سورية

«التايمز»: تراس تتراجع عن ترحيل لاجئين سوريين إلى رواندا لتعزيز نمو اقتصاد بلادها

| وكالات

بعد مضي أقل من 3 أسابيع على توليها منصبها، تراجعت رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس عن تهديداتها بترحيل اللاجئين من بلادها ومن بينهم سوريون إلى رواندا، وأعلنت عزمها استقبال المزيد من المهاجرين، وذلك لاستخدامهم كعمال من أجل تعزيز النمو الاقتصادي في بلادها، على حين أشار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إلى أن 89 بالمئة من اللاجئين الموجودين في الأردن الذين حول لهم مساعدات، هم سوريون.
وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية: إنه «لم تمض 3 أسابيع فقط من ترؤسها للحكومة البريطانية، حتى فاجأت تراس الجميع بعزمها استقبال مزيد من المهاجرين الذين هددت في وقت سابق بإرسالهم إلى رواندا أو إعادتهم إلى تركيا ومن بينهم اللاجئون السوريون، الأمر الذي قوبل بالرفض من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ECHR»، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وسبق لـتراس أن تعهدت عندما كانت المرشحة الأولى لتولي منصب وزيرة الخارجية وأعلنت رسمياً كرئيسةٍ للوزراء «بدعم سياسة الترحيل إلى رواندا، وتوسيعها لتشمل دولاً إضافية أخرى».
ووفقاً للصحيفة، فإن تراس تعتزم في الأسابيع المقبلة رفع الحد الأقصى لاستقبال المهاجرين من العمال الزراعيين الموسميين وإجراء تغييرات على قائمة المهن التي تعاني نقصاً، ما سيسمح للقطاعات الرئيسية بتعيين المزيد من الموظفين في الخارج.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة رئيسة الوزراء تسمح باستقبال مزيد من المهاجرين لتعزيز النمو الاقتصادي وسط خلاف وزاري بين أعضاء حكومتها على تلك الخطوة، مضيفة: إن تراس ستقوم أيضاً بإصلاح واسع النطاق لنظام التأشيرات البريطاني، وذلك بهدف معالجة النقص الحاد في العمالة وجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم.
ولفتت إلى أن الخطة الجديدة لن تشترط على المهاجرين القادمين إتقان اللغة الإنكليزية، وخاصة في بعض القطاعات بغية تمكين المزيد من العمال الأجانب للحصول على تأشيرات بشكل أسهل وعلى رأسهم العمال الزراعيون والمهندسون.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي رفيع قوله: إن «وزارة الخزانة لديها وجهة نظر واضحة حول فائدة الهجرة للنمو الاقتصادي للبلاد، الأمر الذي تشاركهم فيه تراس، بينما طالب البعض بمزيد من الرقابة على الهجرة وخاصة غير الشرعية منها».
وكشفت مصادر حكومية وفق الصحيفة أن الوزراء يناقشون السماح بدخول المزيد من العمال المتعلمين تعليماً عالياً من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الذين تخرجوا في واحدة من أفضل 50 جامعة أو أفضل 100 جامعة عالمية.
وحسب المصادر، فإن الشركات تشعر بالإحباط لنقص العمالة واليد الماهرة، وخاصة في بعض المهن الأساسية، في حين بينت الصحيفة أنه في الشهر الماضي فقط تم الإعلان عن مليوني وظيفة شاغرة، منها 105 آلاف في قطاع الرعاية الاجتماعية و40 ألفاً في التمريض و100 ألف سائق ونحو 30 ألفاً من العمال الزراعيين الموسميين.
وفي 14 حزيران الماضي، وجهت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ضربة لمساعي رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون بترحيل لاجئين (بينهم سوريون) إلى رواندا بعد إصدارها قراراً طارئاً بمنع إقلاع أول طائرة تقل مهاجرين وطالبي لجوء في المملكة المتحدة في اللحظة الأخيرة قبل يوم من ذلك.
وحينها كانت السلطات البريطانية تنوي ترحيل عدد من المهاجرين يصل إلى 130 «إيرانيين وعراقيين وألبان وسوريين» في هذه الرحلة الأولى، وانخفض العدد بعد دعاوى فردية قدمها عدد منهم.
وعملت حكومات بعض الدول الأوروبية باستمرار على عرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على الرغم من تهيئة الحكومة السورية الظروف المناسبة لذلك.
بموازاة ذلك، قدم برنامج الأغذية العالمي، خلال شهر آب الماضي، مساعدات غذائية لقرابة 525 ألف شخص في الأردن، 465 ألف منهم لاجئون يعيشون في مخيمات ومجتمعات مضيفة في الأردن عبر تحويلات نقدية، وفق ما ذكر موقع قناة «المملكة» الإلكتروني أمس.
وأشار البرنامج، إلى أن 89 بالمئة من اللاجئين التي حولت لهم المساعدات سوريون، و9 بالمئة عراقيون، و2 بالمئة من اليمن والسودان والصومال ودول أخرى.
وبين أنه يحتاج بين أيلول الجاري وشباط 2023، إلى 92.7 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الغذائية لـ 465 ألف لاجئاً، للحفاظ على المستوى الحالي لقيم التحويلات النقدية.
ويواجه البرنامج في الأردن اعتبارًا من أيلول، ضائقة تمويلية كبيرة ليصبح غير قادر على الحفاظ على المستوى نفسه من المساعدة الغذائية لجميع اللاجئين في المجتمعات المضيفة. ولضمان استمرار المساعدة للأسر الأكثر احتياجاً وتجنب قطع المساعدة عن الآخرين، أبلغ البرنامج المستفيدين أنه سيخفض مستوى المساعدة لجميع اللاجئين الذين يعيشون في المجتمعات بمقدار الثلث.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن