى القول: إنه «ليس من قبيل المصادفة أن تكون هناك اليوم مبادرة تشهد اتحاد الجميع»، في إشارة إلى مسار فيينا السياسي.