شؤون محلية

لجنة طبية تنهي تحقيقها حول حادثة وفاة شاب بمشفى تشرين الجامعي … صدمة دوائية شديدة مع فشل دوراني حاد والمريض تأخر بالعلاج المناسب … مصدر مسؤول لـ«الوطن»: اللجنة قدمت تقريرها لإدارة المشفى وهو ضمن متابعتها

| فادي بك الشريف

عاد الحديث عن «الأخطاء الطبية» إلى الواجهة مجدداً، وبالتزامن مع وفاة شاب 22 عاماً في مشفى الغزالي الخاص نتيجة ما سمي بـ(خطأ طبي حسب ما أكدته عائلة المرحوم) توفي شاب آخر في مشفى تشرين الجامعي 18 عاماً جراء إعطائه إبرة «روسفلكس» بالخطأ وفق تأكيد والد الشباب المتوفى في تصريحات صحفية.

وفي التفاصيل، شكلت لجنة في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية للتحقيق في ملابسات وفاة المريض أكرم بسام فاضل، لتعقد اجتماعها برئاسة الأستاذ الدكتور فراس حسين وعضوية كل من: الأستاذة الدكتورة هالة سعيد، الأستاذ الدكتور إياس الخير، الدكتور إياد الحاطوم، الدكتورة إيزابيل مهنا.

وبعد دراسة الملف الطبي الكامل للمريض المتوفى أكرم بسام فاضل توصلت اللجنة إلى أن المريض (تولد 2004) قبل في الشعبة العصبية بشكل إسعافي بتاريخ 1/9/2022 عصراً، برقم إضبارة قبول إسعافي (21445) محولاً من عيادة الأستاذ الدكتور عيسى لايقة وذلك وفقاً للمعطيات الواردة في رسالته ( صداع شديد نابض، مترافق مع ترفع حروري وغثيان وإقياء، ويظهر الفحص العصبي للمريض إيجابية صلابة النقرة، مع سلامة الوعي بصورة كاملة، كما حدثت هذه اللوحة السريرية بعد مرور أسبوع من التعامل معه على أنه مصاب بالتهاب بلعوم، نظراً لشكايته آنذاك من الصداع والترفع الحروري، وعولج بالصادات الحيوية فموياً، ولكن من دون تحسن، إذ تفاقمت شكاياته كافة كما هو مذكور أعلاه.

وبحسب اللجنة: أجري للمريض عند القبول تصوير طبقي محوري للدماغ إسعافياً بهدف التشخيص السببي وقبل إجراء البزل القطني، تبين سلبية النزف تحت العنكبوتية، مع ملاحظة امتلاء الجيوب الفكية والوتدية (قد تمثل بؤرة دخول محدثة لإنتان)، وتلا ذلك إجراء البزل القطني إسعافياً، علماً أن نتائج دراسة السائل الدماغي الشوكي كانت (ارتفاع الكريات البيض 210 كريات/ملم3 مع غلبة اللمفاويات 90 بالمئة، وارتفاع البروتين/ CSF: 92 ملغ / دل.

وتتوافق المعطيات الآنفة الذكر مع تشخيص التهاب السحايا المجهض أي التالي لاستخدام الصادات الحيوية بجرعة غير مناسبة لالتهاب السحايا وعبر طريق علاجي غير فعال، ومن ثم وضع البروتوكول العلاجي بالصادات الحيوية وريدياً من قبل الأستاذ المشرف المعالج.

هذا وتم البدء بتطبيق الصادات الحيوية بعد إجراء اختبارات التحسس للتأكد من عدم وجود تحسس دوائي، وطبق البروتوكول المذكور لمدة 24 ساعة من دون أي اختلاط يذكر، مع الاستقرار السريري والاستجابة للعلاج بالصادات الحيوية الموصوفة، وبناء على ذلك تم الاستمرار به.

لكن حالة المريض تدهورت بشكل مفاجئ بعد الانتهاء من إعطاء جرعة السيفتازيديم مع ظهور طفح شروي خزبي شديد ومعمم، مترافق مع «وذمة شديدة على مستوى الشفاه واللسان والأجفان»، إضافة إلى حدوث الوهط الدوراني تلا ذلك توقف القلب والتنفس، وتم البدء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي.

بالخلاصة، تعتقد اللجنة مجتمعّة أن السبب المباشر للوفاة غالباً يعود إلى صدمة دوائية شديدة مع فشل دوراني حاد معند على العلاج الدوائي المضاد للتآق وغير مستجيب على الإنعاش القلبي الرئوي علماً أنه تم تطبيق العلاج بالصادات نفسها في اليومين الأولين من استشفاء المرض من دون اختلاطات تذكر، إضافة للاستقرار السريري آنذاك.

وحسب اللجنة يمكن للمريض أن يكون حاملاً لعوامل خطورة ساهمت في الفشل الدوراني الحاد والعنيد وعدم الاستجابة على الإنعاش القلبي الرئوي، ومنها تأخر المريض بالعلاج المناسب والأمثل لالتهاب السحايا، الأمر الذي ساهم في القصور الدوراني الحاد الإنتاني المنشأ، كما ذكر في سوابق المريض استشفاء منذ شهر بقصة دوار مع ترفع حروري وتعرق غزير معالج بخافضات الحرارة والمسكنات، ولكن لا يوجد تشخيص آنذاك، إضافة إلى سوابق تحسس دوائي معروفة على (السفتيرياكسون) علماً أنه تم استبعاده في خطته العلاجية من الطبيب المعالج بسبب التربة التحسسية هذه.

وعلمت «الوطن» أن اللجنة قدمت تقريرها إلى إدارة المشفى والموضوع ضمن اهتمامها ومتابعتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن