«ع الوعد يا كمون»!!.. باصات تبدأ استراحتها عند الثامنة مساءً.. والمواطن «يدبر حالو»؟ … أزمة النقل من سيئ إلى أسوأ في العاصمة.. ومواطنون: «كأنك يا أبو زيد ما غزيت»؟
| محمد راكان مصطفى- فادي بك الشريف
رغم الوعود الرسمية بلحظ تحسن ملموس في ملف النقل الداخلي في العاصمة والعديد من المحافظات بعد البدء بتطبيق الـ(جي بي إس) على السرافيس والباصات ومختلف الآليات، إلا أن الأزمة غدت من سيئ إلى أسوأ، وسط صمت مطبق من الجهات الرسمية ذات الصلة.
عشرة أيام مضت على وعود مصادر المحافظة بأن ما بعد 15 الشهر ليس كما قبله في إشارة إلى وجود تحسن على صعيد النقل في خطوط العاصمة، بالتزامن مع آلية جديد متخذة تقضي بسحب عدد من الباصات من بعض الخطوط التي ليست بحاجة إلى عدد كبير من الباصات، وزيادة الباصات في خطوط أخرى تشهد ازدحامات وتعجز عن تخديم العدد الكبير من المواطنين، خاصة في وقت الذروة وتحديداً يومي الجمعة والسبت اللذين يشهدان غياباً واضحاً للسرافيس مع عمل خجول لباصات الشركة العامة للنقل الداخلي.
شكاوى مستمرة تأكدت من صحتها «الوطن» خلال جولتها، تؤكد عدم التقيد بتوجيهات المحافظة القاضية بعدم التعبئة للباصات الخاصة قبل الساعة العاشرة مساء من كل يوم، وذلك لتخديم المواطنين فترة المساء وقت الذروة، لنشهد غياباً لعدد كبير من الباصات واصطفافها أمام الكازية في منطقة البرامكة بين السابعة والثامنة مساء، وسط غياب واضح للسرافيس المفترض تخديمها للخطوط عند المساء وخاصة في منطقتي البرامكة وتحت جسر الرئيس وخط الفحامة، ما يترك الباب مفتوحاً لسيارة الأجرة الخاصة (التكسي سرفيس) لاستغلال المواطنين بأجور يكون المواطن مضطراً لدفعها للوصول إلى منزله مساء، أو لمكان عمله فترة الصباح وقبل الظهيرة، ناهيك عن الانتشار الواضح للفانات الصغيرة الخاصة للعمل والتي يمكن تسميتها بـ(فانات سرفيس) بعملها على خطوط محددة ولكن بأجور خاصة، حيث وصلت أجرة الراكب إلى ضاحية قدسيا لخمسة آلاف ليرة، ومثلها تقريباً إلى الجديدة.
ولسان حال المواطن يقول «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت»، متسائلاً عن الحلول والوعود الحكومية بالتحسن المنشود على صعيد أزمة النقل الخانقة، على الرغم من التوجيهات والقرارات والتعليمات والاجتماعات، ليبقى الواقع (على ما هو عليه)، بانتظار آليات وصرامة وسرعة في التطبيق وخاصة مع تأكيد مصادر المحافظة أن عدداً كبيراً من السرافيس سددت رسوم تركيب جهاز الـ(جي بي إس).
وفي السياق، بين مصدر مسؤول في محافظة دمشق لـ«الوطن» أنه لغاية الآن وصل عدد السرافيس التي ركب لها جهاز الـ(جي بي إس) إلى نحو الـ5800 سرفيس، وهناك قسم من باصات النقل الداخلي (الخاص) ركب لها الجهاز.
وبين المصدر أن عدد السرافيس التي لم يركب لها الجهاز يصل إلى الـ2700 سرفيس، علماً أنه تم توجيه رسائل لـ 1500 سرفيس بانتظار تركيبهم للجهاز، إلا أن قسما منهم لم يبادر إلى التركيب لغاية الآن، لذا سيتم منحهم مهلة أخيرة 48 ساعة.
كما كشف المصدر عن اجتماع مقرر عقده قريباً جداً بحضور المعنيين، لبحث واقع ومستجدات تركيب الأجهزة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعقوبات بحق المخالفين، والتي تقضي بإيقاف التزود بالمادة لأي سرفيس لا يقوم بتخديم الخط، وخاصة أن العديد من الخطوط لا تخدم بأكثر من 20 بالمئة من عدد السرافيس العاملة فيها، وبالتالي سيشهد إجراءات فعلية بحق المخالفين وغير الملتزمين بتخديم خطوطهم.
فيما يبدو أن الآلية الجديدة لخطوط النقل في العاصمة والتي تقوم على رفد الخطوط الأكثر ازدحاماً لم تطبق بشكل فعلي في عدد من الخطوط، رغم الطلب والتأكيد على باصات النقل الداخلي التابعة للشركة العامة للنقل الداخلي للعمل عليها خاصة بعد الاتفاق على الموضوع في لجنة السير، إضافة لغياب مديرية هندسة المرور وعدم تقيدها بعدم تعبئة المحروقات للباصات قبل العاشرة مساء، ليبقى السؤال من أين تأتي الروضات والمدارس الخاصة بالسرافيس رغم تأكيد محافظة دمشق أنها لم تمنح أي موافقات للسرافيس بالتعاقد مع المدارس الخاصة والروضات، ومنعها لأي مهمة للتعاقد مع الشركات الخاصة أو العامة.
وللوقوف على إن كانت باصات النقل الحكومي تقوم بدورها على أكمل وجه، أكد مدير عام الشركة موريس حداد لـ«الوطن» أن باصات الشركة تعمل بطاقتها العظمى، مضيفا: بدون النقل الداخلي أقلاء من يعملون، منوهاً بأن الباصات تبدأ العمل من الصباح الباكر وحتى الساعة 11 ليلاً.
وأشار حداد في حديثه إلى تخديم الشركة لنحو 40 خطاً مزدحماً في ريف دمشق، كما يتم تسيير رحلات إسعافية للخطوط المزدحمة، في ظل غياب السرافيس التي تخدمها.
ولفت مدير عام الشركة إلى وضع باصات إضافية على خطوط دمشق من قبل إحدى شركات القطاع الخاص، وعودة تشغيل خطوط لشركات أخرى منها خط الزاهرة- المزة، منوهاً بوعود المحافظة بأن يحل تطبيق نظام التتبع للسرافيس GPS المشكلة وبما يضمن عملها فعلاً على الخطوط المخصصة لها، وبما يتيح تشغيل الشركة لخطوط جديدة بما يسهم في تخفيف أعباء التنقل على المواطنين.
وحول إجراءات الأمان المتخذة من قبل سائقي الباصات، أكد موريس أنه وبعد وقوع حادثة وفاة شاب على أحد خطوط الشركة تم التواصل مع رئيس فرع المرور والطلب بتشديد الرقابة على السائقين بإغلاق أبواب الباصات قبل السير، فيما تؤكد المعلومات عن تنظيم فرع المرور لـ15 مخالفة في يوم واحد لباصات القطاع العام والخاص، مؤكداً الالتزام حالياً بشكل كامل من جميع السائقين.
وكانت «دمشق» أعلنت إلزام الباصات بتركيب أجهزة (GPS)، ومنحت مهلة للسائقين في تركيبها، تحت طائلة التوقف عن استلام مخصصات الباص من المازوت، علماً أن ثمن الجهاز الواحد 350 ألف ليرة سورية يذهب لحساب شركة محروقات في المصرف التجاري، كما تتم عملية تركيب الجهاز للآلية، بعد وصول رسالة نصية قصيرة من شركة محروقات بموعد التركيب على رقم موبايل السائق.