شؤون محلية

جلسة وداع ساخنة لمجلس محافظة القنيطرة.. محطتان تحصلان على محروقات القنيطرة واحدة منهما بحمص وأخرى في السويداء … مصنع حطب يحصل على موازنة من وزارة الإدارة المحلية من دون أن يوافق عليها المحافظ

| القنيطرة - خالد خالد

فوجئ أعضاء مجلس محافظة القنيطرة، خلال استعراض رئيس لجنة الموازنة المشاريع التنموية للوحدات الإدارية، من وجود مشروع يعود ريعه لمجلس بلدة حضر لتصنيع الحطب (على شكل مكعبات)، حيث لم يُعرض المشروع على المجلس أو أعضاء المكتب التنفيذي وإنما تمت دراسته من قبل البلدية ومن ثم رفعه إلى وزارة الإدارة المحلية والتي خصصت مبلغاً كبيراً لتنفيذه.

واعترض وبشدة عضو مجلس المحافظة محمد خنيفس على تنفيذ مصنع للحطب في بلدة حضر والتفكير بمشروع تنموي آخر، لان ذلك سيساعد على القضاء على الثروة الحراجية والأشجار المثمرة في ريف المحافظة الشمالي، ولكونه لا جدوى اقتصادية من هذا المشروع الذي لم يعرض على المجلس لدراسته بشكل مستفيض واتخاذ القرار المناسب، وليتفق معه جميع أعضاء المجلس والمحافظ على رفض المشروع جملة وتفصيلاً.

واعترض عضو المكتب التنفيذي فرج صقر على رفض المجلس لمشروع تصنيع مكعبات الحطب، والتي تتمحور فكرته على الاستفادة من أعمال تقليم الأشجار المثمرة التي يقوم بها الفلاحون بكل موسم والاستفادة من مخلفاتها بواسطة آلة تقوم بفرم تلك الأغصان وتجميع النواتج لصنع مكعبات تماماً كعملية تفل الزيتون والذي يصنّع منه مادة للتدفئة، مبيناً أن مساحة الأراضي لبلدة حضر نحو 32 ألف دونم وسنوياً يتم تقليم الأشجار وبكميات كبيرة وضرورة استفادة البلدية التي ستقوم بتأمين آلة الفرم لأرض الفلاح مقابل أجور رمزية، والمشروع لن يهدد الثروة الحراجية أو الأشجار المثمرة!؟

أما القضية الأهم في جلسة مجلس محافظة القنيطرة بدورته العادية الخامسة، فهي طلب عضو مجلس المحافظة خالد جروان التصويت على منع تزويد محطتين بريف دمشق بمخصصاتهما من مادة المحروقات من طلبات القنيطرة، مستنداً بطلبه على أن المحطتين تقعان خارج الحدود الإدارية لتجمعات أبناء القنيطرة في ريف دمشق والمحطات الموجودة حالياً بالتجمعات تكفي الحاجة، حيث تقع محطة (يافا) على طريق السويداء والثانية (جعبر) على طريق حمص قرب الشيفونية، مطالباً أعضاء المجلس بالتصويت ورفع توصية لرئاسة مجلس الوزراء لتوجيه المحروقات بإيقاف تزويد المحطتين المذكورتين بالمحروقات، لأن من مهمة المجلس الحفاظ على حقوق ومصلحة المحافظة وعلى المال العام، متهماً أشخاصاً متنفذين (لم يسمهم) بأنهم سلبوا حقوق المحافظة وأعضاء المجلس لن يسمحوا بذلك!؟

واقترح رئيس مجلس المحافظة شحادة مرعي تحويل موضوع المحطتين إلى لجنة المحروقات الفرعية والتي من صلاحياتها منح موافقات النقل لدراسة توقيف وتزويد المحطتين بالمحروقات، ليرد عليه كامل أعضاء المجلس بأن قراراته أقوى من قرارات لجنة المحروقات وبالتالي تم التصويت وبالإجماع على عدم تزويد المحطتين المذكورتين بالمحروقات.

واستغرب محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران انتظار أعضاء المجلس الجلسة الأخيرة لطرح موضوع المحطتين، متسائلاً: لماذا لم يتم طرح هذه القضية سابقاً لأن المحافظة تقوم بتزويد تلك المحطات من مخصصاتها من المحروقات منذ مدة طويلة (بداية العام الحالي)، ليرد عليه الأعضاء بأن الموضوع طُرِحَ سابقا ولكن لم يتم الإكتراث له!؟

وأبدى جمران عدم قناعته بمشروع تصنيع مكعبات الحطب في بلدة حضر لأنه سيقضي على الثروة الحراجية، مستغرباً أيضاً سكوت الأعضاء على ذلك وكيف لم يتم عرضه على المجلس، مبيناً عدم الموافقة على المشروع وتنفيذ تجربة من خلال إعارة الآلات الموجودة في مديرية الزراعة للبلدية وفرم الأغصان للفلاحين وتصنيع مكعبات الحطب (كل فلاح حر بأرضه) وسيتم متابعة الموضوع للوقوف على الجدوى الاقتصادية وفي حال نجاح التجربة سيكون هناك كلام آخر.

وأضاف: إن الثروة الحراجية يتم التعدي عليها بشكل يومي والمحافظة اتخذت إجراءات لمنع هذا التعدي وعملية الاحتطاب الجائر ووقف المجازر بحق الغابات، وهذا يتطلب من الأهالي التكاتف مع المحافظة للحفاظ على ما تبقى من ثروة حراجية تقدر أعمارها بمئات السنين.

وقدم نائب المحافظ القنيطرة حسين إسحاق خطة توزيع الإعانة الطارئة التي قدمتها وزارة الإدارة المحلية بمحافظة القنيطرة والبالغة 500 مليون، حيث تم تخصيص 100 مليون كفروقات أسعار لمشاريع طرق منفذة، و50 مليوناً فروقات أسعار مشاريع صرف صحي منفذة و15 مليوناً لتركيب أجهزة إنارة بالطاقة الشمسية و158 نفقات تحويلية و156 صيانة آليات نظافة و20 صيانة طرق بتجمع حجيرة.

في نهاية الجلسة وافق أعضاء المجلس وبالإجماع على توزيع الإعانة المالية البالغة 500 مليون وعلى مشاريع التنمية بالوحدات الإدارية باستثناء مشروع تصنيع مكعبات حطب في بلدة حضر، والاكتفاء بإجراء تجارب بأراضي الفلاحين ومعرفة الجدوى الاقتصادية من المشروع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن