فشل المنتخب السوري لكرة القدم في إثبات الجدارة داخل الملعب، في مواجهة نظيره الأردني، سواء على الصعيد الفني أم المهاري أو البدني، والدقائق الأخيرة التي ظهر فيها لاعبو منتخبنا من خلال عدة محاولات، لم تكن لتقنع أحداً بمثل هذه الجدارة المرجوة، لترسخ نتيجة المباراة واقع تفوق المنتخب الأردني على حساب منتخبنا وهو ما ظهر خلال السنوات القليلة الماضية..
من الطبيعي أن يشير الناظر إلى نصف «الكأس شبه الملآن» أن هذه المباراة تعد بداية جديدة مع جهاز فني جديد بعد فترة غير قليلة، من عدم الاستقرار الفني والإداري، وهذه إشارات لا نتجاهلها في سياق النظر إلى تفاصيل المباراة ونتيجتها، لكن أن يكون أداء لاعبي المنتخب بهذا المستوى من التواضع على مستوى الخطوط الثلاثة، وعلى مستوى العطاء الفردي والجماعي، ويتوج ذلك إضاعة لاعب من العيار الثقيل فرصة غريبة على طريقة أمور لا تصدق.. وكل هذه التفاصيل تشير بوضوح إلى خلل كبير على مستوى التركيز، ما جعل المنتخب يظهر بهذه الصورة التي زعزعت جذور الأمل المرتجى من عشاق النسور وحتى على مستوى حضور الجهاز الفني عبر قراءة المباراة إلى حد ما.
نعم نحن لا ننسى ولا نتجاهل أن هذه المباراة، ومن خلال النظر إلى الصورة بكليتها، تعد بداية بعد فترة تحضير قصيرة، لكن ومن طرف آخر نحن أمام مجموعة من اللاعبين المحترفين، ومن المفترض أنهم جاهزون بدنياً وفنياً بنسبة مقبولة، لكن وقائع المباراة أشارت إلى مشكلات عديدة أرخت بظلالها وأسئلتها على وضع المنتخب بشكل عام، وبصورة أكبر على أداء عدد من اللاعبين الذين انتظرنا منهم أفضل مما كان، وربما كانت المشكلة بآمالنا التي حلق البعض بها..
ننتظر تقييم اتحاد الكرة بعد هذه الدورة الودية، ونتذكر أن الاتجاه السابق كان التعاقد مع مدرب أجنبي، وأعطيت الفرصة لمدرب محلي كان له تجربة طيبة فيما مضى، لذلك ربما من المجدي عدم التسرع بآراء قاطعة، لكن من الطبيعي وضع النقاط على حروف الأداء الذي شاهدناه بانتظار المباراة الثانية التي نتأمل الخروج منها بانطباع أفضل يتمكن خلالها الجهاز الفني واللاعبون من الاستفادة من هذه المواجهة التي أطلقت جرس إنذار على حقيقة ووضع الجميع بعد خسارة يمكن وصفها بأنها أكثر من خسارة في المحصلة العامة، فعيون الجميع تترقب هذا المنتخب بلهفة وأمل.