دعت إلى إقامة تنسيق مشترك لتحقيق تنمية مستدامة … ندوة دولية صينية عربية تعلن تأسيس شبكة أكاديمية لمكافحة الفقر
| قوانغشتو- الصين - لجين عصام سليمان
بحضور عدد من الباحثين والأكاديميين من الجانبين العربي والصيني، وبتنسيق صيني عربي مشترك، عُقدت في جامعة صون يات سان «منتدى تشوهاي للأمن والتنمية في الشرق الأوسط» السبت الفائت، الدورة الثالثة من منتدياته تحت عنوان: مكافحة الفقر والتنمية المستدامة في الصين والدول العربية.
وبحثت معظم مواضيع المنتدى كيفية الاستفادة من التجربة الصينية للنهوض من الفقر وكذلك إقامة تنسيق صيني عربي مشترك لتحقيق تنمية مستدامة والوصول إلى مجتمع بشريّ مرفّه.
ولفت الأستاذ في جامعة «صون يات سن» والخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط والمنسّق المشترك لهذه الندوة شاهر شاهر إلى أهمية التجربة الصينية وضرورة نقلها إلى باقي الدول مع إمكانية مراعاة خصوصية كل دولة، موضحاً أنه من الضروري أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
بدوره تحدث السفير الصيني الأسبق في سورية لي هوا شين عن خبرات التجربة الصينية في التخلص من الفقر، ومن هذه الخبرات استعمال التنمية بشكل رئيس وذلك بالاستفادة من نقاط القوة المحلية والتمسّك بمساعدة المناطق الفقيرة، والتخلص من الفقر الفكري، لأن إثراء الفكر هو إثراء للجيب في الوقت ذاته.
من جانبه أكد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بجامعة الدول العربية «أكساد» نصر الدين العبيد أهمية الاستفادة من التنمية الصينية لمختلف الدول العربية خاصة وأنّ الحضارتين العربية والصينية قد ارتبطتا في السابق عبر طريق الحرير القديم.
كما أكد رئيس قسم اللغة العربية في جامعة «صون يات سان» سعيد جمال الدين أن الفلاحين الصينيين خلال آلاف السنين كوّنوا خبرتهم في العمل وقدّموا تجارب مميزة ونظاماً زراعياً فريداً، وهو ما أدى إلى أن يكون عمق الخلفية التاريخية للتطور الزراعي في الصين مدهشاً.
إلى ذلك أشار المستشار في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» عبد اللـه المجيدل في مشاركته إلى أن تعثر عملية التنمية في البلدان العربية دفع علماء التربية والاجتماع إلى إعادة النظر في بنية العملية التنموية، وزيادة التركيز على التنمية البشرية بوصفها المسار الرئيس للتنمية الشاملة، وبأنّ التعليم هو الأداة الرئيسة في التنمية، وفي تمكين الرجل والمرأة على حد سواء في مكافحة الفقر، منوهاً بالاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال ولاسيما التجربة الصينية الرائدة.
في حين ركزت مشاركة الأستاذ من جامعة الإسكندرية شبل بدران على مجال التعليم في عملية التنمية، مشيراً إلى أن الإحصائيات تبين أن ثلت السكان في جمهورية مصر العربية هم في عداد الأمية الأبجدية، وأن نسبة كبيرة من السكان هم تحت خط الفقر المحدد عالمياً بأقل من 1.9 دولار للفرد في اليوم الواحد، مؤكداً ضرورة الاستفادة من التجربة الصينية في حل مسألة الفقر من حلال التعليم والتأهيل.
أما أستاذ علم الاجتماع في جامعة عمر المختار في ليبيا عبد الكريم مصطفى فقدم بدوره مقاربة لرصد أبرز السياسات التي اتبعتها الدولة الليبية في مكافحة الفقر عبر ثلاثة أنظمة سياسة تعاقبت على نظام الحكم، كما وطرح البحث مسائل أساسية ذات علاقة بقضية الفقر، أهمها بنية المجتمع الليبي، وثنائية الفقر والفساد، وختم البحث بعرض أهم المشاهد المتصلة بقضية الفقر، بالإضافة إلى عرض مجموعة تدابير يمكن من خلالها الحد من مخاطر الفقر التي تحيط بالمجتمع المنشود.
من جانبه أشار سكرتير عام المركز الصيني العربي لدراسات الإصلاح والتنمية في جامعة «شنغهاي» للدراسات الدولية وانغ قواندا إلى أنه على الرغم من أن معدل انتشار الفقر الإجمالي في المنطقة العربية هو أقل بكثير مما هو عليه في جنوب آسيا وإفريقيا، إلا أن التنمية الاقتصادية الإقليمية غير منسّقة، موضحاً: مثلاً أن من بين أقل الدول نمواً اليمن والسودان، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة الفقر تدريجياً.
بدورها أوضحت الأستاذة في جامعة الكويت مزنة العازمي أن دولة الكويت احتلت المرتبة 130 من بين 146 دولة داخل نطاق المقارنة عام 2022، وقد لوحظ تحسن ترتيب دولة الكويت في مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لتبلغ المركز 130 عالمياً مقارنة بالمركز 143 في 2021، فيما جاءت في المرتبة السابعة عربياً والثالثة خليجياً.
أما المستشارة في وزارة التربية العراقية و«بيت الحكمة» في بغداد خديجة حسن جاسم فقد أشارت في مداخلتها إلى أن السلوك الجندري السائد في المجتمع العراقي والذي يتجاوز على المرأة كثيراً لمصلحة الرجل، يجعل المرأة تعاني من الفقر ضعف ما يعانيه الرجل الفقير، ولتخفيف حالة الفقر لا بد من اعتماد برامج التمكين ولاسيما التمكين المعرفي والاقتصادي.
وانتهت الندوة بالإعلان عن تأسيس «شبكة أكاديمية صينية عربية لمكافحة الفقر»، للعمل بشكل مشترك من قبل الجانبين العربي والصيني، وسيشكل المشاركون في هذه الندوة اللبنة الأساسية لبنائها.