سورية

روسيا تدعو مجلس الأمن إلى بحث قضية إسقاط السوخوي 24 … العلاقات بين موسكو وأنقرة إلى مزيد من التأزم.. وأحدث غواصة روسية وصلت إلى قرب الشواطئ السورية

| وكالات 

مع ورود أنباء عن وصول أحدث غواصة لها قرب الشواطئ السورية وإجراء تدريبات لسفنها الحربية في قزوين على استعمال خصم افتراضي لأسلحة الدمار الشامل، حذرت روسيا حلف «الناتو» من تداعيات قيامه بتقوية قدرات سلاح الجو التركي، ودعت مجلس الأمن إلى بحث قضية إسقاط طائرتها الحربية في الأجواء السورية، على حين أعلنت أنقرة عن احتمال فرض عقوبات جوابية على موسكو.
وأفادت مصادر دبلوماسية، أن روسيا دعت مجلس الأمن إلى بحث موضوع طائرتها المقاتلة التي أسقطتها تركيا في الأجواء السورية، إلى جانب وجود الجنود الأتراك في محافظة نينوى العراقية، وذلك في جلسته المغلقة أمس.
ولم تشر المصادر، بحسب وكالة «الأناضول» للأنباء، إلى أن الطلب الروسي بخصوص وجود هؤلاء الجنود، جرى بتنسيق مع الحكومة العراقية. وأرسلت تركيا إلى ناحية «بعشيقة» قرب الموصل شمالي العراق قرابة 150 جندياً عن طريق البر، ما أثار احتجاج بغداد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أغلو: «مستعدون للحوار مع روسيا لكن لا نسمح إطلاقاً بفرض أي إملاءات علينا ومستعدون لأشكال تبادل وجهات النظر كافة».
وأضاف: «يجب على موسكو أن تدرك أن وراء الحدود السورية التركية إخوة لنا» زاعماً أن مهمة تركيا هي حماية حقوقهم إلى جانب حماية حدود بلاده، وقال: «أي إجراء اتخذناه كان من أجل حماية بلدنا، ومساعدة المدنيين في سورية» وفقاً «للأناضول».
وأعلن داود أوغلو خلال اجتماع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي، أمس، عن احتمال فرض عقوبات جوابية على روسيا عند الضرورة، وقال، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «تركيا ليست تلك الدولة التي من الممكن خلق مشاكل لها بهذه الطرق، وإذا اعتبرنا أن هناك ضرورة، فسنرد بفرض عقوباتنا، وقد تمت مناقشة هذه المسألة خلال الاجتماع الحكومي الإثنين»، لكنه أعرب عن أمله في تخطي الأزمة مع موسكو دون الحاجة إلى اتخاذ هذه الإجراءات.
وفرضت روسيا قيوداً اقتصادية على تركيا على خلفية إسقاط الأخيرة للطائرة الحربية الروسية في الأجواء السورية.
بدوره حذر سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر غروشكو، من التداعيات التي ستترتب على قيام الحلف بتعزيز وتقوية قدرات سلاح الجو التركي وتأثير ذلك في المساعي لتشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب، حسبما نقلت شبكة «CNN» الأميركية الإخبارية.
وقال غروشكو: «إذا حاولت تركيا ومن خلال جهود الناتو احتواء روسيا فسيكون ذلك عائقاً لتأسيس تحالف دولي لضرب الإرهاب، ونحن لا نعلم بالضبط إن كانت هذه الإجراءات (تعزيز قدرات الدفاع الجوية التركية) ستتماشى وتتوافق مع مهمة إزالة العوائق والتحديات المحتملة التي تشكلها المنظمات الإرهابية».
من جهة ثانية وصلت أحدث الغواصة الروسية «روستوف نادونو» التي صُنعت من أجل الأسطول الروسي في البحر الأسود، إلى شرق البحر المتوسط قادمة من مضيق جبل طارق، وهي الآن قرب شواطئ سورية.
وتمت صناعة هذه الغواصة في شمال روسيا وجرى هناك اختبار أسلحتها ومن بينها صواريخ «كاليبر بي إل» الجوالة، وفق ما أعلنه مصدر لوكالة «سبوتنيك» للأنباء.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف رداً على سؤال وجهه له أحد الصحفيين: إنه «لا يملك معلومات عن مكان وجود هذه الغواصة».
يذكر أن الأسطول الروسي في بحر قزوين استخدم مؤخراً صواريخ من طراز «كاليبر» لقصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية.
من جانبه، أفاد المكتب الإعلامي للمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا أمس، بأن طواقم سفن «غراد سفياجسك» و«أوغليتش» و«فيليكي أوستيوغ» التابعة لأسطول بحر قزوين، بحسب سيناريو التدريبات، كان عليها اختيار طريق في البحر يسمح بتعقيد استعمال أسلحة الدمار الشامل من الخصم الافتراضي وعبور المناطق الملوثة من البحر بأقصى سرعة ممكنة.
وأضاف المكتب الإعلامي، حسب «روسيا اليوم»: إن السفن المذكورة قد قطعت خلال الأيام السبعة الماضية نحو 300 ميل وأجرت أكثر من 30 مناورة مختلفة، مشيراً إلى أن أفراد طواقم السفن سيقطعون خلال خدمتهم العسكرية عموماً نحو ألفي ميل في بحر قزوين.
تجدر الإشارة إلى أن 4 سفن تابعة لأسطول بحر قزوين أطلقت في 20 تشرين الثاني 18 صاروخاً من نوع «كاليبر» إلى مواقع لتنظيم داعش في سورية من بحر قزوين، كما أطلقت السفن في 7 تشرين الأول 26 صاروخاً مجنحاً إلى مواقع للتنظيمات الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن