طهران استدعت سفيري بريطانيا والنرويج احتجاجاً على التحريض.. والأميركيون بعثوا رسالة بشأن الاتفاق النووي … رئيسي يشيد بمشاركة أهالي تبريز في تشييع الشهيد آجاقي: سنعاقب الجناة … تظاهرات حاشدة في إيران رفضاً لأعمال الشغب.. والقبض على مئات الإرهابيين بينهم «دواعش»
| وكالات
أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بالحضور الكبير الذي جسده أهالي تبريز في مراسم تشييع الشهيد حسين آجاقي، أحد كوادر قوات التعبئة الشعبية الذي قتل على أيدي مثيري الشغب خلال الاضطرابات الأخيرة في محافظة أذربيجان، بينما استدعت الخارجية الإيرانية سفيرَي بريطانيا والنرويج في طهران، احتجاجاً على عمليات التحريض والتدخل في الشؤون الداخلية لإيران.
في حين جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان موقف بلاده الداعي إلى ضرورة تحلي واشنطن بالإرادة السياسية لإحراز تقدم بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي، كاشفاً عن تلقي حكومته أخيراً رسالة من واشنطن بشأن هذا الاتفاق.
وحسب وكالة «أرنا» أعرب رئيسي في اتصال هاتفي أجراه مع أسرة آجاقي، عن تقديره لتضحياته، ومواساته بفقدان هذا المجاهد الذي قدم روحه في سبيل التصدي للخارجين عن القانون ومثيري الشغب، والدفاع عن أمن مدينة تبريز العريقة.
وكان آجاقي، أحد كوادر قوات «الباسيج» في تبريز، وتم قتله من خلال طعنه بالسكين من مثيري الشغب في المدينة.
ونوَّه رئيسي بأن تبريز لطالما شكلت حصناً منيعاً في الدفاع عن مبادئ الثورة الإسلامية، واستقلال البلاد من محاولات المجموعات العميلة والمعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تخطط لاستهداف هذه المدينة الحاضنة لمئات الشهداء.
ثمَّ ختم الاتصال بتأكيد متابعة ملف الشهيد من المسؤولين في الحكومة إلى جانب القوات الأمنية والسلطة القضائية لمعاقبة الجناة الذين يقفون «وراء هذه الجريمة النكراء».
ودعا رئيسي أول من أمس السبت، إلى التفريق بين الاحتجاجات وبين الإخلال بأمن البلاد، موجهاً السلطات بضرورة التعامل بحزم مع مثيري الشغب، وذلك على خلفية احتجاجات شهدتها البلاد، منذ نحو أسبوع، إثر وفاة فتاة تدعى مهسا أميني، بعد تعرضها لعارض صحي في أثناء توقيفها داخل أحد مراكز الشرطة.
على خطٍّ موازٍ استدعت الخارجية الإيرانية سفيرَي بريطانيا والنرويج في طهران، احتجاجاً على عمليات التحريض والتدخل في الشؤون الداخلية لإيران، من جانب البلدين، عقب الأحداث الأخيرة.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير بريطانيا في طهران، اعتراضاً على الأجواء العدائية التحريضية التي تثيرها وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية الموجودة في لندن.
كما استدعت الخارجية الإيرانية سفير النرويج في طهران، رداً على تدخل رئيس برلمان النرويج في الشؤون الداخلية الإيرانية عقب الأحداث الأخيرة.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، عن المدير العام لشؤون غرب أوروبا في الخارجية الإيرانية قوله: جرى إبلاغ السفير البريطاني خلال اللقاء، احتجاج طهران الشديد على دولة بريطانيا التي تستضيف وسائل إعلام وضعت على جدول برامجها الرئيسية التحريض على أعمال الشغب، وتوسيع نطاق الاضطرابات في البلاد.
وعدّ الدبلوماسي الإيراني أن موقف لندن يمثّل تدخلاً في الشؤون الداخلية، وتحريضاً على السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكد السفير البريطاني في طهران أنه سينقل احتجاج الخارجية الإيرانية في هذا الخصوص إلى المسؤولين في لندن.
وفي وقت سابق علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، على التدخلات الأميركية والأوروبية في قضية الشابّة الإيرانية، مهسا أميني، التي توفيت داخل مركز للشرطة في طهران بالقول: الدول التي لديها تاريخ طويل في إثارة الحروب والتعامل بعنف على صعيد العالم، تفتقر إلى المشروعية لتقديم النصائح إلى الآخرين بشأن حقوق الإنسان.
وأضاف: من المؤسف أن عدة دول تستغلّ حقوق الإنسان لتحقيق أهدافها السياسية ضد إيران، حكومةً وشعباً، لافتاً إلى أن ازدواجية المعايير من جانب الدول الغربية في التعامل مع جرائم حلفائها، ولاسيما ما يُمارَس ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، تعكس نفاق الغرب في التعامل مع حقوق الإنسان.
ومن جانبه أعلن رئيس النيابة العامة ومحاكم الثورة الإسلامية في مدينة ساري بمحافظة مازندران شمال إيران محمد كريمي القبض على عدد من عناصر تنظيم «داعش» وحزب «كوملة» الإرهابيين خلال أعمال الشغب التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الأخيرة.
وأشار كريمي في تصريح له أمس إلى اعتقال 450 شخصاً من مثيري الشغب في محافظة مازندران وإحالتهم إلى القضاء على خلفية الجرائم التي مارسوها خلال الأحداث الأخيرة.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن الجمعة إحباط محاولة لتنفيذ عمليات تفجير في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب البلاد تزامنا مع أعمال الشغب الأخيرة.
وجالت مسيرات شعبية حاشدة شوارع عدد من المدن الإيرانية، صباح أمس الأحد، تأييداً للجمهورية الإسلامية، ورفضاً لأعمال الشغب.
وشملت التظاهرات مُدناً عديدة، هي: مشهد، شيراز، قم، جيلان، بجنورد، قزوين، أصفهان وياسوج.
وتأتي التظاهرات رفضاً لأعمال الشغب، وإهانة المقدسات والقرآن الكريم، والاعتداء على الممتلكات العامة، التي وقعت خلال الأيام الماضية على خلفية وفاة مهسا أميني.
وردد المشاركون في هذه المسيرات شعارات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت لبريطانيا» وشعارات أخرى داعمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومدينة لأفعال التخريب.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، بأن تظاهرات مؤيدة خرجت في طهران في ساحة الثورة وسط العاصمة، عصر أمس.
وأفادت وكالة «تسنيم»، أول من أمس السبت، بتراجع التجمعات الاحتجاجية بنسبة 90 بالمئة ليلة الجمعة في أغلب أنحاء إيران، بعد خروج المسيرات الداعمة للنظام.
وانطلقت تظاهرات حاشدة في طهران ومدن إيرانية، الجمعة، رافعةً شعارات داعمة للجمهورية الإسلامية، ورافضة لتظاهرات الشغب التي استغلت حادثة وفاة الشابة مهسا أميني، والتي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوى الأمن والمدنيين.
وفي سياق آخر، جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان موقف بلاده الداعي إلى ضرورة تحلي واشنطن بالإرادة السياسية لإحراز تقدم بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وحسب «إرنا» قال عبد اللهيان إن الأميركيين بعثوا رسالة خلال الأيام الأخيرة لنا بشأن التوصل إلى اتفاق ولكننا أكدنا لهم أن عليهم أن يبرهنوا حسن نياتهم عبر التحلي بالواقعية والإرادة بهدف الوصول لاتفاق جيد ومتقن ومستدام.
وقال عبد اللهيان إن الطرف الأميركي هو الذي يجب أن يتحلّى بشجاعة اتخاذ القرار من أجل الوصول إلى اتفاقٍ جيد ومُستدام.
ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرف الأميركي أبلغنا مراراً، خلال الأيام الأخيرة، أن لديه العزم وحسن النية اللازمة للتوصل إلى اتفاق.
وكشف أن الفريق الإيراني أجرى في نيويورك، على هامش المؤتمر الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مُباحثات مع ممثل الاتحاد الأوروبي والدول المعنية بمفاوضات الاتفاق النووي، مضيفاً: هذا الملف شكّل أحد المحاور الرئيسية المُدرجة في جدول الأعمال.
وفي وقتٍ سابق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 وصلت إلى طريق مسدود، بسبب إصرار إيران على إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطتها النووية.
وفي وقت سابق أكد الرئيس الإيراني خلال اجتماعه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده مستعدة لإبرام اتفاق عادل ومستدام.
وفي سياق منفصل أصدر المدعي العام في العاصمة الإيرانية طهران علي صالحي، أمس، قراراً بتجريم عددٍ من المتورطين في ملف اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
وأوضح صالحي أن القرار يشمل تجريم ومحاسبة 14 شخصاً متورطاً في ملف اغتيال زاده.
وفي تشرين الثاني من العام 2020 أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية استشهاد رئيس منظمة البحث والتطوير في الوزارة محسن فخري زاده.
وفي وقتٍ سابق، أقرّ مسؤول استخباري إسرائيلي لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية باغتيال تل أبيب للعالم الإيراني محسن فخري زاده، وأشار إلى أن إسرائيل ستتخذ أي خطوات ضرورية ضد البرنامج النووي الإيراني.