في الجولة السادسة من الدوري الإسباني حل ريال مدريد المتصدر بالعلامة الكاملة ضيفاً ثقيلاً على جاره اللدود أتلتيكو مدريد الذي يحتل المركز السابع في لقاء دربي العاصمة الذي يتصف دائماً بقوة الالتحامات وشدة المنافسات، إلا أن التصريحات العنصرية التي سبقت المباراة التي انتقدت طريقة فينسيوس بالتعبير عن فرحته بعد تسجيل الأهداف زادت الأجواء توتراً خارج الملعب، لكن سرعان ما امتدت شرارتها إلى المدرجات فطالت عبارات الاستهجان عند كل استحواذ، وهذا أثر بشكل مبكر على أداء اللاعبين واندفاعاتهم، فارتفع عدد المخالفات المرتكبة التي تعامل معها الحكم القريب بهدوء وحكمة ودقة، وبعد تسجيل «رودريغو» لهدف ريال الأول في الدقيقة «28» واحتفال لاعبي الريال بالهدف على طريقة «فينسيوس» تضامناً زادت الأمور تعقيداً لتعود وتهدأ بعد هدف الريال الثاني في الدقيقة «36»..
في الشوط الثاني أصبح أتلتيكو مدريد أكثر استحواذاً ورغبة في العودة إلى المباراة، فتعامل لاعبو ريال بهدوء حيناً وبتباطؤ أحياناً أخرى ما زاد من حالة الشد العصبي عند المنافس، وكان لمشاركة لاعب أتلتيكو «هيرموسو» في المباراة عند الدقيقة «72» أثر واضح لرسم صورة الدقائق المتبقية منها فسجل هدفاً شرعياً في الدقيقة «83» مستخدماً أعلى ذراعه وهو جزء من الجسم لا يعاقب عليه القانون فزادت آمال فريقه بإدراك التعادل، إلا أنه لم يستطع السيطرة على انفعالاته فلحق في الدقيقة «88» واللعب متوقف بمنافسه «كارفاخال» بعد أن تلقى إنذاراً مستحقاً، وقام بدفعه بالصدر أمام الحكم فنال إنذاراً مجانياً لسلوكه غير الرياضي.
توترت على أثره الأجواء وتدخل الحكماء من اللاعبين لفض الاشتباك ليقوم «هيرموسو» مجدداً في الدقيقة «91» قبل تنفيذ الركنية أي قبل أن تصبح الكرة باللعب بدفع منافسه «سيباليوس» وإسقاطه أرضاً في سلوك غير رياضي مشابه لحالة الإنذار الأول فاستحق الإنذار الثاني والطرد، فكان قرار الحكم صحيحاً وثابتاً بالمقارنة مع الحالة الأولى المشابهة، فلم يخضع الحكم لضغط الإنذار الأول الذي أشهره قبل ثلاث دقائق.. ويبقى الخطأ الوحيد بمنح الحكم مخالفة للريال دون إعادة الركنية لأتلتيكو، حيث لم تكن الكرة باللعب عند ارتكاب المخالفة، وبالطبع فإن تقنية الفار لا يمكنها التدخل بقرار الطرد للإنذار الثاني وفقاً للبروتوكول المعمول به.. نجح التحكيم في إيصال المباراة إلى شاطئ الأمان رغم بعض الصعوبات التي واجهها.