«ديجيتال آرت».. فن يحاكي المستقبل والتكنولوجيا … الخطوة الأولى باتجاه هذا الفن في سورية.. ويمهد لمعارض كثيرة قادمة
| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني
عشرة فنانين شباب قدموا في غاليري جوليا آرت لوحات متميزة بمعرض خاص وجديد باسم «ديجيتال آرت»، يحمل أفكاراً خيالية ورسومات تحاكي المستقبل والتكنولوجيا عبر فن ينظر له متقنوه بأنه صورة للمستقبل وهو فن حقيقي لا تشوبه شائبة.
يدخلنا هؤلاء الشباب في عالم خاص نرى من خلاله عالماً ملوناً ربما إذا توغلنا أكثر فسنلقى الشخوص على حقيقتها بكل جوانبها، شخوص تحاكي العصر وتستشرف المستقبل تجمعت اليوم في معرض خاص لتبين سحرها وتثبت مكاناتها..
عن هذا الفن وما يحمله من تميز ونجاح ومستقبل منظور كان هذا المعرض تحدياً حقيقياً لهم لصنع مكان خاص بالتكنولوجيا الجديدة يعود ريع المعرض لأطفال جمعية بسمة المصابين بالسرطان.
مشاركون
حيث قال محمد أمين المناع: إن مشاركتي بهذا النوع من الفن لها مزايا عديدة لأن: «الديجيتال آرت هو نوع من الفن بعيداً عن الفن اليدوي المسيطر، نحن نقوم بالرسم من خلال طريقة رقمية أو من خلال الحواسيب، ولا نستطيع أن نقدم هذا الفن إذا لم نكن متمكنين يدوياً، نحن نسلط الضوء اليوم على هذا النوع نشهره، ونشجع العالم أن تتعلمه لأنه لا يوجد لدينا اختصاص جامعي لدراسته أكاديمياً ولا يوجد مدربون له، كلنا تعلمنا هذا الفن بمفردنا ومهاراتنا الشخصية، وهو شيء مهم لأنه جزء لا يتجزأ من عالم الترفيه».
بينما قالت أنوار الأخضر وهي خريجة فنون جميلة: إن «هذا نوع من الفن المعاصر والمختلف له تقنيات معينة تحتاج إلى كمبيوتر أو أجهزة متطورة، وهو فن حقيقي يحتاج إلى مهارات خاصة يحتاج إلى تحليل فني ورؤية فنية ويحتاج إلى فهم للعلاقات البصرية الموجودة باللوحة، ونفكر بالتكوين والتوازن، وأتمنى أن تكون لي بصمتي وهويتي الخاصة في هذا المجال».
وقالت ساندرا شريف وهي أيضاً خريجة فنون جميلة: إنني «شاركت بلوحة تحمل رسالة وهي كهف مظلم يحمل التكنولوجيا، في حين الواقع هو الطبيعة والحياة الجميلة والمضيئة البعيدة عن التكنولوجيا، الديجيتال آرت هو فن بحد ذاته يحتاج إلى خبرات وتكنيك خاص به، ونستخدم برنامجاً خاصاً وهو الفوتوشوب فيه التلوين والرسم وكل شيء يدوي».
وبين حسن صلاح الدين أن: «مشاركتي جاءت من خلال لوحة تعكس صورة هذا الفن، وكغيره من أنواع الفنون يختص هذا الفن بطابعه الخاص، نحن نتعلم أساسيات الفن ونطبقها من خلال برامج الرسم، وهناك شركات خاصة في سورية بدأت تولي اهتماماً كبيراً بهذا المجال».
ومن جانبها قالت فاطمة: إن «المعرض كان مفاجأة بالنسبة لي فهو أول معرض أشارك به في حياتي ويختص بالمجال الذي أعمل به، فأنا أصمم لوحات فيها روبوتات وأدخل في تفاصيل كثيرة، هذا الفن حقيقي وأستطيع أن أصور الخطوات كلها التي نعمل بها لندافع عنه».
بينما يقول طوني أيوب وهو خريج هندسة عمارة: «منذ بداية دراستي كنت أحب الجانب الفني أكثر من الجانب الهندسي، لكن الجانب الهندسي هو من ساعدني على تعلم هذه البرامج والتعرف على هذا العالم الرقمي، هذا الفن هو نقلة نوعية إلى عالم المستقبل والتكنولوجيا وطبيعي أن نستهجنه لأن الناس دائماً ترفض الأشياء الجديدة، وأستطيع أن أجعل الناظر يغوص داخل اللوحة ليجد بانتظاره عالماً كاملاً له أبعاده وتشكيلاته وزواياه».
ومن جهتها غزل برجود وهي من زوار المعرض بينت أن «هذا المعرض يحاكي المستقبل وهو الخطوة الأولى باتجاه هذا الفن في سورية، وربما سيكون البداية لمعارض كثيرة قادمة، وأرى أن هذا الفن حتى لو كان من خلال شاشة كمبيوتر فهو يصنع لوحة نحكي هو إبداع حقيقي، وأشجع كل الشباب أن يدخلوا بهذا المجال لأن هذا الفن مطلوب عالمياً حتى في سورية سيكون له مستقبل لأنه فن فريد ومتميز ويحاكي لغة العصر والتكنولوجيا».
عن الفن
والديجيتال آرت» يطلق على كل الأعمال الفنية التي تستخدم فيها التكنولوجيا بشكل أساسي لإنشائها، ومن الأمثلة على الفن الرقمي الرسم باستخدام الفأرة أو لوحة الرسم، لا تعد البيانات الرقمية فناً رقمياً، إلا أنها قد تدخل في تعديل أو إنشاء عمل ما، ما يمكن أن يطلق عليه (فناً رقمياً).
ويعد استخدام هذا النوع من الفن رائجاً جداً في عصرنا هذا بسبب الانتشار الكبير للأجهزة الرقمية في عالمنا، فأصبحت لا تخلو هذه الأجهزة من كل بيت! كما أن البرامج التي تستخدم في هذا المجال تتيح للمستخدم شتى أنواع المواد والمعدات من ألوان وخطوط مجاناً، ومشاركة وحفظ الأعمال الفنية رقمياً أسهل من نقلها من بلد لبلد يدوياً أو عبر البريد في بعض الحالات.
ويُعتبر الفوتوشوب من أفضل وأشهر برامج التصميم التي تتيح كل ما يحتاجه الفنان لإطلاق العنان لإبداعه، وبدأت تظهر ملامح هذا الفن في سورية عام 2009.