سورية

مخاوف من تذويب الإرهابيين الأجانب في المجتمع المحلي عبر التنظيم … الأدالبة يتمسكون بالهوية السورية ويرفضون وثيقة «النصرة»

| حلب- خالد زنكلو

رفض معظم أهالي مناطق محافظة إدلب، الواقعة تحت سيطرة ما يسمى «هيئة تحرير الشام»، التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، استخراج البطاقة الشخصية التي أصدرتها «حكومة الإنقاذ» التابعة للتنظيم وأكدوا تمسكهم بالهوية السورية الصادرة عن الدولة الشرعية.

ورصد شهود عيان لـ«الوطن» تراجع الإقبال بشكل كبير على جميع مراكز التسجيل التي اعتمدها «النصرة» في المدن والبلدات الكبيرة لاستخراج البطاقة الأولى من نوعها والخاصة بالمدنيين منذ فرض نفوذه على أجزاء واسعة من إدلب صيف ٢٠١٥.

وشدد الأهالي في اتصالات مع «الوطن» على تمسكهم بالهوية السورية الرسمية كوسيلة وحيدة للتعريف بشخصياتهم داخل سورية وخارجها، ولأنها رمز من رموز الانتماء والوحدة الوطنية التي لا يمكن التخلي عنه تحت أي ظرف، فكيف إذا تبعت لتنظيم مدرج على قائمة الإرهاب الدولية؟

وأكدت مصادر محلية في مدن حارم وكفر تخاريم وأريحا وسرمدا والدانا وجسر الشعور لـ«الوطن»، أن المدنيين ممن أتموا ١٤ عاماً أو يزيد يرفضون مراجعة مراكز استصدار البطاقة منذ افتتاحه أمامهم قبل ٣ أيام، والذي يتطلب مراجعة أمانة السجل المدني المدونة فيه قيود هؤلاء والتي يبلغ تعدادها ٢٥ أمانة، باستثناء قلة قليلة من الموظفين لدى «حكومة الإنقاذ» والمضطرين للتعامل بالهوية في الدوائر والمؤسسات التابعة لها.

ولفتت المصادر إلى أنه بدئ العمل باستخراج البطاقات قبل أسبوع وبشكل تجريبي للعاملين في «حكومة الإنقاذ» من موظفين وشرطة، غير أن إلزام بقية أفراد المجتمع بها أثار جدلاً كبيراً وتنديداً واسعاً من قبل جميع سكان المحافظة والمناطق المجاورة التي يسيطر عليها تنظيم «النصرة» في سهل الغاب بحماة وريف اللاذقية الشمالي وريف حلب الغربي.

وأشار أحد أبناء مدينة إدلب إلى أنه يرفض أن تمثله هوية «النصرة» لاعتبارات عديدة، في مقدمتها أنها صادرة عن تنظيم إرهابي زائل لا محالة، عدا عن كونها غير معترف بها خارج مناطق سيطرته ويتطلب الحصول عليها دفع نحو 2.5 دولار لكل متقدم، بالإضافة إلى تعدد البطاقات التعريفية التي يحملها بعض الأشخاص لتصل إلى ٤ بطاقات أحياناً!

وبين أحد نازحي الغوطة الشرقية أن فرض هذه الهوية عليهم يزيد من فرقة وغربة النازحين، الذين يتوزعون على ٦ أمانات، ويحتجزهم «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في إدلب، ويشكلون معظم عدد القاطنين في المحافظة، خصوصاً في المخيمات البائسة والمزرية لجهة الخدمات وسبل العيش «وبعد ذلك يريدون أن يرغمونا على استصدار بطاقة شخصية غير جامعة لنا ولا توحدنا كالهوية السورية النظامية»، وذلك حسب قوله لـ«الوطن».

وأبدى ناشطون في إدلب مخاوفهم من تذويب الإرهابيين من غير السوريين المقيمين في مناطق سيطرة «النصرة» في المجتمع السوري المحلي عبر إصدار بطاقات شخصية لهم على أنهم سوريون، على الرغم من أنهم ينحدرون من أكثر من ٨٠ دولة ويشكل معظمهم تهديداً على المجتمع المحلي والدولي لكونهم تابعين أو موالين لتنظيم «القاعدة» الإرهابي.

وقال أحد الناشطين لـ«الوطن»: «إلى الآن لم تحل مشكلة تنسيب أبناء الإرهابيين الأجانب ممن تزوجوا بسوريات ولم يعرّفوا عن أسمائهم سوى بالكنى أو بالألقاب أو أسماء المناطق والدول مسقط رأسهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن