عربي ودولي

يستغلونهم كـ«عمالة رخيصة» … أرباب عمل أتراك مستاؤون من عودة لاجئين إلى سورية!

| وكالات

أعرب عدد من أرباب العمل الأتراك عن استيائهم من مغادرة العديد من اللاجئين ولاسيما السوريون الأراضي التركية بعد أن دأب أرباب العمل على ابتزازهم وتشغيلهم مقابل مبالغ زهيدة مستغلين حاجتهم لكسب رزقهم ضمن حدود الكفاف.
وحسب صحيفة «جمهورييت» التركية فإن مغادرة السوريين الأراضي التركية بسبب جحيم العنصرية التي يواجهونها باتت تزعج أرباب العمل الذين يعتمدون عليهم كـ«عمالة رخيصة»، إذ إنهم بدؤوا يواجهون مشكلات بسبب الذين عادوا إلى بلدانهم مؤخراً، وذلك وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
وأوضحت الصحيفة، أن عودة السوريين إلى بلادهم أدت إلى نقص كوادر في العديد من القطاعات وخاصة في قطاع المنسوجات، حيث بات أرباب العمل يشتكون من أن أوضاعهم تزداد صعوبة في ظل رحيل السوريين الذين يوظفونهم مقابل رواتب متدنية.
ومع تحول ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة سياسية يستثمرها النظام التركي وأحزاب المعارضة عبر التحريض عليهم، ذكرت المواقع المعارضة أن التجار والصناعيين الأتراك يشتكون لعدم تمكّنهم من العثور على متدربين وعمال مهرة للعمل معهم فترة طويلة، واحتياجهم إلى توظيف اللاجئين السوريين والأفغان من أجل إدارة أعمالهم وتسييرها بعد عزوف الشباب الأتراك عن العمل في هذه المهن، موضحين أن الوضع سيصبح أكثر خطورة في السنوات القليلة القادمة.
وتحت عنوان «أصبح المتدربون ذهباً» أجرى موقع «eski sehir» لقاء مصوراً مع عدنان كرمانلي رئيس مجلس إدارة غرفة الخراطة ومصلحي السيارات في ولاية أسكي شهير، أكد خلاله أنهم سيواجهون مشكلات خطيرة في الـ5-6 سنوات القادمة بسبب نقص الشباب الراغبين بالعمل في تلك المهن.
وأشار كرمانلي إلى أن الجميع يرسلون أطفالهم إلى الجامعة ويقولون: «أريد أن يصبح طفلي ضابطاً أو مديراً»، لافتاً إلى أنه يعمل كميكانيكي سيارات وقطع الغيار لكنه يواجه صعوبة كبيرة بعمله، بسبب عدم تمكّنه من العثور على العمال المساعدين للقيام بهذه المهمة.
وذكر أنه يوجد حالياً نقص خطير في المتدربين والعاملين في مجال ميكانيك السيارات، «لذا يجب عليهم توظيف اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان الذين يساعدون القرويين أيضاً في الأعمال الزراعية»، موضحاً أن ما يحدث في البلاد مشابه للمشكلة التي واجهتها أوروبا من نقص الأطباء والمهندسين والممرضين والحرفيين.
من جهته صرح أونور ألتينوز(30 عاماً) مالك شركة «أوتو أونور» بمنطقة تكسان، أن أغلب الشباب الأتراك حالياً لا يريد العمل في المهن الشاقة ويقولون: «لا نريد ليدينا أن تصبح خشنة ووجهنا أن يتسخ» لذا هم يفضّلون الأعمال الخفيفة والسريعة التي تحقق لهم الكسب السريع للمال.
وأوضح «ألتينوز» أنهم قاموا بتدريب مهني في متجرهم الخاص لكن مع الأسف لم يكن هناك متدربون بل أصبح يغسل متجره ويكنسه بنفسه، مؤكداً أنه إذا كان لديهم متدرب فسيكون عملهم أسهل لكن إذا استمر الشباب في العيش بهذه الطريقة فلن يكون هناك حل لهذه المشكلة.
ومنذ أيام قليلة أعلن «حزب الشباب» التركي المعارض، أنه سيتم إلغاء تصاريح الإقامة للاجئين السوريين، وإعادتهم إلى بلدهم عبر «تقديم حوافز مادية».
وقال رئيس الحزب جيم أوزان، المقيم في فرنسا، في تصريحات لقناة «بابالا» الفضائية: إنه «يمكن استعادة الجنسية الممنوحة للمهاجرين غير الشرعيين التي تم الحصول عليها لاحقاً في أي مكان في العالم، وحالياً، سيتم إلغاء الجنسية الممنوحة للسوريين».
ولفت أوزان إلى أنه سيتم إلغاء تصاريح إقامتهم وسيتم تشجيعهم على العودة إلى بلدانهم من خلال تقديم الحوافز المالية لهم، حيث سنقدّم 4000 دولار لعائلة مكونة من 4 أفراد، وهكذا سنجعلهم يذهبون إلى بلدهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن