سورية

الاحتلال الأميركي يعين إرهابياً جديداً متزعماً لـ«مغاوير الثورة».. والتوتر يسود «التنف»

| وكالات

عينت القيادة الوسطى الأميركية المدعو محمد فريد القاسم متزعماً جديداً لميليشيات «مغاوير الثورة» الموالية لقوات الاحتلال الأميركي بعد طرد المتزعم السابق مهند الطلاع، وسط حالة من التوتر تشهدها منطقة «التنف» التي يحتلها الأميركيون بسبب رفض متزعمين في الميليشيات هذه التغييرات.
مصادر من «مخيم الركبان»، الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الأميركي وإرهابيون موالون لها ولاسيما «مغاوير الثورة» أشارت حسب موقع «أثر برس» الإلكتروني إلى أن قرار تعيين القاسم وطرد الطلاع «جاء بصورة توحيد الفصائل» الموالية للاحتلال الأميركي في المنطقة ومن بينها ما يسمى «لواء شهداء القريتين» الذي كان القاسم يتزعمه والمتورط بارتكاب جرائم إرهابية ضد المدنيين وقوات الجيش العربي السوري.
وفي الخامس من الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الحربي الروسي دمر أوكاراً لمجموعة إرهابية مدعومة من قوات الاحتلال الأميركي وقضى على العديد من أفرادها.
وقالت الوزارة في بيان لها: «قامت المقاتلات الروسية في الـ4 من آب بعد عمليات استطلاع وتقص بالقضاء على مجموعة إرهابية من مسلحي ما يسمى «لواء شهداء القريتين» كانت مختبئة في أوكار مجهزة في الصحراء».
وأوضحت الوزارة أن مقر هذه المجموعة هو منطقة التنف التي تحتلها القوات الأميركية، مشيرة إلى أن مدربين من القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي كانوا يقومون بتدريب مسلحي المجموعة وإمدادهم بالسلاح، لافتة إلى أن هؤلاء الإرهابيين ارتكبوا في منطقة البادية أعمال قتل بحق السكان المدنيين.
ولفتت مصادر «مخيم الركبان» إلى أن الطلاع متورط بتهريب المخدرات نحو الأراضي الأردنية إضافة لتعامله التجاري شبه المعلن مع خلايا تنظيم داعش الإرهابي، المنتشرة في الأطراف الشمالية من المنطقة التي تحتلها القوات الأميركية وتطلق عليها اسم منطقة «الـ55 كم».
وحسب المعلومات، فإن الطلاع غادر نحو الأرضي العراقية «بعد التواصل مع جهات عشائرية مجهولة حتى اللحظة، ويعتقد بأنها من عشيرة البقارة»، التي ينحدر منها بهدف نقله نحو الأراضي التركية، حيث يمتلك عدداً من الاستثمارات في مدينة أورفا المقابلة لمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وهي استثمارات أسسها عقب حل ميليشيات «جبهة الأصالة والتنمية»، التي كانت تنتشر في ريف دير الزور الشرقي كأحد أذرع تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي في الداخل السوري، وذلك وفق ما ذكرت المصادر.
ويشهد «مخيم الركبان»، الذي تحتجز فيه قوات الاحتلال الأميركي نحو سبعة آلاف مهجر بفعل الإرهاب، أوضاعاً إنسانية كارثية نتيجة ممارسات الاحتلال وإرهابييه وعلى رأسهم ميليشيات «مغاوير الثورة» المتحكمة بمصادر وطرق نقل المواد الغذائية والأساسية إلى المخيم، الذي تحول إلى منازل طينية في محاولة من السكان للتعايش مع الظروف المناخية الصعبة في أقصى الجنوب الشرقي من سورية، إذ تحولت إقامتهم إلى ما يشبه الاعتقال القسري نتيجة رفض الميليشيات بدفع أميركي حلحلة ملف «مخيم الركبان»، وتفكيكه من خلال إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.
وفي الآونة الأخيرة تزايدت مغادرة العائلات لـ«مخيم الركبان» باتجاه مناطق سلطة الدولة، نتيجة استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية داخله إضافة إلى نقص المياه والدواء وفقدان فرص العمل وارتفاع أسعار السلع الأساسية واستيلاء الاحتلال ومرتزقته الإرهابيين على أي مساعدات ترسل إلى المخيم.
وتوقعت المصادر عودة الطلاع لتزعم الميليشيات، لما كان يقدمه لمسلحيها من أموال نتيجة لأعمال التهريب، حيث يتخوف هؤلاء من قيام المتزعم الجديد الذي سيضم بقايا «فصيله والفصائل الأخرى» لـ«المغاوير»، بعزل موالي «الطلاع» من الميليشيات، وسيكون الأميركيون أمام أحد خيارين يتمثلان؛ بإعادة الطلاع واعتبار عزله مجرد إشاعة، أو دعم القاسم بالقوة في قراراته الجديدة.
وتحتل القوات الأميركية منطقة التنف الواقعة عند المثلث الحدودي السوري- العراقي– الأردني بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وأقامت فيها قاعدة منذ عام 2014، في حين أكدت الوقائع لاحقاً أن قوات الاحتلال جعلت المنطقة منطلقاً لدعم التنظيمات الإرهابية التي أنشأتها لتنفيذ اعتداءات على مواقع الجيش العربي السوري والتجمعات السكانية.
ونفّذ مرتزقة الاحتلال الأميركي من الإرهابيين في التنف خلال السنوات الماضية سلسلة من الاعتداءات على مواقع وآليات الجيش العربي السوري وعلى وسائل النقل العامة انطلاقاً من منطقة التنف ما أدى إلى وقوع شهداء من العسكريين والمدنيين السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن